أزمة الشرق.. ورش الإطاري بين التجميد والمنبر الجديد

أزمة الشرق.. ورش الإطاري بين التجميد والمنبر الجديد

أسامة سعيد: الورش لمناقشة قضايا حقيقية بعيداً عن الكراهية

أحمد موسى: ورش الشرق نظريات سياسية لا يمكن تنفيذها

أحمد عابدين: المطلوب خلق مقاربة بين الأطراف

صالح حسب الله: ضرورة إقامة منبر جديد للشرق

تقرير: الخواض عبدالفضيل

انطلقت أمس بالعاصمة الخرطوم أعمال مؤتمر الأوضاع بشرق السودان، ضمن قضايا المرحلة النهائية للعملية السياسية الجارية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد.

وكشف قيادي بارز من شرق السودان، عن مشاركة رافضين لمسار الشرق المضمن باتفاق السلام (جوبا 2020)، في أعمال مؤتمر قضايا أهل الإقليم، في وقتٍ أعلن المجلس الأعلى للبجا والعموديات المستقلة اعتذاره رسمياً عن المشاركة في أعمال المؤتمر.

 

 

قضايا التهميش

وقال رئيس مؤتمر البجا المعارض المتحدث الرسمي باسم الجبهة الثورية أسامة سعيد في مقابلة مع (سودان تربيون) إن دعوات المشاركة التي أرسلتها الآلية الثلاثية لم تستثنِ أحداً من أصحاب المصلحة الحقيقيين، والقوى والأحزاب السياسية والمجتمعية، والطرق الصوفية، من الموقعين وغير الموقعين على الاتفاق الإطاري، والرافضين والمؤيدين لمسار الشرق.

وتابع سعيد الذي يعد من أبرز القادة الموقعين على اتفاق مسار شرق السودان: “لأول مرة يجتمع أهل الشرق لمناقشة قضايا التهميش السياسي والاجتماعي والثقافي وكيفية استدامة الأمن”.

وأوضح أنَّ الملتقى يناقش تحديد الوضع الإداري للإقليم والمكاسب التي حققها اتفاق جوبا للسلام.

وقال إن المشاركين بصدد مناقشة القضايا الحقيقية بعيداً عن خطاب الكراهية والشعبوية، وفي جو بعيداً عن الاستقطاب الإثني والقبلي.

وأكد تطلعهم لمشاركة الجميع من أصحاب المصلحة الحقيقيين، “إلَّا من أبى” على حد تعبيره.

ونبه إلى أن المؤتمر منح نسبة 60% لغير الموقعين على الإطاري ليكونوا جزءاً من النقاشات علاوة على ضمان مشاركة النساء في الإقليم بنسبة لا تقل عن 40% .

وبموازاة ذلك أعلن المجلس الأعلى للبجا والعموديات المستقلة، اعتذاره عن المشاركة في المؤتمر، إثر تلقيه دعوة من البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس).

وأرجع المجلس في بيان قراره لما أسماه الحاجة لقرارات من الأطراف التي طرحت مبادرة الاتفاق الإطاري أو أي مبادرات أخرى، على أن تتضمن إلغاء مسار الشرق في اتفاق جوبا، وإعلان منبر تفاوضي لا يستثني أحداً، وإعطاء ضمانات دولية بشأن تنفيذ الاتفاق، علاوة على تنفيذ المصالحات القبلية (القلد).

وأبان البيان رفض قادة المجلس اتخاذ قضية الشرق مطية لأطراف الصراع في المركز.

في السياق رفض سعيد الاتهامات الموجهة للمجموعات المشاركة في المؤتمر بعدم امتلاك التأثير السياسي والاجتماعي في المنطقة.

ورأى أن معظم المشاركين من أصحاب المصلحة الحقيقية، مضيفاً أن قادة التغيير في الإقليم سيكونوا جزءاً من العملية السياسية الجارية الآن.

واستبعد الأحاديث عن إمكانية اندلاع حرب أو نزاعات في الإقليم، بسبب حالة الانقسام حول المشاركين في الملتقى.

ابتزاز سياسي

ومن جهته قال رئيس حزب الحركة الوطنية بشرق السودان صالح حسب الله لـ(اليوم التالي) إن مسار الشرق من ضمن اتفاقية جوبا للسلام ومن المفترض أن ينظر إليه ضمن مجمل بنود الاتفاق وهذا لا يمنع من مراجعة الاتفاقية ككل لمعرفة الخلل الذي صاحبها ولكن إذا نظرنا نظرة متجردة لقيادة مسار الشرق فإنهم ليس لهم برنامج سياسي واضح ما أدى إلى انفضاض مناصريهم من حولهم.

