لجنة النائب الأول حادت عن أهدافها
السلاح الحقيقي هو التهديد بالتتريس والاعتصامات والأدوات السلمية
الناظر ترك يقف في الجانب الخطأ وموقفه لن يؤدي لحل قضية الشرق
حوار: أمنية مكاوي
أكد مقرر مجلس البجا عبدالله أوبشار في حوار مع (اليوم التالي) أن مستشاري اللجنة الاقتصادية للنائب الأول لمجلس السيادة ساهموا مباشرة وصرحوا بأن المهمة التي كلفوا بها هي تفتيت المجلس وهذا ليس اتهاماً، هذا حديث مباشر من تلك الجهات الاستشارية، وكان هنالك دفع أموال طائلة ليصلوا إلى ذلك الهدف، وأوضح أوبشار أن ترك كان على علم بكل التغييرات، ولكن لن يستجيب ويحظى بتعديل أخطائه إلى الحوار.
ما هو الوضع الراهن في شرق السودان؟
شرق السودان الآن يمر باستقرار تام إلا أنه يعاني من تدهور اقتصادي وتدهور سياسي وانعدام الأمن مثله مثل السودان عامة.
ما هي الأسباب التي أدت إلى تعيين رئيس لمجلس البجا؟
في الحقيقة نحن في المجلس كانت هناك بعض الأخطاء التي صاحبت المجلس متعلقة بكيفية إدارة المجلس الأعلى منذ العام ٢٠١٩م كانت هناك تقاطعات كبيرة من جهات نافذة وأصبحت تغري المجلس.
_ ماذا تقصد بالإغراءات؟
= بالتأكيد أنا أقصد الإغراءات التي تعطل قرارات المجلس منذ قبل الحكومة سواء كانت من الجانب السياسي أو الاقتصادي وأصبح المجلس ينفذ بواجهات محددة.
_ هل تقصد بالواجهات أشخاصاً محددة؟
= أنا لا أتهم، ولكن هناك شيء واضح بالعيان للجنة الاقتصادية التي يرأسها نائب رئيس المجلس السيادي المكلفة بحل قضية شرق السودان هذه اللجنة بدلاً عن أن تقوم بحل قضية شرق السودان حادت عن أهدافها واتفقت مع بعض القيادات على تفتيت المجلس وأصبحت لها توجيهات مباشرة على تلك الجهات وعقد بعض اللقاءات والاجتماعات بغير علمنا ونحن رفضنا تلك الخطوات .
ما هي الجهات التي جلست مع اللجنة؟
= بالتأكيد نحن نتحدث عن لجنة والسيد النائب له مستشارين لإدارة ملف شرق السودان، هؤلاء المستشارون ساهموا إسهاماً مباشراً وصرحوا بأن المهمة التي كلفوا بها هي تفتيت المجلس وهذا ليس اتهاماً.. هذا حديث مباشر من تلك الجهات الاستشارية وكان هنالك أموال طائلة دفعت الى أن يصلوا إلى ذلك الهدف.
ـ هل قمتم بإخطار رئيس المجلس السابق بكل تلك التحركات؟
نعم، قمنا برصد كل تلك الخطوات ولكن قوبلنا بالرفض من الناظر ترك. وبعد ذلك عقد المجلس اجتماعاً لم يتم اختيار رئيس للمجلس وإنما تم ترفيع النائب إلى الرئاسة التزاماً عليه بكل الأمانات السابقة. من ذهب هو الناظر ترك بنفسه وظل المجلس كما هو.
_ نفهم من حديثك أن ترك هو السبب؟
نحن نقول إن تلك التدخلات هي التي تسببت وللأسف الشديد لم يراجع الناظر ترك تلك الأخطاء بالمضي قدماً مع تلك المجموعة دون أن ينظر الى المجلس وعلى هذا الأساس تورط بشكل أو بآخر مع تلك المجموعة .
_ هل كان يعلم ترك بهذه الخطوة؟
= نعم المجلس الأعلى أرسل وفداً برئاسة النائب إبراهيم أدروب وبعض من قيادات المجلس للجلوس مع الناظر ترك وأخبروه بأن هناك أشخاص ساعين لتفتيت المجلس وشرحنا له خطورة الأمر وتلك الخطوات التي تقودنا الى طريق مسدود.
_ هل كانت هناك معايير لاختيار رئيس للمجلس تفادياً للأخطاء السابقة؟
إحدى المشاكل التي كانت تواجه المجلس هي ضبط القرار وقرار إنشاء هيئة قيادية عليا دون الانفراد بالقرار هو أحد القرارات الهامة وهذا أهم معيار وضع لاختيار الرئيس.
