الشخصيات الحربائية، هي أس التدمير

الشخصيات الحربائية، هي أس التدمير

 

نهى محمد الأمين أحمد

nuha25@yahoo.com

 

قال تعالى: لقد خلقنا الإنسان في كبد،

يكابد الإنسان في حياته، يعاني منذ خروجه للحياة، فيخرج صارخاً عند دخول الأوكسجين إلى رئتيه، وتستمر المكابدة، والحق عز وجل – بحكمته الإلهية التي تفوق عقولنا المحدودة –

فاضل بين الناس في اللون والرزق والكبد، وكان نصيب الأنبياء من الكبد والمشقة هو الأكثر، وذلك لدورهم الرسالي لهداية البشر،

وجميعنا نعلم العنت، المشقة، الرهق، الأذى والعذاب الذي تعرض له سيد البشر وخاصة في فجر الرسالة، وكم صمد الحبيب المصطفى، سيد الخلق، كم صبر على الأذى، حتى أدى الرسالة وبلغ الأمة،،

وقياساً على خير البرية، تظل الأهداف السامية مرتبطة بالتضحية وتحمل المشقة، ومن أراد أن يكون له دور رائد، يعلم تماماً أن رحلته ستكون شاقة، وأنه سيجابه بالحرب، الرفض والمكائد من الكثيرين،

حاولت بهذه المقدمة تسليط الضوء على (الدور) الذي يلعبه أفاضل البشر في المجتمع، والرسالة التي يشمر الأخيار عن سواعدهم للقيام بها، يدافعون عن المبادئ والمثل، يتصدرون الصفوف، لديهم رؤيا واضحة، لا ينحرفون عن مسارهم ولا يحيدون عن الطريق مهما شنت عليهم الحرب أو تعرضوا للضغوط، يتحملون الأذى في سبيل الوصول إلى غاياتهم، يضحون حتى بأرواحهم في سبيل مبادئهم وقناعاتهم،

ويستمر الصراع بين الخير والشر، بين أصحاب المبادئ العليا ومن يقفون ضدهم،

ولكن يا سادتي الكرام في هذا الخضم الهائج المائج، يقبع في القاع من جعلتهم عنواناً لهذا المقال، الشخصيات الحربائية، وهم للأسف من لهم اليد الطولى في هدم كل ما يبنيه أصحاب المبادئ، فهؤلاء اختاروا أن يقبعوا في الظل، ليس لهم رأي، وهم أصلاً لم يحاولوا أن يكونوا رأياً، هؤلاء محدودون، لا يرون أبعد من أنوفهم، يتلونون كما الحرباء على حسب الظروف التي تحيط بهم، مذهبهم في الحياة هو مصلحتهم الشخصية، يعرضون أنفسهم للبيع لمن يدفع أكثر، (يلبدون)، عندما يشتد الوطيس، ينظرون من ثقوب الأبواب متلصصين، ليطلِعوا على سير الأمور، وهم في صف من تكون له الغلبة، تتغير مسيرتهم بين الدقيقة والأخرى حسب سير الأمور، يتمتعون في الغالب بشخصيات لزجة، جاهزون دوماً للمشي خلف الموجة ومع التيار، مواقفهم تتأرجح بين النقيضين بدون حياء، وهؤلاء هم معول الهدم الذي يودي بأنبل القيم، لأنهم هم مصدر التشويش والعرقلة، يلدغون كالحية إذا اقتضت مصالحهم ذلك، ثم يعودون لجحورهم وكأنهم لم يفعلوا شيئاً،

احذروا هؤلاء

فهم يفتقرون للكرامة والشرف،

ودائماً ما أقول: كن شريفاً ونزيهاً حتى في الحرب.