الكباشي للإدارات الأهلية: المجرم أصبح له قبيلة 

الكباشي للإدارات الأهلية: المجرم أصبح له قبيلة

لا يجب أن يبحث رجل الإدارة الأهلية عن الحكومة ولا يطلب منها مرتباً مالياً، بل الحكومة هي من تبحث عن الإدارة الأهلية، ولا يجب أن يهتم رجل الإدارة الأهلية بالسياسة، بل عليه الاهتمام بقبيلته وأهله، كما يجب التشدد في البعد عن السياسة وألا تكون عبارة أن رجل الإدارة الأهلية هو مع كل حكومة هي العبارة التي أصبحت مبرراً لكل رجالات الإدارة الأهلية الضعفاء وغير الفاعلين. بينما أي رجل من رجالات الإدارة الأهلية يقوم بحماية أو إيواء أي مجرم لا يصلح أن يكون رجلاً للإدارة الأهلية، بل يتم القبض عليه باعتباره مجرماً ومتستر..

هي عبارات أطلقها عدد من رجالات الإدارة الأهلية خلال لقائهم بعضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين الكباشي وأمّن عليها بعض القيادات فكان لقاء طرحت من خلاله جملة من الإشكالات والحقائق التي تواجه عمل الإدارة الأهلية بينما كشف اللقاء عن الثغرات والعلل التي أدت لضعف الإدارة الأهلية وجعلها واحدة من الأزمات التي لحقت مؤخراً بالبلاد والعباد..

 

كادقلي: النذير دفع الله

مشايخ وعمد وأمراء..

العمدة يوسف أبوكلام علي قال إن ولاية جنوب كردفان مشاكلها كثيرة ولا توجد بيننا مشاكل قبلية أو عنصرية، ولكن المشكلة الأساسية تتمثل في الحرامية والمتفلتين والضعف في تطبيق القانون أو الإفلات من العقاب وعدم القبض على المجرمين كما أن عدم استقرار المدراء التنفيذيين لديه تأثير سلبي وأضاف يوسف: إن قفل الطريق أمر سيء، بل أصبح ثقافة، لذلك لابد من قانون رادع تجاه كل من يقوم بقفل الطريق، كما ندعو إلى دعم قانون الطوارئ وتشكيل لجنة مشتركة من كل الإثنيات من جميع قبائل جنوب كردفان وإعادة التحالفات في الولاية، بالإضافة إلى إعادة النازحين إلى قراهم بما فيهم أهلنا القادمين من لقاوة والأمر المهم هو تبصير المواطنين ضد خطاب الكراهية ووضع قانون رادع لحمل السلاح والتشدد في عدم السماح بحمل السلاح بطريقة عشوائية، وضرورة إشراك المرأة في كل اللجان لأهميتها في استقرار المجتمع، أما السلطان حسن موسى والذي ينتمي إلى قبيلة المورو، فقال: كل الذين فقدوا أرواحهم هم أهل لنا ولا توجد عنصرية أو قبيلة بين جميع المكونات الموجودة في الولاية. نحن لا نتعدى على حقوق الآخرين والذين لقوا حتفهم خلال الأيام الماضية معروف للجميع من الذي ارتكب الجريمة هو ليس مواطناً، بل هو عسكري، لذلك فإن المسؤولية الكبرى تتعلق بالمواطنين وحكومة الولاية ومن ثم ديوان الحكم الاتحادي وأخيراً عضو مجلس السيادة، لا نريد ولا ندعو للحرب، فقبيلة المورو تدعو الى ضرورة القبض على المجرمين، والمساعدة في تأهيل الطريق الذي تسبب في كثير من حوادث القتل وأصبح الأمن غير متوفر

.العمدة دبة إسماعيل ألقى بعدد من الإشكالات التي تواجه الإدارة الأهلية ومنها السرقات المتكررة، مشدداً على أن عدم وجود حكومة يعني عدم وجود أمن كافٍ، كما أن انقطاع الطريق وتدهوره أدى للكثير من الحوادث، لا نريد وجود السلاح ونرفض أي شكل من أشكال المظاهر السلبية. لذلك أي أمير لابد أن يكون له خفر من الحرس يقومون بدور الشرطة لأن جنوب كردفان حالياً تكاد تكون خالية من مظاهر الحكومة، والناس بتموت في الشارع، كما شكا عدد من العمد والمشايخ والأمراء من انعدام الأمن وتدهور الأحوال في جنوب كردفان نتيجة لقصور الجانب الحكومي وكأننا ليس في السودان، بينما الجميع يرمي شماعته في الإدارة الأهلية كما أن وجود الشرطة في جنوب كردفان ضعيف.

 

قيادات وإدارات ..

الفريق دانيال كودي انائب والي ولاية جنوب كردفان الأسبق وأحد رموز القيادات الأهلية قال: ماذا حدث في جنوب كردفان أمر غريب، ففي كل العهود السابقة لم تصل جنوب كردفان الى ما وصلت إليه حالياً، سابقاً كانت توجد التحالفات والتي تعتبر شكل من أشكال التعايش السلمي بين الناس، لذلك لابد للقبائل الموجودة حالياً في جنوب كردفان من إعادة التحالفات والصداقات مع بعضهم.

مضيفاً: إذا أراد الجميع الحديث حول الأمن فلابد لهم أن يتحدثوا عن الأسباب الحقيقية التي أدت لاختلال الأمن في الولاية لا ننكر أن الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية لها أثر كبير لما يحدث في البلد، كما أن انعدام الحلول القانونية هي واحدة من الأزمات.

أما الإدارة الأهلية التي نتحدث عنها هل قانون منذ زمن بعيد وهذا القانون أعطاها سلطات، بينما رجل الإدارة لديه صفة قاضٍ من الدرجة الثانية، وأشار دانيال الى أن التفلتات التي شهدتها جنوب كردفان نتاج الحرب التي دارت في الولاية خلال الفترة السابقة بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية.. فأبناء جنوب كردفان المنتمين لأبناء النوبة الذين دخلوا الحركة الشعبية قابله وجود الكثير من أبناء القبائل العربية الذين انضموا للحركة هذا التداخل أيضاً أدى للكثير من السلبيات، فهناك مجموعات انفلتت وكونت مليشيات من بينها الدفاع الشعبي.

وأقر كودي أن العنصر الديني ليس له أي أثر للخلافات التي تحدث في الولاية، ولكن المجتمع تغير نتيجة التقاطعات السياسية التي تمر بها الولاية، كما توجد دوافع أخرى، عليه فإن لأحداث الصراع بين القبائل في الولاية فيها شيء غير طبيعي والشيطان دخل بين الناس، سابقاً الشيخ أو العمدة أو المك أو الناظر الكل كان لديه دور في استقرار المجتمع ومع وجود هذه المشاكل الكثيرة كلها ليس من فعل أبناء جنوب كردفان. لذلك لابد للإدارة الأهلية أن تكون لديها مسؤولية مباشرة. وأجمعت العديد من الإدارات الأهلية أن الحكومة ما بتجمع السلاح، لكن الإدارات الأهلية تعرف من لديه سلاح من أبنائها، وطالبت الإدارات بضرورة مراقبة ومتابعة القادمين من الحركة الشعبية والمتسللين لما له أثر سلبي..

 

حكومة وسلطة..

والي ولاية جنوب كردفان موسى جبر محمود قال إن الإدارة الأهلية هي صمام الأمان للمجتمع السوداني منذ السلطنة الزرقاء حيث ورثت القيم جد عن جد وهي تعتبر رمزية لاستقلال السودان عندما طالب رجالات الإدارة الأهلية بالاستقلال من داخل البرلمان والتي مرت بمطبات كثيرة ولكن عندما جاءت مايو أطاحت بالإدارة الأهلية ولم (تقم لها قائمة)..

وأضاف الوالي: الإدارة الأهلية لا يمكن تسييسها ولا تبحث الإدارة الأهلية عن الحكومة، بل الحكومة هي من تبحث عن الإدارة الأهلية، هذا إذا كان رجل الإدارة الأهلية فاعلاً وسط أهله وتأثيره في عشيرته.

وأوضح جبر: لا يمكن بأي حال من الأحوال إنشاء عمودية أو مشيخة جديدة جراء خلاف داخلي بين مكونات القبيلة الواحدة وإذا وجد أي فشل أو قصور من الشيخ أو العمدة يتم الطعن فيه ويتم اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة وليس إنشاء جناح جديد لأن هذا السلوك أضعف الإدارة الأهلية. مشيراً الى أن النسيج المجتمعي تفتت وزادت الصراعات كاشفاً عن قانون جديد للإدارة الأهلية شخصناه يعلن عنه الأيام المقبلة ويستمد قوته بواسطة القانون وأخرى يستمدها من أهله والشيخ في الإدارة الأهلية ليس مجرد شيخ لديه صلاحيات رجل الشرطة.. وسخر جبر من منح أي رجل الإدارة الأهلية مرتب من الحكومة فإن (وطاتك أصبحت). فالمرتبات هي مكافأة وليس مرتباً. كما وجه الوالي وزارة المالية وأمين عام الحكومة بإعداد دراسة وتصور لرفع حوافز الإدارات الأهلية لما يتماشى مع الوضع الحالي.

وأمن الوالي بضرورة تحريك القانون ودعم الإدارات الأهلية بوسائل إنتاج تكون الحكومة هي الضامن للشخص وإذا أخفق يتحمل مسؤوليته، لذلك لابد للناس تغير ما في أنفسها..

وتعجب الوالي: هل يوجد شخص يقتل ضيفه؟ وقال جبر: مسؤولية الأمن تأتي من المجتمع واذا صلحت الإدارة الأهلية صلح المجتمع ويظل همهم يشغل الناس لحماية قيم المجتمع..

 

مرسوم وقانون..

بينما كشف محمود كُرتُكيلا وزير ديوان الحكم الاتحادي عن إنشاء مكتب خاص بالوزارة اسمه الإدارة الأهلية يقوم بعمليات الاستشارات المهمة من الخبراء والمختصين من أساتذة الجامعات ورجالات الإدارة الأهلية السابقين مما أعطانا قيمة من المعلومات المهمة لإعادة الإدارة الأهلية لسيرتها السابقة وتدريب منتظم لرجل الإدارة الأهلية داخلياً وخارجياً للاستفادة من التجارب الشبيهة وفي القريب العاجل سنقوم بتدريب عدد من الإدارة الأهلية في مصر والأردن. وشدد كرتكيلا على عدم تتبعية الإدارة الأهلية للحكومة هذا الأمر أضر بالإدارة الأهلية، أما مقولة رجالات الإدارة الأهلية (أنا زول كل حكومة) هو حديث خطأ رجل الإدارة الأهلية مع القبيلة فقط..

موضحاً أن قانون للإدارة الأهلية من الأهمية بمكان وفي القريب العاجل ستتم إجازته بمرسوم دستوري لتمرير هذا القانون حيث ركز القانون على الاختيار العرفي وأعطى صلاحيات لرجل الإدارة الأهلية لتمكينه من الناحية الاقتصادية، كما سيعالج القانون إشكالية التوسع الأفقي والتي تعتبر من الظواهر غير السليمة وتوحيد خشم البيوت.

 

حماية المجرم..

وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول شمس الدين الكباشي إن زيارة جنوب كردفان والاجتماع برجالات الإدارة الأهلية هي لأمر جلل يتعلق بالأمن وأضاف الكباشي: لدينا إيمان قاطع أن الإدارة الأهلية هي واحدة من مستويات الحكم وإن كان ذلك غير مثبت في الوثائق.

فأنتم أهل الحل والعقد ولديكم مسؤولية تجاه المجتمع والبلد.

وجدد الكباشي دور الإدارة الأهلية سابقاً والآن وكل من أراد معلومة أو نصيحة كان يذهب إلى رجل الإدارة الأهلية فهو بيت الموعظة الكبير.

وأقرّ الكباشي بوجود اختلال وتسييس الإدارة الأهلية منذ وقت سابق وبعد العام 89 الحكاية جاطت واليوم الجماعة شغالين سياسة في الإدارة الأهلية ولن ينصلح حال المجتمع ما لم تنصلح الإدارة الأهلية.

في السابق تمشي تدخل معسكر الدفاع الشعبي تأخد عمدة وتمشي الجهاد تبقى ناظر. موضحاً أن انتشار السلاح موجود في معظم مناطق السودان ولدينا خطة شاملة حول هذا الأمر ويظل الحل الوحيد في أن يكون الجيش واحداً وتنفيذ برنامج الترتيبات الأمنية ودمج قوات الدعم السريع يندمج في الجيش وإزالة كل المظاهر المخالفة للقانون وبواسطة قانون الطوارئ يمكن حل كثير من المشاكل كما نشدد بعدم استثناء أي شخص حول تصديق السلاح.. كما أن التستر على المجرمين من عمد ونظار ومشايخ، ومن يتستر على مجرم لا يصلح أن يكون شيخاً أو عمدة.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب