ارفقوا بالنساء

عمود بلاغ
لؤي عبدالرحمن

عند مطالعتي للفيسبوك وجدت أحد أصدقائي من دارفور؛ ينعي قريبة له توفيت، وقال إن سبب الوفاة أنها وقعت في البئر عندما كانت تنتشل المياه منه، لها الرحمة ولذويها الصبر والسلوان
تصور أن الآبار هناك لازالت بالحبل في عدد من المناطق بالرغم من توقيع اتفاق ابوجا والدوحة، وأخيرًا اتفاق جوبا، وقدم المجتمع الدولي ماقدم، عبر البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، كما قدمت الحكومة عبر السلطة الإقليمية التي قادها مناوي أولاً، ثم سلطة التجاني السيسي وأخير مناوي كحاكم لإقليم دارفور.
إن صوت اللوم لايقع على الحركات وحدها، ولكن على الحكومة السابقة والحالة، لأنه مافائدة سلام لايوفر سقيا الماء، وأين ذهبت الأموال التي كانت تدفع للمجهود الحربي في شكل ذخائر وووقود مركبات وغيرها، دعك من المخصصات التي تدفع بعد السلام، وما تمنحه الدول الشقيقة والصديقة عبر المؤتمرات الخاصة بأهل الإقليم، وغيرها من الواجهات!؟
كم سيارة لاندكروزر بطرف هذه الحركات بعد السلام؟ وكم تبلغ قيمة الأسلحة التي على متنها؟ أين تذهب بعد التوقيع ولمصلحة من؟ كل هذه الأسئلة تحتاج للإجابة لأن تكلفة إنشاء بئر بطلمبة قليلة جداً؛ مقارنة بما كانت تستنزفه الحرب والقتال والشيء المتوقع هو أن تحول أموال الحرب لمشروعات تنمية حقيقية وليست مخصصات في جيوب القادة ومقربيهم،
المرأة التي توفيت في البئر ربما لقي مصيرها العديد من النساء في أنحاء السودان، وهو مايجعلنا نراجع قضية اهتمامنا بالمرأة وحماتها، وبالتالي تتضاعف المسؤولية المترتبة على توفير المياه الصالحة للشرب، والتي تفيد الإنسان والحيوان والزرع،
يجب على سلطات ولايات دارفور، وبشكل عاجل، حصر أماكن الحوجة وعددها وتقديمها للمركز لدعمها ورفعها للمنظمات الوطنية والدولية للمساعدة فيها، وعدم ترك قضية الإنشاء عشوائية، وأن تكون حسب الأولوية والحاجة الملحة، وأن تتم الاستفادة المثلى من المنحة السعودية الخاصة بإنشاء ٥٠٠ بئر في كل أنحاء السودان.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب