الكباشي من كادقلي.. رسائل مبطنة وأخرى ظاهرة 

الكباشي من كادقلي.. رسائل مبطنة وأخرى ظاهرة

وزير الداخلية : نسعى للانتشار في كل المناطق والأمن مسؤولية الجميع

وزير الحكم الاتحادي: رجل الإدارة الأهلية مسؤول أمام أهله وليس أمام الساسة

بعث عضو مجلس السيادة الفريق أول إبراهيم الكباشي برسائل مبطنة وأخرى واضحة – خلال زيارته أمس لولاية جنوب كردفان التي تستغرق عدة أيام يرافقه خلالها وزير الداخلية ووزير ديوان الحكم الاتحادي ووزير الثقافة والإعلام وعدد من المسؤولين .

كباشي الذي استقبل استقبال الفاتحين، حيث تقاطرت الحشود من أهالي جنوب كردفان، من كل صوب وحدب آملين في ملاقاة من يلامس همومهم وأحلامهم ويبعد عنهم هاجس الخوف، ويطرد عنهم الأزمات، ويزيل عنهم غبن القبيلة والصراعات التي أنهكت كاهل الجميع، فما بين الانفلات الأمني وشح الخدمات ظلت جنوب كردفان تعاني الأمرين من نيران الفتنة والقبلية وصراع الموارد، وهو ما عجل بزيارة عضو مجلس السيادة في هذا التوقيت، على حد قوله .

 

كادقلي: النذير دفع الله

حمامة السلام..

وبُعيد استقباله بمطار كادقلي، أطلق الكباشي (حمامة) السلام تعبيراً على رمزية الأمن والاستقرار والسلام الذي عم الولاية بعد صراعات عديدة اجتاحت المنطقة مؤخراً ، فعلى الرغم من الصراعات القبلية التي شهدتها الولاية، إلا أنها تجاوزت ما حدث بكل هدوء، دون تأثير على مكونات المجتمع والمحافظة على النسيج والتماسك المجتمعي الذي ظل موجوداً منذ عهد بعيد.

مشاهدات وثقافات..

مجموعة من القبائل كانت حاضرة داخل استاد كادقلي الذي ضم ثقافات وحضارات وأعراق وأجناس احتضنتها ولاية جنوب كردفان، وظلت رمزية تاريخية وثقافية وحضارية ضاربة في الجذور ..

تراث وثقاقة..

 

الاسم الذي سميت به مدينة كادقلي، وأطلق على المدينة يعود إلى اسم شخص سمي به المنطقة. وقال الفكي علي محمد وكيل المك، قال إن قبيلة (كودوقلي) هي من أقدم القبائل المؤسسة للمنطقة، منها المك رحال،

وأضاف.. تمتلك القبيلة (النحاس) الذي هو من طقوس ومناسبات يُضرب لاستنفار الناس، فهو يضرب في حالة وفاة الذكور من أسرة المك كما يضرب في المناسبات الرسمية أو زيارات كبار المسؤولين، كما يضرب في حالة الفرح من خلال نغمات معينة تختلف بين الفزع والفرح. وأضاف الفكي.. إن النحاس هو وراثة أبناء المك؛ كما تقوم النساء بنظافته وتهيئته قبل أي مناسبة ..

إخفاقات ونجاحات..

وإلي ولاية جنوب كردفان موسى جبر محمود، قال نرفع الأيادي بيضاء، وصدورنا مفتوحة للترحيب بأرفع وفد يزور الولاية مؤخراً، مضيفاً أن الولاية مليئة بالإشكالات في عدة مجالات أخرى، ولكننا في أمس الحاجة لسماع البشريات من عضو مجلس السيادة في مجال الخدمات والتنمية، وعليه نرسل التحايا َللمعلمين الذين استمروا في مواصلة الدراسة رغم الظروف . كاشفاً عن قيام َمؤتمر للتعليم بالولاية،وأشار جبر للسعي الجاد لطي صفحة الخلافات في الولاية منذ وقت طويل، إلا أننا أخفقنا في بعض الجوانب ونجحنا في البعض الآخر، مبيناً تشكيل لجنة لآلية للمصالحة والاستشعار المبكر حتى لا تتكرر الأحداث .

حشود ووفود ..

رئيس اللجنة العليا للاحتفال حسن سالم سبيل، قال : إن وجود هذا الكم من الحشود والتي جاءت من محليات وإداريات وفرقان ومناطق (بُرام وأم دورين وهيبان)، بل والمتضررين من منطقة لقاوة والمستضافين عندنا؛ جاءوا لتوصيل رسالة واحدة وهي بأنهم سند وعون ..

رسائل وتنبيهات..

وزير ديوان الحكم الاتحادي محمد كورتوكيلا، قال : لدينا قضايا كثيرة في الولاية نطرحها معاً وننظر في سبيل حلها وتسويتها خلال الاجتماعات مع المسؤولين والإدارات الأهلية بالولاية،

مضيفاً أن الحديث في مثل هذه الظروف التي يمر بها الوطن عامة وجنوب كردفان خاصة؛ يحتاج لأهل الشأن . وأوضح كورتوكيلا.. أن المهام المنوطة بوزارة ديوان الحكم الاتحادي وهي الإشراف على كل ولايات السودان؛ لذا لدينا رسائل لكافة لجميع الولايات .

الرسالة الأولى موجهة لقادة الإدارات الأهلية في جميع الولايات؛ واجبكم هو رتق النسيج الاجتماعي للقبائل وليس مناصرة قبائلكم، بل ومحاربة خطاب الكراهية والعمل بصدق لإعادة التحالفات والتعايش المشترك لكل القبائل، مضيفاً.. أن رجل الإدارة الأهلية مسؤول مسؤولية كاملة أمام قبيلته وأهله وليس أمام السياسيين ، كاشفاً عن إعداد قانون للإدارة الأهلية يتم إصداره الأسبوع القادم ضمن مرسوم دستوري لتنظيم الإدارة الأهلية وفقاً لهذا القانون .

أما الرسالة الثانية؛ فموجهة للضباط الإداريين، وهي عدم حصر جهودهم في تحصيل الضرائب؛ وإنما في ترقية الحياة المحلية وتوعية المجتمع.

و الرسالة الثالثة؛ لكل العاملين في الخدمة المدنية في الولايات.. أن يكونوا مثالاً في الحياد وتجنب التأثير القبلي والحزبي والابتعاد عن قضية التمكين التي هي سبب الضرر .

و الرسالة الرابعة أوجهها للولاة والمسؤولين وهي الاهتمام بتدريب الكادر ورفع القدرات، وأن تكون ضمن الأولويات التي ستساعد في إيجاد الفرص لها داخلياً وخارجياً. وقال كورتوكيلا: لدينا حالياً عدد من فرص التدريب للضباط الإداريين. أما الرسالة قبل الأخيرة.. فهي رسالة تتعلق بسلام جوبا؛ بأن هذه الاتفاقية ليست ملكاً للأطراف الموقعة عليها، وإنما هي اتفاقية للجميع وتحتوي على مواقف ثرة لنبذ الحرب وعلى الأجهزة التنفيذية في الولايات، شرحها للناس وتوزيعها على أوسع نطاق.

ورسالتنا الأخيرة نبعثها من كادقلي للقائد عبدالعزيز الحلو في الحركة الشعبية: لن يهدأ لنا بال ويستقر شعورنا ما لم يحدث الاتفاق النهائي؛ فهلا استجبتم لنداء الأهل وشاركتمونا السلام ..

الأمن مسؤولية الجميع

هي عبارة قديمة متجددة ومتكررة بعث بها وزير الداخلية الفريق أول عنان حامد محمد عمر، بأن الأمن مسؤولية الجميع، كما أن للإدارة الأهلية والأجهزة الأمنية ومنظمات المجتمع المدني دوراً مهماً في حفظ الأمن في ولاية جنوب كردفان التي لها ميزة خاصة، مشيراً إلى أن الظروف التي تحيط بالولاية والسودان عامة تتطلب من لجنة أمن الولاية أن تتحمل مسؤولية كبيرة مع الإدارات الأهلية؛ وهي شراكة وتنسيق عالٍ تقوم به هذه الجهات؛ قل ما يوجد في ولاية أخرى. وشدد عنان على الانتشار الشرطي وتوفير الخدمات الأمنية وأن يكون مركز الشرطة هو من يقدم جميع الخدمات للمواطنين، كاشفاً عن خطة شرطية في وحدة إدارية ومحلية تقديم كافة أنواع الخدمات الشرطية ، وأعلن عنان عن بدء تدشين قسم مرور شرطة رشاد بالمنطقة الشرقية، والذي يختص بترخيص المركبات وأيضا نؤكد وصول محطة الفحص الآلي للمناطق الشرقية، ولدينا خطة خاصة لتأهيل الوحدات والأقسام في جميع المحليات والإدارات رغم وعورة الطريق، و قال: الشرطة حريصة على وصول خدماتها لجميع المواطنين والعمل على استقرار الضباط والجنود وتمويل خاص لكل المشاريع الشرطية..

الكباشي والشعب ..

