محطة قطار قنب الحلاوين.. العودة بعد الانقطاع لعهود من الزمان

بعد غياب دام لعهود من الزمان نسبة لما شهدته السكة الحديد من إهمال طيلة ما مضى من سنوات، وبعد اتجاه الدولة مؤخراً لتفعيل حركة القطار بالجزيرة، ودعت ضرورة الأمر لإعادة النظر في صيانة وتأهيل محطات القطار بالولاية خاصة بعد العودة مجدداً لحركتها النشطة في نقل البضائع والركاب، وإذ تحظى منطقة (قنب الحلاوين) الوادعة في محلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة بمحطة قطار منذ ميلاد السكة الحديد في السودان، وجرت تحركات من قبل رجال وشباب المنطقة وقاموا بإعادة تأهيل محطة القطار التي تعتبر بمثابة نقلة وطفرة للتخفيف من ارتفاع تكاليف المواصلات الباهظة التي بات يشكو منها الجميع، وكانت قد بدأت إجراءات الصيانة في محطة قنب إلى أن تم اكتمال عمليات الصيانة وتوصيل الإنارة والمياه حتى أصبحت جاهزة لنقل الركاب من أجل تسهيل خدمة النقل لإنسان المنطقة.
تقليل التكلفة
يقول رئيس لجنة تأهيل محطة قطار قنب الحلاوين، عوض تية: شهدت محطة قطار النقل والمواصلات طيلة السنوات السابقة إلى دمار نتيحة للإهمال المتعمد والقصور من قبل الجهات المختصة، وتابع قائلاً: وبالتالي أصبحت المحطة كمعلم بارز هذا نسبة لعدم توفر الاشتراطات وقتذاك ولم يتوقف القطار بمنطقة قنب الحلاوين باعتبارها غير جاهزة من حيث الخدمات، وواصل حديثه: وبعد ثورة ديسمبر المجيدة اغتنمنا الفرصة وقمنا بتكوين لجنة لأعمال صيانة وتأهيل محطة القطار بالمنطقة، وذكر: قمنا باستشارة موظفي السكة حديد وبدورهم أخبرونا بطريقة العمل، وأكد من جانبهم أنهم نفذوا كل ما يعيد للمحطة بريقها وسمعتها وجعلها أنموذجاً لجميع محطات القطار، مشيراً إلى توصيل المياه وعمل الإنارة ومبرد بالإضافة إلى عمل تجسير ومسطبة أمام مظلة الانتظار، مستصحباً شعار (حنبنيهو) لمواصلة المسير، وقال إن القطار يعمل الآن بخط سكة حديد الخرطوم قنب الحلاوين، وعبر عوض عن مدى سعادة مواطني المنطقة، وأكد أن وجود القطار وفر لهم تكلفة الرسوم الباهظة عبر السفريات البرية.

تغيير حقيقي
في ذات السياق قال مهندس تقني معاوية مضوي إن تغطية مشروع محطة قنب الحلاوين وتأهيلها يعتبر جهد كبير من قبل أعضاء اللجنة الذين بذلوا جهداً مقدراً لإعادة الحياة للصرح العملاق والذي لم يسلم من الخراب والتدمير في الحقبة الماضية، وأضاف: عقدنا العزم على إحداث تغيير حقيقي يواكب مفاهيم ثورة التغيير، وأكد عزمهم على العمل بكل تفانٍ وإخلاص وعزيمة وإصرار رغم أن المعينات شحيحة، ولكن العزيمة والإصرار كانت فوق كل شيء، وتابع قائلاً: للحقيقة والتاريخ لم أشاهد على الإطلاق من خلال عملي في منظمات المجتمع المدني مثل هذه الهمة والروح العالية التي تسود أعضاء محطة قنب، وزاد: بصفتي أمين العلاقات العامة أشكر كل من ساهم معنا لإنجاح المشروع الخدمي والذي يخدم أكثر من 104 قرية بالمنطقة.

