بلاغ
إنجازات في الجزيرة
لؤي عبدالرحمن
..
فرح عدد كبير من المواطنين بولاية الجزيرة، بإعلان حكومة الولاية عن البدء في سفلتة أكثر من ٢٠ طريقاً بمحلياتها المختلفة، في وقت توقفت فيه أعمال البنى التحتية في ولايات البلاد بسبب الفقر المدقع الذي أصاب المواطن وحكومته، حتى أصبحت إضرابات المرتبات سمة عامة وشبه يومية، ولما سألنا من أين لكم هذا يا أهل الجزيرة !؟ تبين أنها أموال السكة الحديد التي بيعت أيام الإنقاذ، وكانت مجمدة، تم الإفراج عنها لهذه المشروعات بعد سجال بين المالية الاتحادية وإدارة المشروع.
تخوفنا هو من أن يكون مصير الطرق الجديدة مثل سابقاتها، تماطلت الشركات في التنفيذ لسنوات دون رقيب أو مساءلة وتم الرصف بدون مواصفات ودونكم الطريق الزراعي، المسيد المعيلق ابوعشر، الذي لم تمض عليه سنوات قليلة حتى تهشم وباتت نقاط متعددة فيه تحتاج لرصف من جديد وكأنه صنع للدراجات وليس للمركبات التي تنقل الناس والمحاصيل، وهو يشكل ملمحاً واضحاً للفساد وعدم الخبرة والمحسوبية.
مصدر موثوق أخبرني أن بعض الشركات التي نالت عطاءات التنفيذ تنقصها المقدرة المالية، وإن صح هذا الأمر فإن ذلك يكون مصيبة كبيرة، وسيراً على ذات النهج القديم، ونتمنى أن تتحلى حكومة ولاية الجزيرة بالشفافية الكاملة، وتعلن عن أسماء الشركات وتجاربها ومشروعاتها التي نفذتها، بالإضافة إلى الشروط الجزائية حتى نضمن أن المال العام لن يهدر وأنه في أيدٍ أمينة.
أن تعمم المشروعات على مناطق ولاية الجزيرة المختلفة؛ هو عمل ممتاز ومؤشر على عدالة التوزيع للثروة التي تذخر بها الولاية، ولكن يجب أن يعمم هذا الأمر في المشروعات الأخرى غير الطرق، وأن تبحث الحكومة عن الميزة التفضيلية لكل محلية وما تتميز به من منتجات زراعية او صناعية حتى تعزز تلك الميزات مثلاً، المناقل والباقير ومدني في الصناعات ومحلية الكاملين لقربها من العاصمة تطور في الإنتاج الحيواني خاصة الألبان والدواجن، والحصاحيصا في النسيج والمحاصيل الزيتية وكذلك جنوب الجزيرة وغيرها، وفق مسح علمي على أن تضاف السياحة العلاجية والتعليمية حتى تعود الجزيرة من جديد بعد أن تكسرت بتكسير المشروع العملاق، وبنيته التحتية المصاحبة
إنجاز الطرق المسفلتة داخل ولاية الجزيرة يجب أن يكون معه معالجات شاملة للزراعة والصناعة حتى تتحقق الفائدة المثلى لهذه السفلتة؛ لأن الموارد الموجودة معروفة فقط تحتاج للعلمية وحسن الإدارة، كما أننا يجب أن نضع حداً لكل الأعمال التقليدية في جميع المجالات، بطرق مدروسة تحقق التميز، وماشاهدته في جناح جامعة الجزيرة بمعرض الخرطوم الدولي جعلني اطمئن أن الجزيرة بها من الكوادر والخبرات مايمكنها من الريادة صناعياً وزراعياً وتعليمياً.
على قيادات الجزيرة ترك خلط العمل السياسي مع التنفيذي جانباً والتفرغ بالكلية لتنمية وتطوير هذا المشروع الذي حمل على عاتقه رفعة السودان في حقبة من الحقب، وأن يتكاتفوا بمختلف مشاربهم لإنجاز التنمية، ويفوتوا الفرصة على دعاة الفتنة الذين يعملون لمصالحهم الذاتية على حساب النسيج الاجتماعي.