وشدد على ضرورة إقامة منبر لأهل الشرق حتى لا تضيع حقوق أهل الشرق بين صراعات المركز وما لم تتفق مكونات الشرق الاجتماعية والسياسية سيكونوا عرضة للابتزاز السياسي وتضيع حقوقهم وسينعكس ذلك على استقرار الشرق والسودان عامة.

أطراف الأزمة

وقال القانوني ومستشار المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة أحمد موسى لـ(اليوم التالي) إن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان شكل لجنة برئاسة نائبه لحل أزمة شرق السودان وقدمت عدة مقترحات وقع عليها مؤيدو ومعارضو مسار شرق السودان وكان من ضمن المقترحات تعطيل مسار الشرق حتى يتوافق أطراف الأزمة وتابع: التقت بعض القوى المؤيدة للمسار مع المعارضة داخل قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني بعد نقاشات تم اعتماد أربع نقاط من ضمنها تعطيل مسار شرق السودان وتكوين منبر منفصل لشرق السودان تناقش فيه كل قضايا شرق السودان بمشاركة كل الفاعلين وعلى المستوى القومي وزاد: بنفس القدر تمت مشاركة المجلس الأعلى لنظارات البجا والجبهة الشعبية المتحدة وكانوا جزءاً من ورش القاهرة تم اعتماد نفس النص باعتماد منبر منفصل لشرق السودان سيشمل المنبر اتفاقية أسمرا ومنبر اتفاقية جوبا ومخرجات مؤتمر سنكات وشنبوب وتلكوك، وبعض الأوراق السياسية الأخرى المرتبطة بحل الأزمة والتي تعتبر أوراقاً قابلة للتداول داخل المنبر المنفصل وأردف أن المنبر سيكون برعاية دولية ودول شقيقة.

وأضاف أن المجلس المركزي في ما يخص شرق السودان حتى الآن لا يوجد لديهم رأي واضح من حيث ما تم الوصول اليه بالقبول أو الرفض، لكن بشكل عام المجلس المركزي ذاهب في اتجاه أي معالجة لشرق السودان مقبولة من كل الأطراف لا تضر بالعملية الكلية ليس لديهم اعتراض عليها وشدد موسى على أن ورش الإطاري المخصصة لشرق السودان من قبل الحرية والتغيير أو أي جهة أخرى أصدر المجلس الأعلى للبجا والجبهة الشعبية المتحدة بياناً في حالة انعقاد هذه الورش دون الفاعلين الاساسيين فإن المجلس سيسعى إلى التصعيد المدني حتى يمكن أن يؤدي الى إغلاق شرق السودان ومضى الى أن ورش الإطاري دعت مجموعات لا نقول لا تمثل أهل الشرق، لكن تجاهل مجموعات أخرى وهذا ما انطبق في اتفاقية جوبا التي تجاهلت فاعلين أساسيين مجلس مظارات البجا بشقيه والجبهة الشعبية المتحدة وقوى سياسية أخرى وقال: ما سيسفر من ورش الإطاري الخاصة بشرق السودان سيكون عبارة عن نظريات أدبيات سياسية لا يمكن تنفيذها في الشرق وستذهب ما ذهب إليه مسار شرق السودان في اتفاقية جوبا والأفضل والأصلح للقضية بكلياتها والدولة تقوم هذه الورش ضمن التوافق السياسي والمجتمعي في الإقليم والسودان حتى نتجنب ما يمكن أن تحدثه هذه الورش من إعادة الأزمة في الإقليم بعد أن نعم الإقليم بالأمن، ونفى أحمد موسى مشاركتهم في ورش الاتفاق الإطاري وقال لا تعنيهم خاصة الورش لا تخالف ما ذهبت إليه القوى الإقليمية من حالة عدم التوافق السياسي المشهودة حتى الآن تجاهلت قوى المجلس المركزي هذا التوافق والقوى السياسية والمجتمعية الكبيرة في الإقليم لمصلحة إنتاج ورش لا تسمن ولا تغني من جوع.

موقف واضح

وبدوره قال الأمين السياسي للمجلس الأعلى للبجا والناطق الرسمي باسم تنسيقية شرق السودان سيد أبو آمنة في بيان لنكون واضحين ومسؤولين تجاه شعبنا وقضايانا بحكم تفويض شعبنا لنا، تحالفنا هو مجلسنا وتنسيقيته، وما نؤمن به من قضايا هو قرارات مؤتمرنا المصيري في سنكات، ولسنا تبعاً لأي إرادة سوى إرادة شعبنا ولا نبحث عن شرعية أكبر من تفويض شعبنا للمجلس .

وتابع: المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة موقفه واضح وضوح قضية المجلس القائمة على حق البجا ممثلاً في إلغاء ما سمي باتفاقية مسار الشرق ومنح إقليمنا ممثلاً في مجلس البجا منبراً تفاوضياً خاصاً.

وأن المجلس ليس جزء من الاتفاق الإطاري بحكم تصميم الإطاري نفسه، وبحكم عدم تبنيه لقضايا الإقليم، ولن نكون جزءاً من الورش الخاصة بالاتفاق والمؤدية إليه.

وزاد: المجلس قدم رؤيته ممثلة في النقاط الأربع لقوى الحرية والتغيير المركزي والآلية الثلاثية، وهي إلغاء المسار، والمنبر التفاوضي، والرعاية الدولية، وتنفيذ القلد وعقد المصالحات، وإذا نجحت تلك القوى والآلية الثلاثية في ضم النقاط للإطاري بموافقة الشق العسكري في الإطاري، عندها سنؤيده فقط، وننتظر أن تعلن حكومته تلك النقاط الأربع – لأنه بحكم تصميم الإطاري، لذلك لن يشارك مجلس البجا في أي ورشة تخص الإطاري، ولم يوقع مجلس البجا في الورشة المصرية التي أعلن موقفه منها، ولم يحضرها أي من مكونات المجلس، ولا يمكن لأي قوى أو حزب أو كيان مؤسس للمجلس أن يشارك فيما يخالف قضية المجلس وقراراته، وتوقيع شخص من خارج المجلس باسم تنسيقية الشرق لا يعنينا في شيء ولا يمثل إرادة الإقليم ولا تنسيقية شرق السودان أو باسم أي فصيل ما لم يعلن ذلك رسمياً من الكيان الموقع، وسيكون توقيعه مثل توقيع الفرد المتسلق خالد شاويش نيابة عن شعب لا ينتمي اليه وإقليم لا ينتمي إليه وعن قضية أجنبية بالنسبة إليه.

مقاربة أطراف

ويقول الباحث والمحلل أحمد عابدين في حديثه لـ(اليوم التالي) إن إلغاء مسار الشرق يعني صناعة أزمة جديدة ولو أن مسار الشرق غير مقنع كباقي المسارات فهي نتاج مشوه لاتفاق جوبا، ولكن المناوئين لمسار الشرق كتلة ضخمة وكسبت أرضاً وصنعت تحالفات سياسية مؤثرة وامتدت للخارج وأقاموا تحالفات بتنظيمات وجماعات اجتماعية وسياسية، لذا من الصعب تجاهل مطالبهم، فقد رأينا تأثيرهم قبل وبعد قرارات ٢٥ أكتوبر، وتابع: المطلوب الآن خلق مقاربة بين الأطراف وإبعاد الطرفين عن حالات الاستقطابات وتحويلها لقضية وطنية شاملة تحتاج لكل أهل السودان، فالشرق منطقة استراتيجية وفيها أطماع ضخمة وأي قرار دون رضا الأطراف كلها سيكون بمثابة أزمة جديدة وتتطور وزاد: قضية الشرق ليست ككل القضايا الأخرى، فهنالك جهات تسعى لتأزيمها ودول تتحين الفرصة لبتر الشرق من السودان، فالتداخل القبلي مع دول الجوار أخطر ما يكون، لذا على القائمين على الأمر إبعاد أزمة الشرق عن أسلوب المحاكاة مع باقي الأزمات.

 

جمود مواقف

وأكدت الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة ضرورة إشراك الجميع في ملف شرق السودان وقالت الجبهة في تعميم صحفي إن ملف شرق السودان يقتضي مراعاة المصلحة الوطنية الكلية للسودان وأهل الشرق.

وأرجعت الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة رفضها للاتفاق الإطاري إلى منهجيته القاصرة والثانوية لقضية الشرق وفقاً لتعبير تعميمها الصحفي.

وأوضحت الجبهة الشعبية أن الاتفاق الإطاري تبنى قضية الشرق على الرغم من غياب الأطراف الرئيسية والفاعلة.

وأبانت موقفها بأنه فتح آفاق الحوار ولمّ شمل الخلاف السياسي والاجتماعي وأضافت الجبهة أن خيارات التوافق التي بدأوها في الخرطوم بمبادرة تحالف منظمات المجتمع المدني الذي أشارت إلى استمراره وتتويجه في القاهرة بنداء شرق السودان حول قضية الشرق قالت إن ذلك يمثل “منتجاً مقنعاً”، مستدركةً أن “الحوار الذاتي بين أبناء الإقليم يمكن أن يقود إلى اتفاق وحل نهائي أكثر من أي حوارات تكتنفها الأجندة الداخلية والخارجية وفقاً لتعبير التعميم.

ودعت الجبهة كل مكونات الشرق إلى الإسهام بالحذف والإضافة وتقديم الرؤى لتحريك ما وصفته بجمود المواقف إلى متسع الحوار الذي لا يستثني أحداً، وأكدت التزامها بالتواثق من أجل طي الخلاف والوصول إلى توافق شامل في الإقليم.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب