تعدين الفلوريت في جبل دامبير التحديات ومقترحات الحلول

تعدين الفلوريت في جبل دامبير التحديات ومقترحات الحلول :

م / أحمد حسن الأمير

الفلوريت هو ملح الفلور الموجود في الطبيعة ويوجد بشكل طبيعي في مصادر المياه بتركيز يتغير وفقاً للمناخ والظروف الجغرافية وهو أحد المواد

الكيميائية الوحيدة الذي أثبت بشكل واضح تأثيره المفيد عندما يكون موجوداً في مياه الشرب ويمتاز بمنظره الزاهي والمُلفت للأنظار وهو من أكثر المعادن ليونة فهو سريع وسهل الانكسار.

يستخدم في مجال طب الأسنان لقدرته على مكافحة آفة التسوس والحد من انتشارها.

يوجد بكميّات كبيرة في كل من النمسا وألمانيا إضافةً إلى وجوده في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك والنرويج.

في السودان بدأ الاستكشاف لمعدن الفلوريت لأول مرة باستهداف منطقتي جبل دامبير في إدارية جنوب الرهد وجبل السميح في إدارية شرق الرهد بمحلية الرهد أبو دكنة، كان ذلك في العام 2005م بواسطة شركة إنستروكيم للصناعة والتعدين التي وقعت عقداً مع وزارة المعادن (الأبحاث الجيولوجية).

بدأ الاستكشاف في جبل دامبير وجبل السميح واستمر من العام (2005م الى العام 2008م) وبدأ الإنتاج بواسطة شركة إنستروكيم وتوقف في العام 2014م بسبب مقتل مدير الشركة بموقع العمل في جبل دامبير البروفسير محمد الفاتح عبد الحفيظ.

ومؤخراً وقعت شركة كولدفان وهي شركة إماراتية تعمل في مجال الاستكشاف والتعدين لمعدن الفلوريت، وقعت أيضاً عقداً للاستكشاف والتعدين لمعدن الفلوريت بجبل دامبير وبدأت الاستكشاف بموقع التعدين بجبل دامبير.

التحديات التي تواجه تعدين الفلوريت بجبل دامبير:

هناك تحديات تواجه قطاع التعدين عموماً في السودان وتعدين الفلوريت خصوصاً في منطقة جبل دامبير وجبل السميح نذكر منها:

– ضعف التنسيق بين وزارة المعادن بالمركز ومفوضية الاستثمار وإدارة المعادن بالولاية ومحلية الرهد أبو دكنة والجهات ذات الصلة الأخرى للمتابعة الإدارية والفنية والرقابة على الشركات التي تعمل في استكشاف وتنقيب الفلوريت مع توفير الخدمات والحماية الأمنية لهذه الشركات.

– ضعف التنوير للمواطنين أصحاب المصلحة المستقرين حول مناطق التعدين بجبل دامبير والسميح بأهداف الاستكشاف والتعدين والعائد الاقتصادي والاجتماعي والمسؤولية المجتمعية لهذه الشركات التي تعمل في مجال التعدين تجاه المواطن.

– ضعف التغطية الإعلامية من وسائل الإعلام الرسمية وبرامج الترويج promotion للمعادن الموجودة في المنطقة من ذهب وفلوريت وغيرها

من المعادن لإتاحة فرص للشركات للاستثمار المنظم والمتوافق مع القانون.

– غياب الشركات الوطنية في تعدين الفلوريت (كل الشركات التي سبق لها

الاستكشاف والعمل سابقاً والتي تعمل حالياً بجبل دامبير شركات أجنبية).

– التفلتات الأمنية والتعدي المستمر على العاملين بالشركات وأصول هذه الشركات من قبل عصابات النهب بالمنطقة.

– هشاشة البنية التحتية من طرق وضعف الخدمات التنموية بالمنطقة.

– عدم وجود التصنيع الداخلي ويتم الاعتماد على تصدير معدن الفلوريت

بصورة خام مما يعد إهداراً لموارد موجودة يمكن الاستفادة من استخراجها وتصنيعها داخل البلاد.

مقترحات حلول تساعد في استكشاف وتعدين الفلوريت بجبل دامبير والسميح، وهي: التنسيق القوي المحكم بين وزارة المعادن بالمركز ومفوضية الاستثمار وإدارة المعادن بالولاية ومحلية الرهد أبو دكنة والجهات ذات الصلة الأخرى للمتابعة الإدارية والفنية والرقابة على الشركات التي تعمل في استكشاف وتنقيب الفلوريت وتوفير الخدمات والحماية الأمنية للشركات والعاملين بمواقع التعدين.

– قبل إجراء التعاقد مع الشركات لابد من عقد اجتماعات تنويرية للمواطنين بالمنطقة وهم أصحاب المصلحة وتعريفهم بالهدف من التعدين والعائد الاقتصادي والاجتماعي والتنموي منه والمسؤولية المجتمعية لهذه الشركات تجاه مواطن المنطقة.

– تكثيف الإعلام والترويج ليساعد في جذب الشركات للاستثمار والتنافس لتقديم خدمات تنموية أفضل للمنطقة.

– التركيز على الشركات الوطنية في الاستثمار في المعادن وغيرها من الموارد مع التسهيلات الحكومية لها من تمويل وتخفيض ضرائب وغيرها.

– توفير الأمن وحسم التفلتات الأمنية التي أصبحت مهدداً للمواطن والمستثمر.

– توفير الخدمات من طرق ومراكز صحية وتأهيل الأسواق وخدمات المياه وغيرها لتساعد في جذب الشركات للاستثمار في المنطقة.

– إحكام الرقابة ومكافحة التهريب والاستفادة من عائدات الصادر في دعم قطاعات إنتاجية وتنموية تساعد في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للمواطن السوداني وإحداث تنمية متوازنة ومستدامة.

– إجراء الأبحاث العلمية حول نتائج الاستكشافات لاكتشاف مناطق تعدين جديدة لمعدن الفلوريت وإدخالها دائرة الإنتاج.

– إجراء مسوحات لجمع بيانات تفصيلية حول آثار تعدين الفلوريت مع وضع احتياطات السلامة للعاملين في مجال تعدين الفلوريت تفادياً للأضرار الصحية والبيئية للمواطن بالمنطقة.

– تفعيل وتطبيق قانون المناجم والمحاجر بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب