البرهان في الدمازين.. خطوات تنظيم

بلاغ

لؤي عبدالرحمن
..
خطاب البرهان الذي ألقاه بالدمازين أتى موجهاً لتفنيد الشكوك ودحض الشائعات حول قضايا معينة روجت لها بعض الدوائر الرافضة للتسوية الجارية، وأول ماصوب نحوه أهمية العملية السياسية والاتفاق الذي يجري، حيث قال إنه
سيخرج البلاد من ما تعاني؛ لينسف بذلك ما نسب إليه وراج قبل يومين, في عدد من المواقع، ومفاده الآن الاتفاق الإطاري لن يحل المشكلة ويكون بالتصريح الأخير قد أبطل هذه الشائعة.

قال في خطابه إن السفارات لم تؤثر على القرار، وأشاد بالدعم المقدم من الشركاء الإقليميين والدوليين ليعطي الضوء الأخضر لهذه الجهات الدولية لمواصلة دعمها، وليقول للداخل والخارج إنهم راضون تماماً عن ما جرى ويجري، وأن الاتهامات بالتدخل الخارجي في القرار الوطني غير صحيحة .
البرهان بهذا الحديث كأنه يبصم على مسار العملية السياسية ويعطي إشارة غير مباشرة بتناغم العمل بين شركاء العملية السياسية، ولوكان الأمر غير ذلك لوجه انتقاداً أو أبدى ملاحظة على المجريات

أن يكون الخطاب من الدمازين، رسالة بالأمن هناك وتقدير للحركة التي تتقلد زمام الأمور في الإقليم، وعزز ذلك بزيارة معقل الحركة الشعبية للوقوف على الترتيبات الأمنية، وفي ذلك ترحيب بقوات الجيش الشعبي التي ستكون تحت إمرته عندما تلتحق بالقوات المسلحة التي هو قائد عام لها، وإظهار لسيطرة جيش عقار والجيش السوداني على الأوضاع في تلك المناطق، ولو كان الأمن غير مستتب لما سافر إلى هناك،
هذه الزيارة التي كان برنامجها الأساسي حضور مهرجان الرماية تعتبر توجهاً عملياً في كل محاورها للقوات المسلحة في أعلى هرمها للاهتمام بشؤونها، بعد أن قررت ممثلة في البرهان الابتعاد عن السياسة، كما أنها مؤشر إيجابي على تلاحم الجيش مع جيش الحركة الشعبية جناح عقار على نحو لم يسبق له مثيل، فقد شاهدنا منع الحركة الشعبية لنائب والي جنوب كردفان عقب توقيع اتفاق السلام الشامل من زيارة مناطق سيطرة الحركة، دعك من أن يزورها رأس الدولة.

أتوقع أن تثمر هذه الزيارة عن التحاق مالك عقار بالاتفاق الإطاري، فالرجل لم يعرف عنه التشدد في المواقف، كما أن جميل زيارة البرهان سيقدره بعمل موازٍ له إن لم يكن أحسن منه… لنختم قولنا بأن انضمام الجيش الشعبي بقيادة مالك عقار للقوات المسلحة؛ يجعلهم في خندق واحد تجاه أي عدوان أو استهداف، مما يعني أن حركة الحلو اذا هاجمت أي منطقة فإنها ستكون قد هاجمت قوات الحكومة وليست قوات عقار منفردة.