مطمورة السودان.. القضارف تستعد لإغاثة المناقل

الخرطوم: اليوم التالي
شرع عدد من المزارعين والتجار وأصحاب الأعمال وخيرين بالقضارف، في الاتصال بقطاعاتهم وحكومة الولاية، توطئة لتسيير قافلة القضارف الكبرى للمناقل، عقب كارثة إنسان المناقل اتجهت الأنظار صوب القضارف، كونها أكثر الولايات مساهمة في مثل هذه الكوارث والأحداث، يطلق على القضارف لقب (مطمورة السودان)، و”المطمَورة” هي أحد اوعية تخزين الذرة، يدفن فيها الذرة بكميات كبيرة، تحت الأرض، وتستخرج وقت الحاجة.
وظلت ولاية القضارف حكومة وشعباً تستجيب لكل نجدة إغاثة، وتقبل على كل ملهوف، وتفتح أبوابها لكل من يلجأ لها، ضمن سياسات الحكومة السودانية، بانتهاج “سياسة الباب المفتوح وفقاً لقانون اللجوء السوداني، ويكون لحكومة القضارف، وديوان الزكاة بالولاية، الذي يعد من أعلى دواوين الزكاة بالبلاد، إيراداً ومساهمة عامة، كما يكون لأهل القضارف من مزارعين وتجار ومهنيين القدح المعلى في المساهمات.
قافلة النيل الأزرق
في نهايات (يوليو) المنصرم قاد والي القضارف المكلف محمد عبدالرحمن محجوب برفقة عدد من أبناء الولاية، وأمين ديوان الزكاة بولاية القضارف، بشير محمد عمر وكانت القافلة قد جاءت في إطار التضامن بين مواطني ولايتي القضارف والنيل الأزرق، واشتملت على مواد غذائية، معدات إيواء، ومعينات صحة، ووجدت القافلة إشادة وترحيب وحفاوة من مواطني النيل الأزرق، وحكومة وقيادات وأعيان المنطقة وقد كانت ولاية القضارف سباقة بهذه القافلة، بل تقدمت على المركز وهي سباقة دائماً في مثل هذه المواقف.
إغاثة اللاجئين
تمثل منطقة (باسندة) العريقة، وهي محلية زراعية متاخمة لإثيوبيا، ملجأً للجماعات الإثيوبية الفارة من الاقتتال الأهلي هناك، فيلجأ هؤلاء الإثيوبيون إلى (باسندة) بحثاً عن الأمن والإيواء إلى حين ميسرة.
عادة لا تتوقف ولاية القضارف عند الدور الذي تقوم به معتمدية اللاجئين، وشركائها ممثلين في المنظمات الدولية والإنسانية، حيث تقوم القضارف بدور كبير أهلي ورسمي.
يقول مدير ديوان الزكاة بمحلية باسندة بولاية القضارف المفتي بشير في حديثه لـ(اليوم التالي)، إن الديوان تدخل لإيواء الفارين من الهجوم الإثيوبي في الفترة الماضية بقرى الشريط الحدودي مع الجارة إثيوبيا، وذكر المفتي أن الديوان قام بتوفير غذاءات بتوزيع ذرة إلى اللاجئين الفارين.
ونوه المفتي الى أن تلك التدخلات ليست خصماً على مواطني المحلية، مبيناً أن ديوان الزكاة بالمحلية يكفل أكثر من (1500) حالة بكفالة شهرية، وأنه صرف مبلغ (سبعة) ملايين جنيه على عدد (خمسمائة) حالة استقبلها الديوان عبر لجان الزكاة القاعدية ولجان الخدمات، فضلاً عن تمويل أكثر من (خمسين) مشروعاً إنتاجياً تم تمويلها، حسب حوجة الأسر، لافتاً إلى أن توطين الأهالي في قرى الشريط الحدودي، عبر تمويل الجمعيات وتوفير الذرة للإعاشة، والمساعدة في الزراعة، يمثل أحد استراتيجيات ديوان الزكاة بولاية القضارف.
زيادة المساحات
أكد والي ولاية القضارف المكلف، زيادة المساحات المزروعة بالشريط الحدودي مع الجارة إثيوبيا، وعزا ذلك لبسط الجيش سيطرته على أراضي الفشقة، وتمكن حكومة الولاية من تمويل المزارعين بالقرى الحدودية، خاصة صغار المنتجين.
وأوضح الوالي محمد عبد الرحمن محجوب في تصريح صحفي إن حجم التمويل لمزارعي الشريط الحدودي بالفشقة الصغرى والكبرى، من الزكاة بلغ نحو (نصف) تريليون جنيه، بالتركيز على تمويل الجمعيات التعاونية الزراعية، وتمكين الجمعيات النسوية المنتجة، منوهاً إلى أن المرأة بالمناطق الجنوبية والغربية بالقضارف، تتميز بأنها “مرآة منتجة”، مؤكداً حرص حكومته على زيادة الإنتاج وتطوير وتأهيل الجمعيات الزراعية، والنسوية بصفة خاصة.
وقال عبدالرحمن، إن ديوان الزكاة خصص مبلغ (105) مليون جنيه لعدد (ست) جمعيات نسوية إنتاجية بمحلية باسندة الحدودية، وذلك لزيادة الإنتاج واستغلال الأراضي الزراعية بعد انتشار الجيش وتأمين الموسم الزراعي من هجمات المليشيا والقوات الإثيوبية.
وأشار الوالي إلى أن الديوان مول أيضاً مساحة (12500) فدان بقرى الشريط الحدودي لعدد (1250) أسرة، بكلفة مالية قدرها (230) مليار جنيه، بغرض أحداث الاستقرار بالشريط الحدودي، ودعم الأسر الفقيرة.
المحافظة على الذرة
يشير والي القضارف المكلف محمد عبدالرحمن، الى أن حكومته تسعى للمحافظة على زراعة مساحات واسعة من محصول الذرة، باعتباره محصولاً استراتيجياً، ويمثل غذاءً رئيساً لمعظم المواطنين، مبيناً في هذا الخصوص قام بتوزيع (1350) جوال ذرة كقوت عام، إضافة إلى عدد (3861) جوال ذرة للكفالات ومتضرري هجوم القوات الإثيوبية على مناطق “ود العجوز” و”باسنقا”، ونوه إلى أن هذه الكميات يمكن الاستفادة منها كقوت و”تيراب” للزراعة، بجانب توزيع تقاوي بالمنطقة عبر وزارة الزراعة من الحكومة الاتحادية والمنظمات.
وأضاف الوالي أن حكومته عبر وزارة الزراعة الولائية، تمكنت من توزيع كميات من تقاوي الذرة المحسنة، وصلت إليها من الوزارة الاتحادية، ومنظمات طوعية وإنسانية، وأوضح عبدالرحمن أن هذه التقاوي تساعد صغار المزارعين كثيراً في الزراعة والإنتاج، والحصول على حاجتهم من الذرة، للغذاء والبيع للأغراض الأخرى.
وبالنسبة إلى والي القضارف محمد عبدالرحمن فإن زراعة محصول الذرة تمثل مسألة مهمة، لكونه محصولاً استراتيجياً، ويبين الوالي أن دراسة أجرتها حكومته أشارت إلى تحول عدد من المزارعين لزراعة المحاصيل النقدية مثل (القطن، الفول السوداني، السمسم، زهرة الشمس)، مما أدى إلى تراجع مساحات الذرة المزروعة هذا الموسم، لكن الوالي يؤكد أن هناك خطوات تشجيعية لزراعة الذرة كونها تمثل قوتاً رئيساً، ليس لمواطني القضارف فحسب، بل إلى غالبية أهل السودان.