أبطال من خلف الكواليس

أبطال من خلف الكواليس

نهى محمد الأمين أحمد

nuha25@yahoo.com

التقيت هذا الرجل في مكتبه، في زيارة كانت تخص العمل بحسب تبعية المؤسسة التي أعمل بها لمجلس الوزراء، وكان هو الأمين العام لمجلس الوزراء، منذ الوهلة الأولى لفتت انتباهي دماثته وتواضعه الجم، الأدب والحفاوة التي استقبلنا بها أنا وزملائي، استمع إلينا باهتمام كبير وصبر وأولى أمرنا الذي حضرنا بخصوصه ما ينبغي له وأكثر من التركيز، وشرع مباشرة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل الإشكاليات ومعالجة الأمور التي حضرنا لأجلها، خرجنا من عنده ونحن في غاية الراحة والطمأنينة، له طريقة ودودة في المعاملة تكسر كل الحواجز والرسميات، احتوانا كأخ أكبر حمل همنا أكثر منا،،.

قابلته بعدها لمرات قليلة، وجدته بذات المودة، رجل سوداني أصيل، زاده العلم والمعرفة تواضعاً وجلالاً، وحمل المنصب تكليفاً لا تشريفاً، عرفت أنه ودود، لطيف ومحبوب بين زملائه، سباق إلى أداء الواجب مع الجميع في الفرح والحزن، هادئ الطبع لا يفقد رباطة جأشه ولا يرفع نبرته مهما كان.

بعد الانقلاب وحل الحكومة الانتقالية، آلت جميع مهام تسيير هذا البلد إلى هذا الإنسان النبيل، ليكون الوزير المكلف ويحمل أعباء رئيس الوزراء ويتحمل هذا الهم الكبير بمفرده، ويحمل عبء تسيير أمر هذا البلد الذي تكتنفه الخلافات بين الجميع، والذي يستعصي فيه الاتفاق ولو على أمر بسيط.

لم يحاول مرة لفت الانتباه إلى الدور العظيم الذي يقوم به، ولا حتى أن يستقطب الأضواء أو يحصل على الشهرة، أخذ يعمل في صمت ودأب، دوام من السابعة صباحاً حتى العاشرة ليلاً لستة أيام في الأسبوع، تفانى في أن يكون صمام الأمان الذي لولاه لانفجر الوضع في هذا البلد مع الكم الهائل من المشكلات والخلافات، واستمر صامداً، يستبسل بدون شكوى، والأهم في هدوء وصبر، بعيداً عن لفت الانتباه و(الشوفونية)..

ذلك الرجل النزيه الذي يحاسب نفسه قبل الآخرين على كل ما يخص هذا البلد، لا يعني المنصب أو السلطة بالنسبة له إلا مسؤولية حملها في جلد واستبسال وضمير يقظ على الدوام،،

مهما قلت فلن أوفيه حقه، وأعلم يقينا أنه يحتسب كل هذا الجهد من أجل الحفاظ على هذا الوطن في هذه المرحلة الخطيرة خالصا لوجه الله تعالى،،،

لا يسعني إلا أن أدعو الله سبحانه وتعالى أن يعينه على مهمته العسيرة، وأن يثيبه الجزاء الأوفى لما يقوم به حتى تخرج البلد إلى بر الأمان،،،

له التحية وأرجو أن يمتعه الله بدوام الصحة والعافية،،

الأستاذ عثمان حسين عثمان


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب