إدارةُ مشروع الجزيرة والمناقل المُفاضَلَة بين سفلتة الطُّرُق والموسم الشتويّ

سـيّد الحسـن عبـد اللـه

° بعضٌ مما مدّد الجسر الثقافي بين تونس والسودان المثل التونسي {خَـلّتْ راجِِـلهَا مَمْـدُود ومَشّـت تُعْـزِي في مَحْمـُـود ..} ووجد المثل أرضاً عالية الخصوبة في البيئة السودانية ، لذا استوطن وأصبح من الأمثال السودانية المُتداوَلَة.
° إدارة مشروع الجزيرة ، والتي من صميم عملها الإهتمام بالزراعة وتوفير مدخلاتها وحلّ مشاكل الري والترع والمصارف وكل ما يؤدّي إلى نجاح مواسمها الزراعية حسب إمكانيّاتها، ثم الإنتقال بما يتوفّر من إمكانيات لبقية الخدمات الأخرى والتي تحتلّ ذيل قائمة التكليف في المنصب.

°و نقلاً عن صحيفة الإنتباهة الصادرة في 18 يناير الجاري وتحت عنوان {ضعف التمويل الحكومي يتسبب في انخفاض المساحات المزروعة بالجزيرة} حيث كشف مدير أقسام المناقل بمشروع الجزيرة عثمان جاسر عن زراعة 204 آلاف فداناً بمشروع الجزيرة ، وأشار في حديثه لـ(الإنتباهة) أن تمويل الإدارة لتلك المساحة بلغ 45 ألف فداناً ، لافتاً إلى عدم تمويل البنك الزراعي لهذا الموسم، أي أنّ التمويل ذاتيّ من المزارعين وبعض الشركات ، كاشفاً عن أن هناك مشاورات مع بنك التنمية الأفريقي بتوفير تمويل لمساحة 45 ألف فداناً تمويلاً مجانياً لمدخلات الانتاج متمثّلا في الأسمدة والتقاوي كدعم للمزارع} مع ملاحظة أنه في موسم 2019/2020 كانت المساحة المزروعة فوق الـ 450 ألف فدانا.

° في 16 يناير الجاري تم تدشين سفلتة 29 شارعاً بواسطة 19 شركة ، بخطاب ضمان صادر من وزارة المالية، وحسبما ذكر مدير المشروع عمر مرزوق بمبلغ 146 تريليون جنيها تكلفة السفلتة.

° وفي 17 يناير الجاري بعد تدشين سفلتة الشوارع أوردت عدة صحف تحت عنوان :
{مشروع الجزيرة يتهم البنك الزراعي بعرقلة وصول منحة من السماد}
حيث اتهم مديرُ الإدارة الزراعية بمشروع الجزيرة ، المهندس إبراهيم مصطفى ، البنكَ الزراعي بعرقلة وصول سماد ممنوح من بنك التنمية الإفريقي للمستفيدين من مزارعي المشروع {منحة مجانية عن طريق البنك الزراعي} ، وكشف عن أن المنحة تكفي لتمويل 45 ألف فداناً، وأوضح أن بنك التنمية الأفريقي اشترط أن توزع هذه المدخلات مجاناً للمزارعين عن طريق الإدارة ، وبحسب مصطفى فقد تمّ استلام التقاوى وتبقّى السماد، وأن البنك الزراعيّ رفض تسليم السماد للإدارة وطالبها بسداد مبلغ {265 مليون جنيهاً، وهو كلفة ترحيل السماد من ميناء بورتسودان مع الرسوم الإدارية} ، وتابع: ( نحن في الإدارة في ظل الظروف الرهنة لا نملك هذا المبلغ). وألمح مصطفى إلى غياب الروح الوطنية والإحساس بقيمة الزمن ومواقيت الزراعة لدى إدارة البنك وهي تعرقل وصول هذا المدخل المجاني لمزارعي المشروع..
وتعليقي للباشمهندس وإدارته أن الروح الوطنية تفتقدها إدارة المشروع شراكة مع البنك الزراعي ، حيث إن المسؤولية المباشرة تقع علي إدارة المشروع ، لكن كما قال المثل {خلّت راجلها ممدود ومشت تعزي في محمود }، حيث إنكم بوصفكم إدارة تحصّلتم علي مبلغ ١٤٦ تريليون كما ذكر عمر مرزوق من وزارة المالية وتمّ توجيهها لسفلتة الطرق وليس لدفع قيمة ترحيل سماد الموسم الشتوي ، {وهو أقل بكثير من ما تم تصديقه لكم من المالية ، حيث إن مصاريف النقل والترحيل التي طالب بها للبنك الزراعي 256 مليون فقط ، ومال السفلتة 146 تريليون} ، وشركات المقاولة بدأت السفلتة يوم 16 يناير، و ما زال السماد في البنك الزراعي منتظراً تكلفة الترحيل ، والموسم الشتوي لا يحتاج ما تمت زراعته للسماد بعد تاريخ تصريحك الصحف.
° وكما تطرقت في تصريحك عن غياب الروح الوطنية والإحساس بقيمة الزمن ، وأضيف لغياب الأمانة المهنية والأخلاقية عدم أهتمامكم بصيانة الترع والكنارات والمصارف وعلي رأسها مصرف الشوال وقد أغرق ما أغرق مِن مَزارِع ومساكم بالمنطقة ..
بالإضافة لإحجامكم عن تسديد نقل السماد.

° غياب الأمانة المهنية والأخلاقية فشل إداراكم في توفير تمويل شراء قمح الموسم السابق بالسعر التاشيري 43 ألف مما اضطر المزارعين لبيع قمحهم بأسعار وصلت 20 ألفاً بالخسارة لتسديد التزاماتهم مع إحجام جُلّهم عن الزراعة هذا الموسم، إذا توفر الإحساس بالوطنية والمهنية والأخلاقية لتحصلتم علي تمويل شراء القمح بديلاً عن حصولكم لتمويل سفلتة الطرق ، والتي تأتي أولوياتها في ذيل قائمة مسؤوليات الأدارة المهنية..

° وممّا يؤكّد علي انطلاق المثل على إدارة مشروع الجزيرة ، ورد الخبر أدناه تحت عنوان :
مشروع الجزيرة يفتتح مدبغة الجلود الشهر المقبل ، حيث ورد بالخبر :
{شارفت الأعمال المدنية علي الإنتهاء لافتتاح مدبغة الجلود بموقع ورش مارنجان الميكانيكية. ويأتي ذلك في إطار الشراكة بين إدارة مشروع الجزيرة وجامعة الجزيرة.

ووقف الدكتور عمر محمد مرزوق محافظ مشروع الجزيرة يرافقه البروفيسور صلاح الدين محمد العربي مدير جامعة الجزيرة ومرافِقُوه على الترتيبات الجارية والتي قطعت شوطاً كبيراً وذلك بحضور المهندس إبراهيم محمد احمد مدير الادارة الهندسية} .

°° ملخص ما ورد أعلاه أن إدارة مشروع الجزيرة أهملت إهمالاً تاماً وموثّقاً تحقيق أهداف المشروع الزراعية ، وليس بينها سفلتة الطرق. والتي كلها تأتي في أسفل قائمة أولويات الإدارة والمشروع.

حسبنا الله ونعم الوكيل
ـــــــــــــــــــــــــــــــ