خندق واحد

في تقديري
ابوعبيدة عبد الله

أصبحت كارثة السيول والأمطار التي تجتاح أجزاء واسعة من السودان أمراً مستديماً كل عام، في المناطق النيلية وغيرها كما حدث في جنوب دارفور بانهيار سد أم دافوق الأمر الذي أغرق المنطقة التي كان سكانها ينعمون بالاستقرار وجدوا أنفسهم أن بيوتهم تعوم في بركة مياه وممتلكاتهم تسبح بجانبهم.
رغم ذلك فقد كشفت هذه الكارثة وتكشف كل عام نخوة الشعب السوداني في (الحارة).. شاهدنا في مناطق بربر والمناقل كل الشباب في صف واحد دون تمييز سياسي أو قبلي.. منهم اليساريون واليمينيون يمسكون أيدي بعض ويحاولون صد المياه بجوالات الخيش، ويغيثون الملهوف، مشهد يحتاجه الساسة في بلادي الذين يتصارعون في مغانم الثروة والسلطة، درس مفاده ضرورة الاتفاق على برنامج حد أدنى يلتف حوله كل الناس.. نعم ليس هناك اتفاق كامل وشامل يبصم عليه كل الناس أو السياسيين ولكن الحد الأدنى مطلوب.
تمنيت أن تكون هناك جهود مشتركة بين قوى الحرية والتغيير والحزب الشيوعي وكل أحزاب اليمين واليسار والاستفادة من إمكانيات الجيش البشرية والياته وإنشاء غرفة مشتركة لإدارة أزمة السيول والأمطار، هنا يجب أن تسقط كل الشعارات التي يرفعها السياسيون، وأن يكون الشعار الوحيد هو (كلنا في خندق واحد).
الجيش الذي تقدم ودفع بالآليات الجوية والبرية، بل والبحرية لإنقاذ أهل قرى الجزيرة لم يركن للشعارات التي نالت منه، وزجته، فالمؤسسة العسكرية لا ترتبط بأشخاص، لأنهم زائلون، أما الجسم والكيان فهو باق.
كذلك لم يخب ظن السودانيين في دعم رجال الأعمال لاحتواء آثار السيول بعد أن التقوا برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في لقاء مشهود وتعهدوا بأن يكونوا في مقدمة من يقدم الدعم والإيواء، بالتأكيد الجهود حينما تكون موحدة ومجتمعة يكون أثرها أكبر، فلذا حرص البرهان على تجميع جهود رجال الأعمال لتحقيق أعلى استفادة ممكنة.
الأمر الآخر جهود الدول الصديقة والمنظمات والذين أبرقوا أو هاتفوا رئيس مجلس السيادة معبرين عن مواساتهم ودعمهم لمتضرري السيول والأمطار، وأتبعوا القول بالفعل كدول قطر والسعودية والإمارات ومصر والكويت وغيرها.
ما يجب التأكيد عليه هو لابد أن نضع أيدينا فوق بعض لتجاوز أي محنة أياً كانت، فلنجعل من كارثة السيول والأمطار قصة ملهمة، لحلحلة أزمات البلاد السياسية والأمنية والاقتصادية، وأن نجعل قواتنا المسلحة المنصة التي يجب أن ننطلق منها دون أي تنمر أو تخوين.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب