(جمهور) مياه و(حشد) من الطين.. المسرح القومي يغرق..

 

اليوم التالي – علي الطاهر
ضربت مياه الأمطار الجارفة سياج مبانيه العتيقة، تسللت باندفاع داخل أروقة المسرح القومي في أم درمان وبعثرت محتويات غرفه دون فرز، قبل أن تُغرق سمعته وتلطخ تاريخه بالطين، في غياب الاهتمام وبحضور إهمال المسؤولين عن الصرح العملاق الذي فاق عمره ستين عاماً..

حتى هذه اللحظة المياه (المحتشدة) وبقايا الطين لم تسمح للجمهور بالحضور أو الاقتراب لمشاهدة العرض الواقعي لمسرحية “المسرح يغرق”، قصة وسيناريو “فصل الخريف” وإخراج “الظروف الطبيعية”، وبطولة “الأمطار”، وهذا العرض للمسرحية الحزينة يتكرر كل موسم أمام أنظار الجميع، بما فيهم رواد المسرح الذين تربطهم قرابة متينة وصلة رحم ثقافية..

ويعرف المسرح القومي بالإضافة إلى الإذاعة والتلفزيون ب” الحيشان الثلاثة”، ويعد الشقيق الأكبر، وواحداً من الأماكن المهمة لإشاعة الفنون والثقافة وترقية المجتمع؛ لأنه يرفع فوق هامته شعار يؤمن به الجميع في العالم وليس السودان، وهو “أعطني مسرحاً أعطك أمة”، ولكن مع هذا الدور العظيم كافأ المسؤولين والمجتمع “المسرح القومي” بالإهمال فتركوا المبنى (مشرداً) في قارعة السيول ونهب المياه ولم يجد الاهتمام مثل شقيقيه الإذاعة والتلفزيون اللذين تنهض مبانيها المجاورة للمسرح في أمان ورغد من النعم..

وبعيداً عن معاناته اليوم مع السيول والأمطار فقد لعب المبنى العريق دوراً ثقافياً مهماً وفتح مسرحه لاستقبال آلاف الأعمال المسرحية المختلفة، وكذلك الفعاليات الأدبية والمسرحية، كما احتضنت خشبته؛ التي تضج المياه تحتها حالياً عدداً مهولاً من الحفلات الغنائية وفنانين على مستوى العالم والوطن العربي، ولم يسدل المسرح الستار منذ أن افتتحه الرئيس “عبود” عام 1959، حتى أصبح واحداً من المعالم الأثرية والتاريخية في مدينة أم درمان العاصمة الوطنية السودانية..


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب