الوضع المؤلم

بلاغ

الوضع المؤلم

لؤي عبدالرحمن

هل تملك الحكومة أموالاً لإعمار كل الخراب الذي لحق بدارفور.. سألت نفسي هذا السؤال وأنا أتابع الزيارة التفقدية الطويلة التي قام بها عضو مجلس السيادة رئيس تجمع قوى تحرير السودان الأستاذ الطاهر حجر لعشرات القرى والمناطق بولاية شمال دارفور، حيث كانت متابعتي عبر الأخبار والصور التي ترد من إعلام القصر الجمهوري.

عند عودته براً إلى الخرطوم دعيت لتنوير منه عن الزيارة، وكم كان واضحاً في سرد ما شاهده من تدنٍ في الخدمات خاصة في مجالات الصحة والتعليم ومياه الشرب التي ذكر مثالاً بشأنها أن (٣٦) مجلس قرية يشربون من بئر واحد، كما لم ينسَ أن يتحدث عن الأوضاع الأمنية وترتيبات التحاق قوات الحركات بالقوات النظامية.

حجر قال إن كل المدارس التي زارها والتي تتعدى الثلاثين مدرسة أساس بها معلم واحد فقط معين لكل مدرسة فيما بقية المعلمين إن وجدوا هم متطوعين من الأهالي وأنه وجد مدرسة واحدة فيها (٦) معلمين معينين كحالة نادرة بمنطقة حلف 2 في الطريق إلى المالحة مشيراً إلى نقص كبير في الإجلاس والكتاب المدرسي بجانب الفصول التي تأوي الطلاب.

عضو مجلس السيادة كشف عن عودة طوعية كبيرة للنازحين واللاجئين بمحليات شمال دارفور من تشاد ومعسكرات النزوح بالداخل ولكنه قال إن المواطنين العائدين يشتكون من عدم وجود الخدمات في أماكن عودتهم وأن المرافق التي كانت موجودة دمرت بسبب الحرب لافتاً إلى ضرورة تحرك المنظمات الدولية والوطنية بجانب الحكومة لتوفير معينات الحياة من مياه وتعليم ومراكز صحية.

رئيس تجمع قوى تحرير السودان أورد أن الأهالي بمناطق دار قلا استشعروا المسؤولية تجاه إخوانهم فعمدوا الى جمع الأموال لتنفيذ مشروعات خدمية تضمن العيش الكريم للعائدين وتابع أن صندوق دار قلا الذي يشرف عليه وخصص جولات في زيارته لمشاريعه قسم عمله في محاور مهمة وبذل جهداً شعبياً كبيراً أكد تكاتف المواطنين

الطاهر حجر أشاد بصبر قوات الحركات الموقعة على السلام بجوبا والمتمركزة في عدة مواقع بدارفور وقال إنهم لفترة طويلة يعانون من نقص الدعم غير العسكري المنصوص عليه في الترتيبات الأمنية وزاد رغم ذلك ظلوا منضبطين وتمسكين بالسلام لأنهم يعرفون معاناة الحرب وآثارها السالبة على الجميع.

وبشأن الوضع الأمني في شمال دارفور قال إن هنالك تنسيقاً مستمراً بين لجان الأمن في المحليات وقوات الحركات للتصدي للتفلتات الأمنية والإجرام وأوضح أن التعاون وصل لدرجة استعانة لجان الأمن بمركبات للحركات للمتابعة أو الوصول للمناطق البعيدة وأشار إلى أن هذا التنسيق نجح في القضاء على المهددات الأمنية وغابت مظاهر التفلت طيلة الجولة التي امتدت لأسابيع.

حجر قال إن لديه تفاصيل كثيرة سيوردها في مؤتمر صحفي آخر ولكن ما قاله يضع الحكومة المركزية وحكومة إقليم دارفور وولاياته أمام تحدٍ إيجاد المعالجات العاجلة لهذه المشكلات التي تمثل حاجات أساسية للمواطنين وينبغي عند مناقشة اتفاق جوبا خلال المؤتمر المزمع عقده بعد أيام أن توضع في الحسبان مصفوفة مشروعات إسعافية بجداول زمنية وأن لا يكون التركيز فقط على الترتيبات الأمنية والمشاركة في السلطة لأن أي منطقة تتردى فيها الخدمات تستحق أن تكون في مستوى واحد مع بقية مناطق السودان أن تتخطاها تطوراً وتنمية.