_ سيد أوبشار، هنالك تصريح سابق على لسانك بأن المجلس رهينة لجهات سيادية ماذا تقصد؟
تلك الجهات السيادية من قبل مستشاري محمد حمدان دقلو الذين سعوا إلى تفتيت المجلس وعلى هذا الأساس نحن قررنا أن يكون هناك تكليف لقيادات أخرى .
_ مجلس البجا أصبح يهدد هل التهديدات هي الوسيلة لأخذ حقوقهم؟
نحن لم نستخدم وسيلة التهديد من أجل أخذ حقنا وشرق السودان قضاياه تحتاج إلى الوقوف عندها ولابد أن يلتفت المجلس إلى تلك القضايا. وأن كل الوسائل المشروعة تعاملنا معها وأصبح السلاح الحقيقي هو التهديد بالتتريس والاعتصامات والأدوات السلمية التي يعلمها السودان .
هنالك حديث عن تجنيد أبناء الشرق وهم يتبعون للمجلس الأعلى ما حقيقة ذلك؟
نحن لا نعلم بهذا التجنيد وليس لنا شأن، نحن تبنينا قضايا تهتم بملف الدمج والتسريح من العام ٢٠٠٦م ليتم استيعاب كل القوات ونحن في المجلس في مؤتمر سنكات تبنينا هذه القضية لمعالجة الملف.
هناك تصريح من أبناء الشرق بأن ترك هو اليد اليمنى للشرق؟
= أختي الفاضلة السيد الناظر ترك في المقام الأول هو رجل لا يستطيع أحد أن يقلل من مقامه وهو ناظر لقبيلة كبيرة جداً بالشرق، ولكن تظل القضية هي المحرك الرئيس للشرق وليس شخصنة القضايا بين ترك وأوبشار وغيره، الجغرافيا التي نتحدث عنها هي ليست حصرية على أفراد لذلك أرى أن مسألة التتريس هي أسهل ومتاحة ونتمنى ألا نلجأ إليها في الوقت الراهن. ووقتها لكل حادثٍ حديث.
_ مجلس البجا ظل يقف أمام مسار الشرق واتفاق جوبا منذ التوقيع، الآن اختلف الأمر وتم استيعاب الرئيس السابق ترك في الكتلة الديمقراطية. كيف ترون الخطوة؟
= نحن نعتقد أن استيعاب ترك لتلك المجموعة هي محاولة لإحداث اختراق في ملف شرق السودان وخير شاهد على ذلك هو تصريح وزير المالية جبريل إبراهيم عندما قال: لن نسمح بالمساس بملف سلام جوبا وكان بجواره السيد الناظر ترك. نحن حقيقة كنا نستغرب كيف للناظر أن يسمح لنفسه أن يجلس في الطاولة التي كان يرفضها سابقاً، ويكون جزءاً لتحالف لا يقبل بمساس سلام جوبا وهو ينادي بإلغاء مسار شرق السودان لأن هذا المسار تسبب في الفتن، وصراعات الشرق، الأخ الأمين داوود الى الآن ملفه مع العدالة وهذه الخطوة أدت إلى استغراب الجميع ورأى الجميع أن الناظر ترك يقف الجانب الخطأ وأن هذا لن يفضي الى حل لقضية الشرق.
إذاً ما هو الحل؟
الحل نحن تحدثنا به في المؤتمر الصحفي وتم التوضيح بأننا التقينا بمبعوث الأمم المتحدة وتم تحديد أربع نقاط من أجل قضية الشرق وتم تسليم هذه النقاط إلى الحرية والتغيير وأعتقد أن تلك النقاط هي المتفق عليها حتى من قبل الحكومة السابقة وليس هناك شخص يستطيع المزايدة على هذه النقاط. على هذا الأساس نحن نعتبر أن هذه النقاط هي المخرج لأزمة الشرق وأي جهة تريد أن تتبنى قضية الشرق عليها أن تضع النقاط الأربع.
أصبحت أزمة شرق السودان مستمرة.. لماذا لم تقدموا تنازلات لإنهاء الأزمة؟
= أزمة شرق السودان هي وليدة الاستقلال وليست الأعوام الثلاثة السابقة ربما هذه القضية في الفترة الماضية حمل شرق السودان السلاح في وجه الإنقاذ وتجددت المطالبة بعد الثورة بمنبر تفاوضي منفصل واستطاعت الحركات المسلحة بعد الثورة تحقيق مكاسب سياسية لأقاليم دارفور ومن حق شرق السودان أن يطالب بمستحقاته ومنبره المنفرد الذي يستطيع من خلاله تحقيق أهداف شرق السودان وأن مسار شرق السودان لم يعالج قضية شرق السودان لأن المشكلة الكلية هي تفاوض كامل مع الحكومة ليكون شرق السودان هو جزء من الدولة السودانية.
كيف يتم ذلك والجميع يرفض؟
حركات دارفور تجاوزت بضع وسبعين حركة فمن الطبيعي أن تكون هنالك خلافات وتباين في الآراء، ولكن تظل القضية الرئيسية وحلها هو الذي يواجه السودان ومن الطبيعي أن تكون هناك تباينات بيننا وبين ترك والجميع يتفق على أن هنالك قضية عادلة لأهل الشرق يجب حلها.
كثر الحديث عن إقامة منبر تفاوضي خاص بأهل الشرق، هل الكل يتفق مع هذا المنبر؟
بالتأكيد ربما نتفق أو لا نتفق وإن رفض إقامة منبر تفاوضي لأهل شرق السودان هو السبب في ظهور تحالفات مناهضة لأهل الشرق للمطالبة بالمنبر وغايتنا وهدفنا أن نكون جزءاً من هذا الوطن.
هناك صوت عالٍ لإقامة مؤتمر جامع لأهل الشرق ما هو الفرق بينه وبين منبر التفاوض وقد عقدنا مؤتمراً جامعاً في العام ٢٠٢٠ م بحضور مجلس السيادة وبعض من الوزراء ومن المعروف أن المؤتمرات تقدم إلى القضية ولكن إلى الآن مؤتمر الشرق لم يقدم شيئاً وأن ما حقق للأقاليم قد تم بواسطة المؤتمر الجامع، فلماذا لم يمنح شرق السودان منبر تفاوضي لمناقشة حقوقهم. المؤتمرات لديها توصيات ويجر الالتزام بها لذلك نحن نطالب بالمؤتمر الجامع والمنبر التفاوضي لتثبيت الحقوق ومسار شرق السودان مرتبط بإقامة المؤتمر الجامع لذلك نحن نظل نطالب بمنبر تفاوضي منفصل.
هل هناك تواصل بين المجلس الجديد للبجا والناظر ترك؟
من ناحية اجتماعية نعم، ولكن من ناحية المجلس لم نجلس معه والكل شق طريقه بالطريقة التي يريدها والتي يرى أنها تمثل المكاسب الحقيقية والعادلة لأهل شرق السودان.
بهذا ستظل أزمة شرق السودان قائمة؟
ما لم تكُن الحكومة جادة وتتبنى قضية الشرق بصورة جادة وتناقش بشكل واضح وصريح ربما يحدث تأزم لمسألة أكبر.
_ لماذا لم تقدم تنازلات من قبل الجميع من أجل شرق السودان؟
هنالك مبادرات ورؤى تطرح من هنا وهناك لوضع رؤية لمعالجة مشكلة الشرق ونحن نعتقد أنه لا بد من أن يقدم مايطلبه الشرق لنصل إلى حلول جذرية وليست شكلية.
نفهم من ذلك أن الباب مفتوح لكل المبادرات؟
شرطنا أن تتضمن تلك المبادرات ما نريده وليس ما تفرضه علينا الجهات
لماذا لم تجلسوا مع موقعي المسار؟
مسار الشرق لم يتحدث عن قضايا شرق السودان بل جاءوا باتفاق يحمل ثماني أوراق، لذلك نحن نرفضه لأن الشرق قضية كبيرة، هم يريدون اختطاف الشرق باسمهم ولن نسمح بذلك.
قبل شهرين تم التصريح من قبل المجلس بعودة ترك الى رئاسة المجلس مرة أخرى بواسطة أيلا ماذا حدث؟
جاءت مبادرة من محمد طاهر أيلا لم تتحدث بشكل مباشر عن عودة السيد الناظر ترك وتحدثت بشكل عام عن العودة إلى المجلس القديم وإلغاء المجلس الجديد وتم التأمين على الإبقاء على كل الأمانات في مواقعها ونحن من جانبنا وقعنا عليها بنفس الشكل الذي قدمه أيلا وتم التواصل بواسطة أيلا مع ترك وبارك الخطوة وبعدها خرج أيلا بتصريح أنه أرجع ترك إلى رئاسة المجلس، ولكن الناظر ترك حدد اجتماع وتراجع عن ذلك الموقف ولم يأتِ إلى بورتسودان، وتم إخطاره لأسبوع آخر وأيضاً لم يأتِ، وفي المرة الثالثة تفاجأنا بانضمامه للكتلة الديمقراطية وكان حقيقة هذا الخبر مفاجئاً وصادماً لنا وتم الرجوع إلى منصة التأسيس وخرجنا بقرار رسمي بأن أدروب هو الرئيس للمجلس وبهذا الموقف توصلنا إلى أن الناظر ترك ليس حريصاً على الشرق أو المجلس الأعلى لذلك تم عقد مؤتمر صحفي لتوضيح للرأي العام.