شندي: اليوم التالي
قال رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن الحل للأزمة السياسية الراهنة لن يحدث إلا بتشكيل حكومة توافق وطني أو الذهاب إلى انتخابات.
جاءت تصريحات البرهان أمس الأحد خلال احتفالات الجيش بعيده الثامن والستين بمدينة شندي، شماليّ السودان، الذي شهد عروضاً عسكرية من مختلف الوحدات العسكرية.
وأضاف البرهان في كلمته أن الجيش مستعد تماماً للاستجابة لرغبات الشعب السوداني المشروعة في التأسيس لنظام حكم ديمقراطي تحت مظلة حكومة مدنية منتخبة، مؤكداً أن الجيش لن ينحاز إلى أي طرف من الأطراف السياسية، إنما فقط لرغبة الشعب في تحقيق أهداف ثورة ديسمبر، مشيراً إلى أن قيادة القوات المسلحة عازمة على الانتقال بها إلى مرحلة تمكنها من تنفيذ مهامها الوطنية.
وحيا رئيس مجلس السيادة الانتقالي الشعب السوداني ومواطني ولاية نهر النيل ومدينة شندي بالذكرى (٦٨) لسودنة القوات المسلحة والتي وصفها بالذكرى الخالدة، وذكر أن استلام المغفور له الفريق أ.ح أحمد محمد الجعلي لقيادة الجيش السوداني في ١٤ أغسطس ١٩٥٤م كان بمثابة أول اعتراف باستقلال البلاد وأولى خطوات الوطن في طريق الحرية والانعتاق.
وأوضح القائد العام للقوات المسلحة لدى مخاطبته، بمدينة شندي، احتفالات البلاد بالعيد (٦٨) للقوات المسلحة، بحضور نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، وأعضاء مجلس السيادة الانتقالي د. الهادي إدريس ومالك عقار إير والطاهر حجر، أوضح أن أعياد القوات المسلحة ستظل تقليداً تتوارثه الأجيال، مبيناً أن هذه الذكرى تمر على البلاد وهي تعايش تحديات كبيرة لا يمكن تجاوزها إلا بالوقوف صفاً واحداً، شعباً وجيش، لتقديم المصلحة الوطنية على ما دونها، حتى نقدم للأجيال القادمة وطناً معافى ينعم بالأمن والاستقرار والتنمية.
وقال إن شعار الاحتفالات لهذا العام (الوطن في حمانا وشعبنا حادي المسير)، جاء للتأكيد بأن القوات المسلحة ستظل وفية للشعب، تسير في ركابه وتنحاز إلى خياراته الوطنية، وتستجيب لتطلعاته المشروعة نحو نظام حكم ديمقراطي تحت ظل حكومة مدنية منتخبة يجمع عليها أهل السودان لتتفرغ القوات المسلحة لمواصلة دورها في تأمين البلاد من كل معتدٍ ومتربص، ونبه سيادته القوى السياسية إلى أن أوضاع البلاد لا تحتمل المزيد من التمزق والتشرذم والتجاذبات السياسية، داعياً هذه القوى لتحمل مسؤولياتها الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة، وذلك من خلال التعاون والتوافق بين الجميع، خاصة وأن الوقت يتسرب سريعاً والشعب قد طال انتظاره للحلول الناجعة لهذه الأزمات، والتي ظلت القوات المسلحة تكرر أنها لن تأتي إلا في ظل حكومة يتفق عليها الجميع لا تقصي أحداً أو الذهاب للانتخابات.
وأشار سيادته إلى متابعة القوات المسلحة للعديد من المبادرات الوطنية التي تقدم بها نفر من أبناء السودان من أجل إيجاد صيغة توافقية تجمع أبناء الوطن في رؤية وطنية تكمل بها فترة الانتقال وتمهد لقيام انتخابات يفوض فيها الشعب السوداني من يحكمه، ورحب سيادته بهذه المبادرات داعياً الجميع إلى الجلوس على صعيد واحد والالتفات إلى شأن الوطن، مؤكداً على أن القوات المسلحة لن تنحاز إلى طرف بعينه، ولكنها ستنحاز لخيارات الشعب السوداني وحده، واضعة تحقيق شعارات ثورة ديسمبر نصب أعينها، وجدد البرهان التحية والإجلال لكافة أهل السودان الذين ظلوا يقدمون أبناءهم للانخراط في صفوف القوات المسلحة، لتتشكل منها هذه اللوحة القومية التي وصفها بالمعبرة، كما حيا أهل مدينة شندي لاحتضانهم هذه المناسبة الكبيرة، ولأفراد القوات المسلحة المرابطين على ثغور الوطن مشدداً على أن القوات المسلحة لن تخذل مواطنيها.
وقد ظلت حاضرة لخدمة البلاد على مدى تاريخها الطويل، كما أشاد بجهود القادة وهم يعملون على مواصلة مسيرة تطوير القوات المسلحة في كافة مجالات العمل العسكري، مؤكداً عزم القيادة العامة على بذل أقصى الجهود لتطوير هذه القوات بما يمكنها من مواصلة القيام بمهامها الوطنية في حماية أرض وشعب السودان. كما حيا سيادته أفراد القوات النظامية الأخرى الساهرين على أمن وأمان الوطن والمواطن تحت مختلف الظروف وظلوا على قلب رجل واحد، في الدعم السريع والشرطة وجهاز المخابرات العامة.
وأشار رئيس مجلس السيادة القائد العام إلى تضحيات الرعيل الأول من قادة الحركة الوطنية ورواد الاستقلال، والآباء المؤسسين للقوات المسلحة، كما أشار سيادته إلى معاناة المواطنين الذين تأثروا جراء السيول والأمطار، مؤكداً دعمه لهم ووقوفه بجانبهم، متعهداً بزيارة كل المواقع المتأثرة بالسيول لدعم المتضررين وتقديم الإسناد اللازم لهم، وشكر سيادته أهل مدينة شندي على كرم الضيافة وتقديمهم لنموذج حي لقيم أهل السودان، كما تقدم بالشكر للقوات التي قدمت العرض العسكري والذي مثل لوحة وطنية معبرة، ونموذجاً لبناء الدولة السودانية.
يذكر أن الاحتفالات كانت بحضور رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين وقادة القوات المسلحة والقوات النظامية، بجانب كل من ولاة ولايتي نهر النيل والشمالية وأعضاء حكومتيهما وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية والملحقين العسكريين وضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة.
الجدير بالذكر أن برنامج الاحتفالات بالعيد (٦٨) للقوات المسلحة سيمتد في الفترة من ١٤ إلى ٢١ أغسطس الجاري، ويتضمن إقامة معارض ومراكز متنقلة وثابتة لتقديم السلع للمواطنين بسعر التكلفة بالعاصمة وبعض الولايات، كما يتضمن عيادات مجانية للأطفال تشتمل الكشف الطبي والفحص وتقديم الدواء مجاناً بخمس مستشفيات بالعاصمة ولمدة ثلاثة أيام تنتهي في ١٧ أغسطس الجاري.