دبلوماسية واشنطن••••غياب بأمر الإهمال

ترجمة: إنصاف العوض
قال موقع (تى ار تى) الأمريكى فى تحليل بعنوان (أزمة الموظفين..كيف تضعف وزارة الخارجية دبلوماسية الولايات المتحدة) قال: تواجه الإدارة المهمة بالكامل نقصًا في الموظفين يؤثر على جودة سياستها الخارجية، وخاصة في إفريقيا. حيث أفادت وزارة الخارجية بوجود بقع ضعف فى أماكن ذات الأهمية الاستراتيجية للقوى الكبرى، يمكن أن تستغلها الصين وروسيا فى سباقهما للسيطرة على القارة السمراء.
فراغ دبلوماسي
وقالت وزارة الخارجية في واشنطن إنه وعلى مدار السنوات القليلة الماضية أدى نقص القوى العاملة الحاد في السفارات الأمريكية، في العديد من الدول الأفريقية، إلى إضعاف السياسة الخارجية لواشنطن على مدار السنوات القليلة الماضية، مما أبرز وجود بقعة أمريكية ضعيفة يمكن أن تستغلها روسيا والصين في أماكن ذات الأهمية الاستراتيجية التى تستهدفها القوى الدولية العظمى.
ووفقاً للموقع توضح وثائق القسم الداخلي أن السفارة الأمريكية في السودان فارغة بشكل مزمن. وأن حوالي نصف وظائف السفارة في النيجر كانت شاغرة في الأشهر الأخيرة. كما أن البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بوركينا فاسو تعمل بحوالى 30،% من قدرة طاقمها و 20% فى مالي.
ويضيف.. من الواضح أن مسؤولي إدارة بايدن يجادلون بأن هذه الأرقام توضح الوضع الحالي، في حين أن مستويات التوظيف تتغير باستمرار. بالإضافة إلى ذلك ، أكد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية أنهم يعملون بنشاط على ملء الفجوات في السفارات الأمريكية في إفريقيا، ومحاولة تقديم حوافز مالية أكثر جاذبية لأولئك الذين يسافرون إلى القارة، وخاصة للبلدان تعيش أوضاعاً أمنية متقلبة.
غضب تشريعي
ويرى الموقع أن النقص المستمر والحاد للعاملين في إفريقيا قد لفت انتباه الكابيتول هيل بالفعل. مشيراً إلى أن السانتور الجمهوري جيم ريتش، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لفت إلى أن الاحتياجات والمتطلبات العالمية للخدمة الخارجية الأمريكية هائلة. ونقل عن المشرع قوله إن الوضع المروع للموارد البشرية وحالة القوى العاملة توضح أن إفريقيا هي مسألة لاحقة وليست أولوية عالمية. وتشير هذه التقييمات إلى أن هذا يفتح نافذة فرصة لروسيا والصين في القارة.
ويشعر الكونغرس الأمريكي بالغضب بشكل خاص من حقيقة أن السلطة التنفيذية قد استثمرت في قطاع الأمن لبعض اللاعبين الأفارقة على مر السنين، ولكن حتى الآن لا يمكنهم العثور على شخصيات للانخراط في الدبلوماسية.
ويقول السناتور الديمقراطي بوب مينينديز هذا يخلق عقبات أمام قدرتنا على الحفاظ على توازن بين البرامج الأمنية والبرامج التي تتناول الأسباب الجذرية للتطرف وعدم الاستقرار العام.
هروب الكفاءات
ووفقاً لخبراء فى الشأن الدبلوماسي؛ فإن هناك مشكلة أخرى تواجه الدبلوماسية الأمريكية فى إفريقيا تتمثل فى تدفق الموظفين منخفضي المهارات بسبب افتقار البيئة بالنسبة للدبلوماسيين، ويشير جوزيف سيجل ، مدير الأبحاث في مركز الدراسات الاستراتيجية في مركز الدفاع الوطني في واشنطن العاصمة، إلى أن الوضع ينتج عنه وجود أشخاص على الأرض لا يفهمون بالضرورة ديناميات الوضع أو الذين يتجاهلون الشبكات والاتصالات والعلاقات الراسخة التي تتيح القيام بهذه المهمة بشكل أكثر فعالية.
وفقًا للمسؤولين الدبلوماسيين الحاليين والمتقاعدين، فإن أحد العوامل في أزمة التوظيف هو الهيكل الحالي للحوافز، والذي لا يسمح بتجديد فيلق الدبلوماسي. في بعض المناصب كما لا يُسمح للعائلات والأزواج بمرافقة الدبلوماسيين لأسباب أمنية. وفي بعض المواقع ، قد يجد أفراد الأسرة صعوبة في العثور على وظائف أو على مدرسة عادية لأطفالهم.
ويقول الخبراء إن هذا يؤثر جزئياً على قرار محترف متوسط المستوى مؤهل تأهيلاً عالياً للتنافس على المناصب على مستوى أقل بشكل ملحوظ، على سبيل المثال، في السفارات الأمريكية في جنوب إفريقيا، بدلاً من التقدم بطلب للحصول على وظيفة أعلى في مالي أو السودان.
تسهيلات وحوافز
وتعترف مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي فيى، بأن مشاكل التوظيف تؤثر على جودة السياسة الخارجية. وتقول.. سنكون أكثر نفوذاً وفعالية إذا كان لدينا المزيد من الموارد البشرية، ومع ذلك ، أظهرت فيى؛ الثقة فى مقدرة بلادها على معالجة المشكلة، وقالت : تغلبت وزارة الخارجية على نوع مماثل من المشكلة مع وجودها الدبلوماسي في العراق وأفغانستان. ومع ذلك، كان عليها بعد ذلك أن تقدم رواتب دبلوماسيين أعلى وشروط وظيفة أقل، لافتة إلى أن السفارات الأمريكية في بعض البلدان الأفريقية ليس لديها هذا النظام، ووفقاً للموقع تحاول المؤسسة الديمقراطية الأمريكية إلقاء مسؤولية الأزمة الدبلوماسية على إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وقالت: في عامه الأول في منصبه؛ فقدت وزارة الخارجية حوالي 60 في المائة من السفراء المخضرمين، كما أشار تقرير خاص إلى مجلس الشيوخ. أنه وبالإضافة إلى ذلك، خلال السنوات الثلاث من إدارة الرئيس الجمهوري، كان حوالي عشر وظائف لمساعدين أو نواب وزراء خارجية إما شاغرة أو مُنحت للقائمين بالأعمال.

تعزيز ذاتىي

لكن مشكلة نقص الموظفين تسبق الإدارة الجمهورية، كما تقول إليزابيث شاكلفورد ، وهي زميلة أقدم في مجلس شيكاغو للشؤون العالمية ودبلوماسي سابق. تقول إنه في عام 2013 في جنوب السودان، كان عليها أن تشغل عدة مواقع في وقت واحد لأن رؤساءها لم يتمكنوا من ملء الفراغ، وتضيف.. كنت القسم القنصلي بأكمله، ونصف القسم السياسي من السفارة في بلد مزقته الحرب، وترى اليزا بيث نقص الموظفين في السفارات الأمريكية في إفريقيا على أنه مشكلة تعزيز ذاتي.
وتضبف بشكل ملحوظ لم يتم عكس الاتجاه منذ أن تولى جو بايدن منصبه في عام 2021. وذلك أن أكثر من 30 في المائة من الموظفين الدبلوماسيين الأمريكين استشهدوا بمواقف مثل مواعيد غير شفافة، والتقدم المهني البطيء وغياب كبار المسؤولين، الأمر الذي دفعهم إلى المغادرة.
ويشير مايكل مازار، كبير محللي السياسات في الولايات المتحدة، إلى أن أزمة التوظيف في وزارة الخارجية تعود إلى المخاطرة التي تم التقليل من شأنها على حكومة الولايات المتحدة. لافتاً إلى أن سنوات من نقص التمويل، والاعتماد على الموظفين، و السفارات الشبيهة بالقلعة خارج المراكز الحضرية، علاوة المشاكل الثقافية والإدارية
تعقيدات إدارية
ووفقاً له، فإن الوضع ليس بالأمر الجديد: في عام 2001 ، وعد وزير الخارجية السابق كولن باول بإصلاحات وزارة الخارجية الرئيسية، لأن السلطة داخل الوزارة كانت مبهمة للغاية، وكان من الصعب العثور على الأشخاص المسؤولين، ويحتاج اتخاذ القرارات لفترة طويلة. لكن القليل قد تغير منذ ذلك الحين.
ويضيف.. وزارة الخارجية هي موطن لآلاف المهنيين المتفانين للغاية. ولكن هناك الكثير من الأدلة على أن البيروقراطية المتراكمة والعمليات والعادات هي عقبة أمام فعاليتها كما هو الحال في العديد من المؤسسات الكبيرة هذه الأيام، كما أن جهود إدارة بايدن لإعادة بريق الخدمة الخارجية تبدو غير مكتملة للغاية وبعيدة عن جدول أعمال حقيقي للتغيير. وتحتاج الوزارة إلى المزيد من الإصلاحات المنهجية.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب