توقيع رياضي
معاوية الجاك
* رفع عدد المحترفين الأجانب بأندية الدرجة الممتازة إلى (8)، أجانب من بينهم (5) في خانات الكبار و(3) في خانات الشباب، يعني أن منتخبنا الوطني على موعد مع تراجع فني سريع.
* معروف أن ناديي المريخ والهلال يعتبران (الرافد) لتكوين منتخبنا الوطني الأول، والآن في كشف الناديين (9) لاعبين أجانب في كشفيهما عقب تجنيس اثنين للناديين .
* وجود (9) لاعبين أجانب في كشف المريخ والهلال يعني أن فرصة مشاركة اللاعبين الوطنيين ستكون شحيحةً للغاية خاصة لو واصل الناديان الكبيران رحلتهما على مستوى البطولة الأفريقية؛ فلا نستغرب أبداً لو وجدنا عدد المشاركين من اللاعبين الوطنيين لا يتجاوز الثلاثة لاعبين فقط إن لم يقل، خاصة على مستوى الهلال والذي قيد حارساً أجنبياً.
* الجزئية المهمة التي يجب أن ينتبه إليها إداريو المريخ والهلال أن القيمة الفنية الكبيرة في الفريق ترتكز على وجود (عضم تيم) من اللاعبين الوطنيين وليس من الأجانب.
* تأثير وجود اللاعب الوطني أكبر من تأثير وجود اللاعب الأجنبي، وهذا التأثير هو الذي يقود إلى إحداث الإستقرار الفني.
* اللاعبون الأجانب يمكنهم مغادرة كشوفات الفريق في أي لحظة، وهناك عوامل أخرى تسهم في تقليل مردودهم الفني للفريق مثل تراجع مستوياتهم بسبب عدم التأقلم على البيئة والأجواء عموماً، بجانب عدم القدرة على العطاء من ناحية غياب الموهبة، حيث لا يوجد ضمان لنجاح كل الأجانب.
* اللاعب الوطني متعود على البيئة والأجواء العامة في البلاد، وعليه يمكن أن يكون نواة لإحداث التأثير الفني الثابت.
* الجزئية التي يجب الوقوف عندها أن اللاعب الأجنبي مكلف جداً على مستوى الصرف المالي؛ مثل كلفة التعاقد معه وكلفة السكن والحركة داخل البلاد وخارجها، وهذه الكلفة سيتضرر منها الناديان حال ذهبت الإدارة الحالية وأعقبتها أخرى.
* نعود ونقول إن فكرة رفع عدد الأجانب إلى (9) بما فيهم المجنسين فكرة خاطئة بالدرجة الأولى، وتشكل خطراً كبيراً على مستقبل منتخبنا الوطني وستظهر آثارها السالبة قريباً جداً.
* في الهلال مثلاً لا نستبعد أن تشهد تشكيلته مشاركة (9) عناصر أجنبية من خانة المرمى إلى خانة الهجوم، وربما شارك من الوطنيين الغربال ولاعب آخر فقط ولنا أن نتخيل أن توليفة المنتخب الوطني تضم ما لا يقل عن (10) لاعبين يشارك منهم حوالي (6) أو أكثر. ولكن الفترة المقبلة سيجد الجهاز الفني نفسه في موقف حرج في اختيار ذات العدد.
* خانة المرمى في الهلال ستشهد مشاركة الايفواري فوفانا وهذا يعني مباشرةً أن أبو عشرين وأوبجا وكلاهما ضمن توليفة المنتخب سيكونان خارج الخدمة الفترة المقبلة، بسبب عدم المشاركة، وبالتالي لن يكون بمقدور الجهاز الفني اختيارهما، فالجهاز الفني للهلال سيشرك الايفواري بصورة ثابتة.
* ذات ما انطبق على الهلال ينطبق على المريخ باستثناء خانة المرمى والتي سيحتكرها حراس المريخ على مستوى تشكيلة مباريات المنتخب مثل محمد المصطفى وربما أحمد بيتر أو جرس كافي أو منجد حال شاركوا في مرات متباعدة.
* عليه نرى أن استمرار المريخ والهلال في البطولة الأفريقية لن تكون في مصلحة المنتخب الوطني الفترة المقبلة، كما كانت في السايق، في ظل وجود (9) عناصر أجنبية، وهذه تحدث لأول مرة أن يكون خروج المريخ والهلال من البطولة الأفريقية في مصلحة المنتخب؛ لأنه على مستوى الدوري المحلي يتوقع مشاركة ثلاثة عناصر أجنبية فقط كما كان في السابق، وبالتالي سيجد اللاعبون الوطنيون فرصة المشاركة.
* الجهاز الفني للمنتخب الوطني سيجد نفسه مضطراً للبحث عن لاعبين من خارج منظومة المريخ والهلال لسد الفراغ الفني الذي سيحدثه المحترفون الأجانب.
* في السابق كان المريخ والهلال هما الركيزة الأساسية لمنتخبنا الوطني من واقع خبرات اللاعبين الكبيرة على خلفية مشاركتهما المستمرة في التنافس الخارجي، ولكن اليوم سيفتقد اللاعبون لهذه الخاصية المهمة، وبالتالي سيعتمد المنتخب على لاعبي الأندية الأخرى والذين لا تتعدى مشاركاتهم حدود بطولة الدوري الممتاز المتهالكة والهزيلة والضعيفة. وبالتالي سيتسرب هذا الضعف إلى منتخبنا الوطني للأسف.
* خلاصة حديثنا نقول إن فكرة رفع عدد الأجانب إلى (9) فكرة غير مدروسة، وفيها تدمير لمنتخبنا الوطني ويبدو أن الاتحاد السوداني لكرة القدم نفذ هذه الفكرة دون دراية ومعرفة ومراجعة لمآلاتها الخطيرة على مستقبل صقور الجديان .