الجنائية والسودان .. إذا عرف السبب!!

بيت الشورة
عمر الكردفاني

الجنائية والسودان .. إذا عرف السبب!!

بعيداً عن التمشدق بدعاوى العدالة وقريباً من العدالة ذاتها يجب أن نبدأ بالقول إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية وجنودها المنتشرين على مدى وصول أسطولها البحري وأسرابها الجوية ومدى رصد أقمارها الصناعية وطائراتها المسيرة، كل هؤلاء لا تملك الجنائية الدولية أي حق في محاكمتهم مهما بلغ من صلفهم واستهزائهم بالبشر وما أبو غريب عنا ببعيد .
رغم ذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية تلزم الآخرين بالدخول إلى بيت الطاعة المبني خارج أراضيها في لاهاي أو سجنه في سجن الأحداث خارج أراضيها أيضاً في شبه الجزيرة الكوبية.
إذن فما قصة الجنائية الدولية مع السودان؟
إن المحكمة الجنائية الدولية التي جعلت مدعييها العاميين يزورون السودان أكثر من أوطانهم لا لسبب إلا لجرد حسابات السودان عند دكان الجنائية في لاهاي حيث يقبع السجين علي كوشيب، إذ قامت المدعية العامة السابقة بزيارة السودان أواخر أيام جلوسها على كرسي الادعاء لسببين: الأول هو أن يحتفل بها أهل دارفور احتفالاً يليق بما قدمته لهم (حسب توقعاتها)، إلا أن مواطني دارفور الأذكياء فوتوا عليها الفرصة.. والسبب الثاني أنها سمعت بالـ(64) مليار دولار التي ادعت لجنة إزالة التمكين أنها استردتها فأرادت أن تحاسب السودان على مبلغ الـ(35) مليون دولار وهو المبلغ المطلوب جراء محاكمة وأكل وشرب وسكن السجين السوداني كوشيب، إلا أن المسكينة عادت بلا حتى خفي حنين.
واليوم أول ما قرأت خبر وصول المدعي الجديد وإرغائه وإزباده في وجه الحكومة السودانية حتى علمت أن الرجل جاء للمطالبة بالديون السابقة ومعرفة طريقة دفع ما يلزم لنقل ومحاكمة البشير وأعوانه، ولكنه أيضاً سيعود بخفي حنين هذا إذا لم يفقد حذاءه الذي يرتديه حال حاول أن يجامل في فرح أو كره سوداني.

ثم ماذا بعد؟

إن قضية الكيل بمكيالين أصبحت من الماضي فتلك بها القليل من الخشية ولكن الآن أصبح المكيال واحداً يصب في وعاء واحد ولا عزاء لمن يحمل وعاءً مثقوباً، فهو مع ثقب وعائه لا يتوجه المكيال إليه ولو على سبيل التبرك به.
على حكومة السودان أن (تصرف) للمدعي الجديد من ذات الـ(كيس) الذي ملأته أكاذيب وطوحتنا به أربع سنين عجاف او أن تقول له بالإنجليزي (الله كريم)!


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب