رئيس اللجنة العليا للاحتفال باعياد القوات المسلحة: تأتي الذكرى الـ(68) والقوات المسلحة أكـثر قوة وتطوراً وتماسكاً

السودان محروس بعزيمة القوات المسلحة.. ويؤدي أبناؤه المهام بقناعة
الجندي السوداني مشـــهود لـــــه بالشجـــاعــــــــة والبسالة والتفاني في العــــــمل
لهذه الأســــباب اســـــتطاعـــــت القوات المسلحة إفــشـــال كـــل مخططات الأعداء
احتفالات عيد الجيش بشندي تحمل معانٍ ودلالات كبيرة
أجراه: محمد نور
تداعيات الأحداث الجارية تؤكد أن القوات المسلحة صمام الأمان فهي شكلت الحلقة الأقوى في أن يصل الشعب إلى غاياته خلال ثورة ديسمبر المجيدة وكانت عند حسن الظن بها حينما وضع الشعب آمال التغيير ومتطلبات بناء المرحلة في القوات المسلحة ذلك لأنه يؤمن بأنها مؤسسة وطنية تتصف بالقومية والولاء لله والوطن والانحياز لإرادة الشعب، لم تتبدل طوال تاريخها وظلت محل تقدير ومفخرة عز وكرامة فأصلها ثابت وفرعها في السماء.. والشاهد لتاريخها القديم والحديث يلاحظ احتفاظها بكيانها القومي لذلك يجب علينا الثقة فيها وفي قيادتها وعدم الالتفات للأصوات المخذلة لتتوحد الصفوف حول التغيير الحقيقي وتمضي طاقات الشباب نحو الغايات المنشودة.. وتأتي الذكرى الثامنة والستون للاحتفال بعيدها وهي في أعلى قمم الجاهزية متماسكة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً خلف قيادتها لضمان العبور الآمن بالسودان لتجاوز هذه المرحلة الحرجة من تاريخه وتعزز من قيم السلام.. وهي مفخرة لكل مكونات الشعب ومحطاتها حافلة بالمواقف والدروس والعبر التي أصبحت أعرافاً وتقاليد وإرثاً عسكرياً يعزز من قيم الوطنية تستلهم منها كل مكونات الدولة السودانية في المجالات (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية).. الحكمة والإرادة والنظرة الثاقبة لبناء السودان، كل هذه المحطات كانت حاضرة ونحن نقلب دفاتر التاريخ عن مجاهدات القوات المسلحة مع سعادة الفريق الركن عصام الدين محمد حسن كرار قائد القوات البرية رئيس اللجنة العليا للاحتفالات بأعياد القوات المسلحة وتناول اللقاء عدداً من الموضوعات المهمة في طليعتها الأدوار التاريخية لتلك المؤسسة العسكرية الشامخة والمغزى والدلالات من اختيار الفرقة الثالثة مشاة شندي للاحتفال بهذه المناسبة، بجانب الاهتمام ببيئة العمل والفرد وما ظلت تقوم به في إسناد المجتمع في مختلف الكوارث الطبيعية.. فإلى مضابط الحوار..

الذكرى الـ(68) لعيد القوات المسلحة تأتي وبين تفاصيلها الكثير من المواقف والعبر التي تؤكد وحدة وتماسك القوات المسلحة؟
تأتي الذكرى الـ(68) والقوات المسلحة أكثر منعة وقوة وتطوراً في كافة المجالات العسكرية وانحازت متماسكة لثورة الشعب السوداني المجيدة التي مهرها بدماء الشهداء وحققت انتصارات كبيرة في منطقة الفشقة وتسعى جاهدة لاستكمال أهداف الثورة بتحقيق الحرية والسلام والعدالة والحكم الديمقراطي المستدام.

– حدثنا عن مجاهدات الرعيل الأول الذين أحكموا القيادة وخلدوا تاريخاً ناصعاً ومجداً للجندية؟
أولاً: القوات المسلحة في قمة التماسك ويرجع ذلك إلى إرثها الطويل وما سطره القادة السابقون الذين أرسوا قواعد متينة مبنية على الوطنية وقومية القوات المسلحة في الانتساب كل هذه المقومات أكسبتها قوة وتعاضداً وقبولاً لدى الشعب السوداني أعطتها الشرعية في القيام بواجباتها المنوطة بها بكفاءة عالية وهي منصوص عليها في الدستور تتمثل في حماية السودان أرضاً وشعباً وموارد وتم التأسيس لذلك منذ تولي أول قائد عام بعد السودنة في ١٤ أغسطس من العام 1954 الفريق أحمد محمد باشا وخلال مسيرة القوات المسلحة منذ السودنة حتى الآن مرّ الجيش السوداني بالعديد من المحطات الداخلية والخارجية وشارك في الكثير من العمليات بالداخل والخارج ويشهد العالم بما تتمتع به القوات المسلحة من سمعة طيبة وأخلاق عسكرية رفيعة وشاركت في الحرب العالمية الثانية وحرب القرم إلى جانب القوات التركية وحرب المكسيك وحروب شرق وشمال إفريقيا وعمليات حفظ السلام في الكنغو ولجنة مراقبة وقف إطلاق النار في تشاد وكذلك مهمة حفظ السلام في ناميبيا، أما على المستوى العربي فشاركت في الحروب العربية الإسرائيلية الأولى والعدوان الثلاثي على مصر وضمن قوات جامعة الدول العربية في الكويت ولبنان وآخرها المشاركة في عاصفة الحزم.
– القوات المسلحة منذ تكوينها ظلت في وضعية قتالية ومثلت صمام الأمان رغم الاستهداف الظاهر لوحدتها كيف تقرأون واقع مسيرتها بعد الـ68 عاماً؟
ظلت المؤسسة العسكرية منذ تكوينها في حروبات داخلية نتيجة للاختلافات التي أدت للاقتتال بين أبناء الوطن الواحد فكانت صمام الأمان للدولة في محاربة التمرد وبفضل تماسكها ظلت صامدة لم تؤثر عليها كل الحروب الطويلة وتلك أحد المؤشرات الإيجابية التي تؤكد أن القوات المسلحة أساسها متين.
وإذا نظرنا إلى مسيرتها خلال الـ68 عاماً نجدها تعرضت لاستهداف داخلي وخارجي والهدف الحقيقي لذلك الاستهداف إضعافها وتفكيكها وأيضاً السعي الداخلي لأدلجة المؤسسة العسكرية، ولكن تكسرت كل السهام الضارة في حائط القوات المسلحة ولم تستطع أي حكومة من الحكومات أن تجيرها لصالحها فهي مؤسسة قومية وستظل بجهد رجالها قومية، ولهذه الأسباب استطاعت القوات المسلحة من إفشال كل مخططات الأعداء.
القوات المسلحة قامت بأدوارها ومهامها الوطنية كلها باحترافية تؤكد قوميتها والانحياز لإرادة الشعب خير دليل؟
نعم مهام القوات المسلحة معروفة ومنصوص عليها في الدستور وتؤدي واجباتها بكل احترافية بالرغم من الظروف الصعبة التي يعمل فيها أفرادها في المناطق الحدودية وهنا نشير إلى أن القوات المسلحة ليست المجموعات البسيطة التي تقوم بعمليات أمن داخلي مساندة للقوات الأمنية الأخرى، بل هي منتشرة في كافة بقاع السودان ومناطق نائية لذلك السودان محروس بعزيمة القوات المسلحة وهم ينفذون مهامهم بقناعة كاملة وعقيدتهم في ذلك أنه واجب وطني ينفذونه بكل رضا وثقة إيماناً منهم بأنه الواجب الأسمى لحماية السودان أرضاً وشعباً.
– عند النظر في خارطة بناء القوات المسلحة نجدها ماضية في مسيرة التطوير والتحديث ويشكل إعادة التنظيم خطوة مهمة للوصول للغايات المنشودة؟
مرت القوات المسلحة بمراحل عديدة في خارطة التطوير والتحديث للتنظيم وديدنها مراجعة الإنجازات سنوياً في كل المستويات سواء كان على مستوى الأداء أو التنظيم أو التسليح ويعكف على ذلك قادة أفذاذ لديهم خبرات وإمكانيات عالية نالوا من التأهيل الداخلي والخارجي الكافي يؤهلهم لإحداث التغيير والتطور المنشود لاسيما في ما يتعلق بنهضتها وتقدمها لمواكبة الحداثة في (التدريب، المعدة، بيئة العمل) لذلك شهدت تطوراً كبيراً في كل الحقب السابقة.. والآن وصلنا لامتلاك قدرات ومقدرات التصنيع الحربي ويعد ذلك طفرة نوعية مكنتها من الاعتماد على ذاتها في توفير المطلوبات الخاصة بالقوات المسلحة واحتياجات العمل والشكر لكل الذين قاموا بهذا الإنجاز الكبير الذي لا تخطئه العين..
– الجندي السوداني يمتاز بمواصفات نادرة انعكست إيجاباً على القوات المسلحة تحديداً في مشاركاتها الخارجية؟
الجندي السوداني مشهود له بالصفات الفاضلة بشهادة كل القادة الذين عاصروا القوات المسلحة في مهام داخلية وخارجية وظهر ذلك جلياً في المشاركة في الحرب العالمية الثانية قبل الاستقلال وللحقيقة هنالك إشادات من كبار الخبراء العسكريين وإذا وقفنا في هذا المساحة لحصرها لا نستطيع ولكن نسرد منها (الانضباط، الشجاعة، الأمانة، الثبات، الاعتزاز بالنفس والجندية).. كل هذه العوامل مجتمعة أدت لاكتساب القوات المسلحة الثبات وهي من الشعب يحمل أبناؤها ذات العادات والتقاليد السمحة ويتشربون من قيم المؤسسة العسكرية في الانضباط والتفاني والتضحية وينصهرون في بوتقة الجندية السودانية ونحن نعتز ونفتخر بجنديتنا وعسكريتنا والانضمام لهذه المؤسسة الشامخة العريقة التي قوي عودها بفضل مجاهدات القادة السابقين شرف لا يدانيه شرف.
– تحتفل القوات المسلحة بعيدها تحت شعار (الوطن في حمانا وشعبنا حادي المسير) حدثنا عن مضمون الشعار وما يحمله من رسائل؟
نعم تأتي الذكرى الـ(68) على ذات الشعار وتحمل رسائل للشعب تؤكد أن القوات المسلحة صمام أمان تحمي الوطن وتقوم بواجبها تجاه حمايته وشعبنا الذي يقود المسيرة وصولاً لسودان العزة والكرامة والاستقرار ويحقق شعارات التي رفعها في ثورته المجيدة حرية سلام وعدالة لذلك يكون الشعب حادي المسير والقوات المسلحة حامية لهذا الوطن.
– ما هو المغزى والدلائل من اختيار الفرقة الثالثة مشاة شندي لاستضافة احتفالات العيد (68)؟
احتفال العيد رقم 68 للجيش السوداني يقام هذا العام في مدينة شندي مقر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية والفرقة الثالثة مشاة ويأتي الاحتفال هذا العام متفرداً عبر سلسلة من البرامج والأنشطة والاحتفالات التي ستنتقل الى بقية الفرق في الأعوام القادمة وهي سياسة جديدة بالقوات المسلحة لنقل الاحتفالات خارج العاصمة عكس ما كان معمولاً به في السابق، ولهذه المنطقة (شندي) الكثير من الدلالات والآثار التاريخية التي تعكس تاريخ السودان الممتد من قبل الميلاد وتشارك في هذه المناسبة العظيمة كافة وحدات القوات المسلحة (البرية، الجوية، البحرية، الدفاع الجوي) والصنوف والأسلحة الساندة بعرض عسكري ومهرجان رياضي وليلة ثقافية ويصاحب ذلك افتتاح أسواق المؤسسة التعاونية ومعارض لمنظومة الصناعات الدفاعية لإبراز الدور الكبير الذي تضطلع به في خارطة بناء الوطن والقوات المسلحة، فضلاً عن افتتاح عدد من المشاريع.. يشرف الاحتفال فخامة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة وأعضاء مجلس السيادة الانتقالي والسادة الوزراء والفريق أول ركن محمد عثمان الحسين رئيس هيئة الأركان ونوابه وقادة القوات الرئيسة وقادة القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى والمسؤولون بالدولة والسلك الدبلوماسي والملحقون العسكريون والدعوة موجهة لكافة وسائل الإعلام للتغطية.
– الفرد يمثل رأس الرمح في بناء المؤسسة العسكرية ما هي الجهود المبذولة لتطوير بيئة العمل وتحسين معاشه؟
تسعى القوات المسلحة جاهدة لتوفير بيئة عمل مناسبة لفردها ليؤدي واجبه المقدس وذهنه خالٍ من كل الشوائب الحياتية وما تحقق دون الطموح وحريصون على توفير كل الاحتياجات الخاصة والعامة للفرد من خلال المشاريع الخدمية لتوفير المتطلبات الحياتية وخطتنا الاستراتيجية كلها تدعم جهودنا في التخطيط لبيئة العمل عبر تمكين القوات المسلحة باستجلاب معدات وآليات تتواكب وتتوافق مع البيئة المحيطة.
– عيد الجيش مناسبة وطنية خالدة في أذهان العسكريين والشعب وارتبط بسودنة تلك المؤسسة الظافرة؟
عيد القوات المسلحة هو إحياء لذكرى سودنة القوات المسلحة ذلك اليوم التاريخي لاستلام القيادة بواسطة شخص سوداني أصيل الفريق أحمد محمد باشا ومنذ فجر تاريخ السودنة بدأت مسيرة تطوير وتحديث القوات المسلحة وكان لها في السابق عدد من المسميات منها قوة دفاع السودان والاحتفال يؤكد للشعب أن المؤسسة العسكرية لم تتغير وتمضي على ذات الإرث والتقاليد وأيضاً عكس التطور والتقدم الذي صاحب مسيرتها والمحافظة عليها لتسليمها للأجيال القادمة قوية، شامخة، عزيزة يفتخر كل من يرتدي الكاكي بها وشرف الدفاع عن الوطن شعباً وأرضاً وموارد.
رسالة لمن توجهها بمناسبة هذه الذكرى التاريخية؟
لكل أبناء القوات المسلحة المنشرين في ربوع السودان وخارجه حدود بأننا كقيادة راضون كل الرضا بالذي تقومون به في تنفيذ الواجبات في ظل ظروف وبيئة عمل صعبة وهذا ديدنكم لا تنظرون للإمكانيات، بل شرف الانتماء للجندية والتفاخر والاعتزاز بها.
ونتقدم بالتهانئ للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة وأعضاء مجلس السيادة الانتقالي ورئيس هيئة الأركان ونوابه وقادة القوات المسلحة ومنسوبيها بالعيد الثامن والستين ونسأل اللـه أن يوفقنا جميعاً لاستقرار السودان ومساعدة الشعب لتنفيذ خياراته والوصول لأهدافه التي ينشدها من حرية وسلام وعدالة.
نقلاً عن القوات المسلحة


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب