خطاب الكباشي والمواجهة 

أما حكاية !!

خطاب الكباشي والمواجهة

إيهاب مادبو

خطاب الفريق الكباشي في كادقلي أمس حمل عدة رسائل ومضامين في بريد الفاعلين في المشهد السياسي وتحولاته السياسية والعسكرية، وقد وجد خطابه الجماهيري الذي ألقاه باستاد كادقلي ردود أفعال متباينة..

وقطع الكباشي في حديثه بأن القوات المسلحة لن تحمي دستوراً غير متوافق حوله، وقام بتوقيعه (عشرة أنفار) – حسب تعبيره – وهو بذلك يرسل في بريد قوى الاتفاق الإطاري رسالة مهمة حول تقديرات واختلافات المكون العسكري حول الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه قبل شهرين بين مركزي الحرية والمكون العسكري.

ويتخوف العديد من السياسيين تنصل الجيش عن الاتفاق الإطاري رغم تأكيدات قاداته _ البرهان وحميدتي حول المضي قدماً في إنجاز مصفوفاته لفك الاختناق والجمود السياسي الذي تعاني منه البلاد والذي بات يهدد وجود الدولة وبنيتها الاجتماعية والسياسية.

الكباشي جدد خروج القوات المسلحة من العملية السياسية، ووقوفها على مسافة واحدة من كل الأطراف وأشار إلى أن وجودها الآن استثناء وليس أصلاً، وهو أمر يجب أن تتبعه مؤشرات إيجابية تعجل بعملية التحول الديمقراطي وتكوين حكومة مدنية تمهد لعملية الانتقال السياسي الديمقراطى التي يختار فيها الشعب حكومته.

وخلال كلمته ناشد الكباشي مواطني جنوب كردفان على ترسيخ السلام المجتمعي وهي خطوة مهمة في عملية التعايش الاجتماعي وقد ظلت ولاية جنوب كردفان تعاني كثيراً من تسمم المناخ العام بخطاب العنصرية والكراهية الأمر الذي كانت كلفته عالية جداً في أرواح وممتلكات المواطنين.

ولم يعد الحياد في مواجهة خطاب الكراهية والعنف أمراً مقبولاً على الإطلاق، وهو ما يلقي مسؤوليات جسام لكل الفاعلين في المشهد السياسي السوداني ويعظم من تحديات المستقبل وسيناريوهاته المظلمة، فالدولة على حافة الانهيار العظيم وغياب “السلطة المدنية ساهم إلى أن يتصدر خطاب القبيلة والعشيرة المشهد ويتسمم المناخ العام بخطاب الكراهية والعنف وسط تجييش قبلي تستخدم فيها أحياناً آليات السلطة العسكرية وجنودها..

مواجهة خطاب الكراهية بات أمراً حتمياً يجب أن يتصدى له الجميع وأعني كافة مكونات شعبنا السياسية والاجتماعية وعقيدة العديد من القوات العسكرية بتخوم الهامش السوداني تنجذر من سلطة القبيلة ورجالات الإدارة الأهلية هو ما كشفت عنه العديد من النزاعات الأهلية بعدد من أقاليم البلاد.

والمواجهة يجب أن تنشط بمحاربة كل أشكال العنصرية والكراهية بوضع قوانين صارمة تجرم كل من يشحن بطاريات الصراعات القبلية بخطاب الكراهية خصوصاً الأقلام والجماعات التي تسعى لإشعال صراع متخيل ما بين الدعم السريع والجيش من غير ما تعي بخطورة الأمر على مستقبل البلاد.

وأخيراً فإن الكباشي قد نجح فى مخاطبة تطلعات جماهير ولاية جنوب كردفان في تحقيق نعمة الأمن المفقودة بوضع حد لجرائم النهب والقتل بتأهيل قوات الشرطة وزيادة إمكانياتها الفنية واللوجستية حتى تتمكن من الحد من ملاحقة المجرمين والحد من ارتفاع معدلات الجريمة.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب