إنجاز الاتفاق لايعني استسهال القضايا المطروحة

عمود بلاغ
لؤي عبدالرحمن

الضيق والعنت الذي يمر به الشعب السوداني، والذي استوى فيه من كان فقيراً أو متوسط الدخل يدفعني دائماً للتساؤل عما إذا كان العسكريون والمدنيون الذين يتفاوضون معهم يعيشون هذه المعاناة ويدركونها ويحسونها، ثم استرسل كغيري سائلاً؛ متى تتشكل الحكومة الجديدة بأسس جديدة تضع في أولوياتها راحة المواطن وتوفير الخدمات له، وما ذلك إلا أنني أرى أن هنالك تأخيراً في كل خطوة من خطوات التفاوض تعطيني احساساً وكأن هؤلاء القيادات من بلد آخر لايعرفون خطورة إطالة الوقت.

مطالبتنا بالإسراع في إنجاز الاتفاق لايعني استسهال القضايا المطروحة أو التنازل عنها بالكلية، ولكن المسؤولية الوطنية والأخلاقية تقتضي تغلب مصلحة وطننا ومواطنه على أي مكاسب شخصية أو حزبية، واذا كان هم الوطن هو الأول والآخر؛ فإننا سنرى عملية سياسية نموذجية
أعجبت بالنموذج الإثيوبي في السلام، إذ أن الحكومة والتقراي كانوا في قمة العداء ولكنهم غلبوا مصلحة الشعب وعرفوا أن أي دماء تسيل هي خسارة لكل الوطن فأنجزوا سلاماً في زمن قياسي وبدأ التنفيذ بذات الجدية، حيث أعيدت الاتصالات وحركة الطائرات لمكلى عاصمة إقليم التقراي، ودخلت الشرطة الفدرالية إلى هناك، ولن يستطيع أحد القول إن هنالك فريقاً مهزوماً وإنما هذا انتصار للطرفين.
المجتمع الدولي عبر سفرائه الذين وقفوا في منصة احتفال تدشين المرحلة النهائية من العملية السياسية خلف من يلقون الخطاب، سواء كان من الاتحاد الأوروبي أو الدول العربية يبعثون بهذه الوقفة رسالة للسودانيين أنهم مع السلام والحوار وسيدعمون أي خطوات تقود إلى الاستقرار، وأعتقد أن هذه فرصة جيدة للاستفادة من هذا الزخم وتحويل المِحنة إلى منحة؛ نعيد بها السودان إلى الحضن الدولي ونمير أهلنا ونزداد كيل بعير من إخوتنا العرب.
شكراً الزميل لقمان احمد على اللفتة البارعة بتذكير الأطراف بأهمية الزمن وليت الرسالة تكون وصلت.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب