استقبال حاشد.. ولكن

بلاغ

استقبال حاشد.. ولكن

لؤي عبدالرحمن

..

بالرغم من الوصول المتأخر لجبريل إبراهيم وزير المالية رئيس حركة العدل والمساواة إلى نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور ولم تطأ رجلاه تلك المنطقة التي شهدت أحداثاً دامية ومتكررة منذ توقيع اتفاق جوبا للسلام الا أن الأهالي استقبلوه عند زيارته قبل يومين استقبال الفاتحين والحقيقة تقال إن الحشد كان كبيراً جداً ومن مختلف المكونات القبلية في لوحة جسدت الوقفة لأهل دارفور ممثلين في تلك الولاية لاستقبال جبريل.

هل فعل لهم جبريل شيئاً أو أنجز لهم مشروعاً.. سؤال يتبادر إلى الذهن عند رؤية الجماهير الغفيرة، ولكن الإجابة صادمة وهي أنه لم يكمل لهم حتى المساحة المتبقية من طريق الفاشر نيالا ولم ينفذ لهم أي مشروع وزيارته هذه طبعا هي الأولى له، نعم هو وزير المالية الاتحادي أي ليس خاصاً بولاية واحدة ولكن بيده القلم لتمويل المشروعات وإن لم يكن من المال الاتحادي أي المركزي فليمول من المال المخصص لتنفيذ اتفاق السلام..

إذا في اعتقادي أن أكبر دافع لهذه الحشود هو الأمل.. نعم الأمل في المسؤول الزائر بأن يكون طوق النجاة لهم من العنف القبلي والتفلتات الأمنية وسوء الخدمات في الصحة والتعلم ومكافحة البطالة وإن كانوا يدركون أن د. جبريل ليس بيده كل ذلك أو أنه قد يغادر موقعه في التشكيل الوزاري الجديد، ولكنهم يعرفون أنه ممثل أصيل في تنفيذ اتفاق السلام الموقع بجوبا، كما أنها رسالة لكل مسؤول مفادها أننا قد سئمنا الحرب والعيش في هذه الأوضاع فارفقوا بنا..

الحشود الكبيرة التي استقبلت رئيس حركة العدل والمساواة حملته مسؤولية كبيرة بقدر حجمها التي أتت به ووضعته في دائرة المسؤولية المباشرة، كما كانت استفتاءً مباشراً لمدى مقبولية الحركات وقادتها في دارفور وهو كرت لا يمكن الاحتفاظ به إلا في حال الصدق مع المواطنين ومعالجة مشكلاتهم والقرب منهم واتخاذ المواقف المؤيدة لهم، وإلا انصرفوا عنه كما انصرفوا عن أناس استقبلوهم من قبل بحشود مماثلة أصبحوا فقط أسماء في حياتهم.

آن الأوان لاستكمال السلام وإنجاز التحول الديمقراطي ووضع حد الفراغ الدستوري الناتج عن غياب الحكومة واستئناف عجلة التنمية والاقتصاد بإتمام التسوية السياسية التي ستأتي برداً وسلاماً على أهلنا في كل السودان وإن اختلف الناس حولها لأن فاتورة تواصل الخلاف والغياب عن المنابر الدولية ونقص مؤسسات الدولة ستكون باهظة لدرجة قد تعصف بالبلاد إلى الهاوية وبدون إصلاح المركز واستقراره لن تستقر الأطراف.. وطوبى لصانعي السلام.