بلاغ
لؤي عبدالرحمن
معرض وعقبات ..
بالرغم من الوضع الأمني المعروف مسبقاً بمنطقة بري والتظاهرات المستمرة المصحوبة بوابل الغاز المسيل للدموع، إلا أن الأسواق الحرة أصرت على قيام معرض الخرطوم الدولي في دورته الأربعين، وبعيداً عن العاطفة؛ فإن الخطوة تحسب لها لإبقاء السودان حاضراً اقتصادياً في الحد الأدنى، كما هو فرصة للمؤسسات الاقتصادية والتجارية الإقليمية والدولية للدخول إلى السوق السوداني والتعرف على فرص الاستثمار، كما أنه سانحة للجمهور ورجال الأعمال للتعرف على آخر ماوصلت إليه التكنولوجيا في الصناعات المختلفة.
مايعاب على المعرض هو التنظيم الضعيف والافتتاح التقليدي الذي ليس فيه جديد، وربما أضعف بكثير من الأعوام السابقة، فلا جماليات في البرامج ولاتجديد في الخلفيات، أضف إلى ذلك ضعف صوت مكبرات الصوت في الأطراف التي تم فيها إجلاس الإعلام بدلاً عن إجلاسه قرب المنصة الرئيسة.
الخروج المفاجئ لجبريل إبراهيم وزير المالية رئيس حركة العدل والمساواة جعل الناس يضعون علامات استفهام لأنه غادر مسرعاً قبل أن يصل البرنامج منتصفه دون معلومات من القائمين على أمر المعرض عن السبب، ليمضي التأويل من أناس عدة على أنه غضب لعدم الترحيب به، وذكر اسمه، ومنهم من قال إنه استهداف وحملة منظمة ضده، ومنهم من أرجعه للضعف البائن في الترتيبات وعدم إحاطة المنصة بالضيوف والحضور، وأياً كان السبب فإن ذلك خصم على البلد في سجلها الخاص بتنظيم هكذا فعاليات، وضعف واضح جداً في التنسيق بين مؤسسات الدولة واحترامها المتبادل.
الحضور الدولي ضعيف مقارنة بالمعارض السابقة وشكلت الجزائر حضوراً أكبر تلتها ألمانيا وإيطاليا، ثم السعودية ومصر والإمارات وأثيوبيا ويوغندا، ولوحظ أن والي الخرطوم ووزيرة التجارة مكثا أطول وقت في الجناح الإثيوبي، وتناولا القهوة هناك؛ في مشهد بعث السرور في الحاضرين الذين عدوه تجسيداً لقوة العلاقة بين شعبي البلدين.
الباب الذي كان متاحاً للدخول هو في الجانب الغربي نسبة للتتريس في الاتجاه الجنوبي ناحية برى، ولكن أمر تأمين الشارع من النيل حتى المدخل كان ضعيفاً أيضاً، إذ لا إضاءة كافية تنير الطريق الذي يعبره الضيوف والمواطنون ولا وجود شُرَطي واضح، إلا عند المدخل أو الذين يتصدون هناك للمتظاهرين؛ وذلك شيء مهم يجب معالجته، بل وتجميل تلك الواجهة الجديدة للدخول؛ فهي عنوان المعرض.