الجاتنا تختانا

بلاغ

لؤي عبدالرحمن

الجاتنا تختانا

..

مع شروق شمس كل صباح تطلع مؤسسات زراعية وصناعية من دائرة الإنتاج وتطلع روح الكثير من المواطنين وهم يكابدون في سبيل كسب قوتهم الذي بات صعباً بما كسبت أيدي السياسيين والعسكريين والمليشيات من حركات مسلحة ومصلحة.

الذي يسير في الشارع السوداني ويركب المواصلات العامة وينظر في وجوه الناس، يدرك جيداً حجم المعاناة والتعب الذي لحق بأهل البلاد حتى تجسد في ملامح الناس وأصبح كل وجه يحكي في ملامحه قصة من المشقة والقهر والبعض رغم صغر سنه إلا أن تفاصيل وجهه باتت تظهره على أنه من المسنين حتى بتنا نسمع بشكل مستمر عبارة الكبرك شنو يا زول.

المعاناة التي يعانيها الشعب السوداني يبدو أنها بعيدة عن مستشعر ساكني الفنادق والقصور والشقق والذين هم مستوزرون أو في عواصم العالم باسم السياسة متجولون وإلا لكان الحل السياسي حاضراً وبأعجل ما يكون لوضع حد للنزيف والاستنزاف المستمر للثروات والطاقات والقدرات والأرواح، ولكن كما يقول المثل من يده في الماء ليس كمن يده في النار، ومثلنا العامي الجمرة بتحرق الواطيها.

حميدتي قبل أيام طالب الشعب السوداني بالصبر ومن قبل نفس العبارات تكررت من عسكريين ومدنيين إلا أنه لا أحد يريد الإقرار بالفشل ويستقبل ليتقدم غيره وينجز ما فشل فيه هو وكأن حواء السودان لم تلد إلا هؤلاء الذين هم في هرم السلطة ويحمون أنفسهم بسلطة وثروة مطعمة بعرق ودم شعب عملاق.

ما الذي يمنع السياسيين والعسكريين أن يعسكروا في قاعة الصداقة أو أي شقق قريبة ويواصلوا اجتماعاتهم ليل نهار لكي يصلوا إلى حل ينهي معاناة الشعب ويضع البلاد في مضمار التنمية والاستقرار، لأن ما نلاحظه من تماطل وتسويف وتأخير للمؤتمرات المكملة الإطاري يجعلنا نتهم الأطراف كلها بسوء النية وعدم الرغبة في التسوية، إذ أنه حتى الآن لم يخرج طرف ليعطينا مبررات كافية لهذا التأخير.

أنظروا إلى الدول حولنا كيف حسمت حروبها ومشكلاتها ولم تنتظر الحلول المعلبة من الخارج أو الموجهات كيف جلسوا وواصلوا الليل بالنهار لتدارك ما يمكن تداركه من اقتصاد منهار ونسيج اجتماعي متهتك ووضع أمني قابل للانفجار.

هنالك بالطبع من هو رافض للتسوية ويراهن على الوقت في إفشال ما تم التوقيع عليه من اتفاق إطاري، وهنالك من يتعمد إدخال أجندة وبرامج إضافية لشغل الأطراف عن إكمال ما شرعوا فيه، ونحن لا نلوم من تدخل سلباً من الخارج والداخل، ولكن نلوم من فرط وسمح بهذا التداخل وجعل أمننا القومي في أيدي الغير الذين ينطلقون من مصالحهم أو مصالح من ورائهم ولا تهمهم مصلحة الشعب السوداني.

إذا دخلت الفيس بوك أو الواتس ستجد كثيراً عبارة (هذه البلد الجاتها تختاها)، لأننا نسمع ونشاهد ملامح للتردي على مدار اليوم في مجالات مختلفة، فلنشهد تحولاً وطنياً خالصا مسؤولاً وسريعاً يغير هذا الحال.. نتمنى ذلك.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب