الخرطوم: اليوم التالي
تناولت الوسائط العديد من أقوال وتحليلات المواطنين والمعلقين. وعلى ماتم إعلانه من توقيع وزير المالية مع بعض الشراكات المحلية والإماراتية على عقد إنشاء ميناء “ابو عمامة”، بل صرحت بعض الجهات الإقليمية بولايات الشرق رفضها وممانعتها لما تم، وأعلنت عن نيتها العمل على تعويق إنشاء الميناء، وهددت بمعارضة أهل المنطقة لذلك، واتهمت الجهات الرسمية بالتواطؤ للتنازل عن سيادة البلد لتوقيعها لهذا المشروع الاقتصادي الكبير.
وصف المستشار الاقتصادي لوزير المالية؛ بشارة سليمان في حديثه لليوم التالي التوقيع المبدئي لتطوير ميناء (أبو عمامة) على ساحل البحر الأحمر، بأنها فرصة ذهبية لتحقيق مصلحة البلاد ويجب استغلالها بشكل أمثل، وإن ما يقال عن غموض صفقة أبو عمامة كلام غير صحيح. وأشار إلى أن رؤية وزير المالية تتفق مع كل جهة تريد الاستثمار لخلق فرص عمل للشباب وتطوير البلاد، واعتبر أن الميناء مشروع كبير وفرصة تحقق مصلحة البلاد والإقليم، مؤكداً “إن السودان يحتاج إلى منافذ جديدة؛ ودول الجوار بحاجة أيضاً إلى السودان خصوصاً المغلقة، مثل تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى.
و يرى المتابعون لأحوال البلاد الاقتصادية المتردية أن البلاد في أمس الحاجة لأي مشروع اقتصادي كبير، فضلاً عن ضرورة استقطاب الاستثمارات الدولية المشابهة من أجل ضخ المال اللازم لإنعاش الاقتصاد الوطني المنهك، وبرأيهم أن مايتم من رفض ماهو إلا نتاج عقلية لبعض المواطنين التي ترى في كل مشروع اقتصادي كبير ماهو إلا محض مؤامرة دولية وجب الفرار منه ورفضه. وإنه للأسف واقع سوداني محزن ظل يتعامل مع المشاريع المماثلة على أنها مؤامرة، وهذا ما يمنع تقدم السودان وتطوير علاقاته الاستثمارية، وضيّع على البلاد الكثير من الفرص التي هي أكثر ما تكون حاجة إليها من أي وقت مضى!
ابو عمامة مابين حاجة البلاد الواقعية و نظرية المؤامرة السودانية