رغم (الجلاليب) البيض والملابس الزاهية التي ترتدونها في هذا الاستقبال إلا أن الألم ما زال يعتصر القلوب، بهذه الكلمات بدأ عضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين الكباشي، و قال إن ولاية جنوب كردفان عصية ومأزومة فهي مثال للتماسك والتمازج المجتمعي، ولوحة تجمع كل قبائل السودان من خلال هذه الحشود، ويجب أن تعود جنوب كردفان كما كانت، مضيفاً أن هذه الزيارة تأخرت كثيراً ولكن أردنا أن تأتي ومعها عدد من المشاريع والخدمات؛ ولكنه تأخير كان مقصوداً لارتباطه بالمصالحات المجتمعية في مناطق بعينها، ولكنها لم تتم حتى اليوم، وأضاف.. كنا نتمنى أن تكون زيارة تحفها الخدمات، ولكننا قررنا التعجيل بالزيارة نسبة للوضع الأمني الذي اجتاح الولاية ..وبيّن الكباشي أن الزيارة تتعلق بمعرفة إشكالات أهل الولاية . كاشفاً إن الوضع الأمني في الولاية (منفلت) وأي ( زول عامل فيها حكومة، وأي زول شايل بندقيتو وسكينو بياكل منها ), وأوضح الكباشي أن جنوب كردفان من أكثر الولايات التي تأثرت بالحرب، وأن ملف الصحة في الولاية والتعليم (خلو ساي) حسب قوله، أما البنية التحتية غير موجودة فلا طرق ولا خدمات. وقال الكباشي: لماذا الاقتتال رغم هذه الأزمات، مطالباً الجميع بالجلوس وحل القضايا، وأضاف.. نعترف بوجود قصور صاحَب حكومة الولاية ولكن المهم في الأمر هو السلام المجتمعي.

وأكد كباشي أن انتشار الإدارات الأهلية أصبح سبب المشاكل؛ يجب أن تكون الإدارات الأهلية لديها دور في السلام المجتمع. وشدد على أن الصلح والسلام يتم في (راكوبتكم) لأن الخرطوم لا تصنع سلاماً ولا تُصلح بين قبيلتين. بينما يظل رجل الإدارة هو الكبير، ولكن لابد من استصحاب الشباب والمرأة في عملية التنمية والسلام.

وقال الكباشي إذا كان هنالك قصور في الأجهزة الأمنية سنعالجه، وأي قصور في الحكومة أيضاً سنعالجه، مبيناً عدم وجود حكومة في جنوب كردفان . داعياً لتطوير لجنة المصالحات لتشمل كل الولاية . مطالباً بعدم أخذ أموال وحقوق الناس باسم الحرية و قفل الطرق، وألا يكون المواطن هو الضحية ، مشدداً على ضرورة تفعيل قانون الطوارئ والقبض على كل شخص يحمل السلاح وكل من أدين بجريمة .

وقال الكباشي: سابقاً كنا نقول إن المجرم ليس له قبيلة، ولكن حالياً المجرم بقى عندو قبيلة ، كما أن الأمير والشيخ الذي يخفي المجرم يجب أن يقبض هو أيضاً، وأضاف.. نحمل الإدارات الأهلية المسؤولية كاملة لما يحدث من تفلتات مؤكداً على تشكيل قوة مشتركة في جنوب كردفان تعمل على حسم التفلتات بالقوة والقانون. وأشار الكباشي إلى أن الخدمات في ولاية جنوب كردفان في جانب الصحة والتعليم والطرق ؛ خاصة طريق البعاتي (الدائري) الذي توقف بسبب التفلتتات الأمنية ، أما طريق الابيض كادقلي؛ فسيبدأ ترميم الطريق خلال هذا العام، أما طريق الدلنج – هبيلا، سيتم تدشينه خلال هذا العام ،كما أن الولاية لديها 60 كيلو متراً .

مبيناً أن التعليم في الولاية ضعيف جداً مقارنة بالعهود السابقة، معلناً تبرعه بمبلغ 500 مليون جنيه لدعم صندوق تطوير التعليم، أما ملف المياه فقد تم اعتماد (44) بئراً جوفياً خلال هذا العام. و(15) بئراً أخرى تبرعت بها منظمة قطر الخيرية، يتم حفرها في المنطقة الشرقية. داعياً جميع أهل الولاية للخروج من هذه الكبوة والعمل معاً لعودة اخوتنا في الجانب الآخر من الحركة . وأضاف فمنذ العام 2019 ظلت الطرق مفتوحة للدخول والخروج مع الإخوة في الجانب الآخر، وعدم قطع الأسواق المشتركة للمحافظة على النسيج الاجتماعي. كما نؤكد تجدد وقف العدائيات وعدم العودة للحرب مع الحلو وتشكيل لجنة مشتركة لحلحلة المشاكل بين الجانبين . وأكد الكباشي أن الوضع السياسي حالياً (اغبش) لذلك لا نطلب من الحلو التوقيع حالياً ، وحتى تستقر الأوضاع نطالب بوقف العدائيات..

وجدد الكباشي بأن القوى التي وقعت على الاتفاق الإطاري غير كافية ، عليه نطالب بحد أدنى و مقبول لتحقيق الاستقرار السياسي. كما ندعو من الموقعين فتح الصدور وقبول الآخرين. مبيناً أن القوات المسلحة ما زالت خارج العملية السياسية، وهي على مسافة واحدة من الجميع .

ولكن بعض الظروف اقتضت أن تكون جزءاً من الحوار . مشدداً أن القوات المسلحة لن تحمي دستوراً من عشرة أشخاص، وأضاف (ما في زول عندو صكوك غفران من يشارك ومن لا يشارك ).


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب