ما بعد الطوارئ 

أما حكاية!!

ما بعد الطوارئ

إيهاب مادبو

على الإنسانية أن تضع حداً للحروب، وإلا فستضع الحروب حداً للإنسانية”

جون كنيدي

أصدر أمس الأول والي جنوب كردفان موسى جبر محمود قراراً بإعلان حالة الطوارئ بجميع محليات الولاية بعد أحداث وتفلتات أمنية متكررة..

والأوضاع بكادقلي مزرية للغاية وقابلة للانفجار تحت أي لحظة.. المدينة على برميل بارود ومن يشعلون الزناد تقيد ضدهم البلاغات بمجهول ويظل هذا “المجهول” يعبث بأمن وحيوات الناس..

فليس كافياً إعلان حالة الطوارئ ما لم تتبعه قرارات صارمة في جمع السلاح العشوائي بأيدي المواطنين مع اتخاذ قوانين رادعة ضد كل من يروع أمن المواطن

وحالة السيولة الأمنية التي تعيشها الولاية هي نتاج لحالة تراخي المسؤولين من القيام بواجباتهم وأعني هنا كل السلطات أمنية وتنفيذية وقضائية، فقد وصل الأمر بالمجرمين إلى تهديد الشرطة ومهاجمة أقسامها أكثر من مرة، بل إنهم ذات مرة تعرضوا لمأمورية تقل متهمين محكوم عليهم بالإعدام مما أسفر ذلك عن وفاة أحد جنود الشرطة وفر المجرمون إلى جهة غير معلومة..

إن تكدس البلاغات والتباطؤ في الفصل فيها خصوصاً بلاغات القتل العمد شجع المجرمين على ارتكاب العديد من الجرائم.

عدد قوات الأجهزة بكادقلي يكاد يفوق عدد المواطنين بواقع (2) عسكري لكل مواطن ومع ذلك فإن الامن صفر كبير..

وحادثة اليوم (أمس الأول) التي راح ضحيتها أربعة من المواطنين وقعت في أكثر المناطق أمناً فالحادث لا يبعد عن قسم الشرطة مسافة كيلو متر غرباً وجنوباً أقل من كيلو متر من حماية سلاح المدفعية وهذا مؤشر خطير على أن الأمن في كادقلي أصبح مفقوداً.