شركاء التأهيل
كما ثمن معاوية جهد والي ولاية الجزيرة السابق عبدالله إدريس الكنين لاهتمامه المتعاظم والزيارة التاريخية التي قام بها الى المحطة وعلى الهمة العالية التي يتمتع بها، كما أشاد بإدارة مصنع سكر الجنيد ممثلة في المهندس إبراهيم الزين المدير العام وأركان حربه على دعمه السخي، وكذلك شكر محمد البشرى الإمام المدير التنفيذي لمحلية الحصاحيصا على الاهتمام الكبير وشكر خاص لإدارة هيئة سكك حديد السودان ممثلة في المهندس مستشار وليد محمود المدير العام وأركان حربه على التنسيق العام والمتابعة ولكل الإجراءات التي تخص تطوير المحطو وقال إن هذا الرجل يحمل أفكاراً ورؤية ثاقبة لتطوير قطاع النقل الحديدي في السودان والشكر للأستاذ عبدالوهاب عبودي وأمير نقد وهما أول من وضعا اللبنات الأولى لتأهيل المحطة كما شكر مدير الإقليم الأوسط مهندس عبدالسميع محمد وللمهندس محجوب خاطر مدير البنية التحتية وأيضاً الشكر للمهندس الزراعي فتح الرحمن أحمد باش مفتش مكتب ود حبوبة على وقفته القوية المشهودة وشكر خاص لأمين عام الحكومة د. مصطفى دفع الله الرجل الهمام على المهنية العالية لإدارة شؤون ولاية الجزيرة أرض العطاء المتواصل والزيارة التي قام بها في الفترة الماضية بكل تفانٍ وإخلاص الرجل أراهن بكل ثقة على شخصه الكريم بإدارة شؤون ولاية الجزيرة نحو التطور والآفاق.

تأهيل المحطة
وحث مضوي في ختام حديثه كل الثوار ولجان المقاومة على تكوين جسم تنظيمي يختص بالبناء والتعظيم حتى نواكب مفاهيم ثورة التقييم ونفض غبار السنين لإحداث تنمية حقيقية وكل من يريد أن يرى شعار حملة (حنبنيهو) على أرض الواقع عليه التوجه إلى محطة قنب الحلاوين، كما وجه رسالة شكر وتقدير لأسرة صحيفة (اليوم التالي) الغراء التي عكست حجم تأهيل المحطة عبر الوسائل المقروءة، مؤكداً عكسها حجم الإنجازات على أرض الواقع، وقال إن هذا العمل يؤكد أن السودان بخير وقادر على أن يحقق أهداف البناء والتعمير وطموحات أبنائه والشكر أولاً وأخيراً لله الواحد الرزاق.

جهد وعطاء
فيما وصف الإعلامي والكاتب الصحفي عزالدين الطيب محمد بجريدة عكاظ السعودية سابقاً، وهو أحد أبناء المنطقة، أن العمل الذي يقوم به شباب القرية حالياً ما هو إلا نوع من النهوض بالمحطة التي شهدت خلال السنوات الماضية إهمالاً شديداً من قبل السلطات البائدة والتدهور الكبير الذي أصاب مشروع الجزيرة، فالمحطة المذكورة عن تاريخ ناصع منذ العام 194‪5م كانت قبلة لكل الناس وأذكر حينما كنا أطفالاً نذهب إليها فرحين بعد انتهاء صلاة العيد كانوا يقدمون إلينا ما لذّ وطاب من الحلوى، فالمحطة كانت رمزاً للحياة الجميلة، لهذا نحن هنا نضع أيدينا مع هؤلاء الشباب وهم يبذلون كل ما عندهم من عطاء وجهد كي تعيد محطة قنب راحة من الجمال ونقدم خدمات جليلة لكل المسافرين القادمين من كل قرى الحلاوين والمعلوم أن معظم المسافرين للخرطوم أو مدني يمرون من عندها ويمكن أن تقدم خدمات عظيمة في مجال النقل والمواصلات بأسعار زهيدة مقارنة بما نراه في الوقت الراهن من معاناة قاسية لإنسان الحلاوين قاطبة، متمنياً التوفيق للشباب لما بذلوه من جهد، وقال إنهم فعلاً أحفاد البطل الأنصاري عبدالقادر ود حبوبة.