البرهان في الإمارات.. ما وراء الزيارة؟

البرهان في الإمارات.. ما وراء الزيارة؟

أمين إسماعيل: زيارة أبوظبي لمناقشة أربعة ملفات مهمة

عبدالقادر محمود: الزيارة لتحقيق الاستقرار ونجاح العملية السياسية

فتحي الفضل: زيارة الإمارات للتنصل عن تنفيذ التسوية السياسية الجارية

الخرطوم: محجوب عيسى

في الوقت الذي بدأ فيه العد التنازلي لإنهاء الأزمة في البلاد والكشف عن اقتراب موعد توقيع الإعلان السياسي الجديد بين القوى الموقعة وغير الموقعة، جاءت زيارة البرهان إلى أبوظبي عقب زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي والمبعوثين الدوليين، بجانب وزير الخارجية الروسي، للخرطوم، وبحسب مراقبين أن الزيارة لمناقشة أربعة ملفات مهمة تتمثل في العملية السياسية الجارية في البلاد، وملف التطبيع وميناء أبو عمامة علاوة على ملف المركز اللوجستي الروسي.

ملفات مهمة

يقول خبير العلاقات الدولية، بمركز الدراسات الدولية، د. أمين إسماعيل مجذوب، لـ(اليوم التالي) إن زيارة رئيس المجلس السيادي إلى الإمارات، للتشاور في ملفات مهمة بين البلدين تأتي في إطار التعقيدات التي حدثت مؤخرا، ووصول مبعوثين دوليين من 6 دول أوروبية بالإضافة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي ووزير الخارجية الروسي.

وقد زار ستة مبعوثين غربيين البلاد (5 أوروبيين وأمريكي) بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للخرطوم، لدعم العملية السياسية في السودان.

وأوضح إسماعيل أن دولة الإمارات المتحدة جزء من الآلية الرباعية التي قدمت المبادرة التي تسير الآن بين قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي والمكون العسكري، لذلك هذه الأشياء تؤثر على الانتقال والتسوية السياسية التي تسير الآن لن ملف يهم الطرفين.

ولفت إلى وجود ملف ثانٍ يتمثل في توقيع السودان على الاتفاقية الإبراهيمية لا سيما وأن الإمارات وقعت الاتفاقية الإبراهيمية ولديها علاقات دبلوماسية مباشرة مع إسرائيل وربما تتمم مشاورات حول ماذا يفعل السودان في الخطوة القادمة وهو ملف كبير وفق تعبيره، وأعتقد أن إسرائيل تحاول الدخول الناعم إلى الدول العربية والأفريقية عبر الإمارات.

وأشار د. أمين إلى ملف ثالث وصفه بالمهم في إطار التشاور بين البلدين، وهو ميناء أبو عمامة الذي صدر قرار سيادي بإقامة الميناء لصالح الإمارات، وأضاف أنه ملف يواجهة بعض التعقيدات أبرزها احتجاج أصحاب المصلحة ما بين الولائي والاتحادي، فضلاً عن اتفاق بين دول شاطئ البحر أن خدمات الموانئ والسفن وعدم وجود استثمارات تمس مصالح الدول الأخرى اقتصادياً أو أمنياً.

ويقول إن الملف الرابع الذي يمكن مناقشته خلال الزيارة، ملف ما يعرف بالمركز اللوجستي الخاص بروسيا الذي تؤكد إكمال الالتزامات وفي انتظار خطوة من الجانب السوداني.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال زيارته السودان، أن موسكو والخرطوم في طور التصديق على إنشاء مركز دعم مادي للبحرية الروسية في البحر الأحمر.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صادق في ١٦ من نوفمبر ٢٠٢٠ على إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان قادرة على استيعاب سفن تعمل بالطاقة النووية، قبل أن يعلن مسؤولون بالحكومة تجميد الاتفاقية.

 

دعم تسوية

ولم يذهب بعيداً المحلل السياسي عبدالقادر محمود، ويقول إن الزيارة تأتي في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها السودان والمساعي والجهود الإقليمية والدولية لمعالجة الأزمة السياسية وإيجاد مخرج، باعتبار أن دولة الإمارات العربية المتحدة جزء من الحراك الإقليمي الذي يسعى إلى دعم العملية السياسية الجارية.

واعتقد محمود في إفادة لـ(اليوم التالي) أن الإمارات تستطيع لعب دور محوري في الضغط على المكون العسكري لقبول الصيغة التفاهمية الجديدة التي ستتمخض عن رؤية الاتفاق الإطاري ورؤية الكتلة الديمقراطية، مشيراً إلى مساعٍ وزيارات وصفها بالمكوكية قامت بها قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي إلى عدد من البلدان العربية والإقليمية لحث تلك الدول إلى دعم ومساندة الجهود المحلية والدولية للوصول إلى التوافق السياسي وتكملة التسوية وفقاً لرؤية الاتفاق الإطاري.

وقال إن قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي تتمتع بعلاقات ممتازة مع دولة الإمارات العربية المتحدة قبل وبعد الثورة خاصة فيما يتعلق بمسألة التسوية والمصالحة مع المكون العسكري، ومن ذلك يمكن أيضاً فهم زيارة البرهان من منطلق تكملة الجهود المبذولة في سبيل تحقيق الاستقرار السياسي ونجاح العملية السياسية الجارية.

وأضاف بجانب بحث الزيارة للعلاقات الثنائية بين البلدين ستتطرق إلى قضايا الانتقال وأسباب تأخر وصول العملية السياسية إلى مراميها التي خطط لها بواسطة الرباعية الدولية ودولة الإمارات العربية المتحدة جزء من تلك الرباعية.

وأكد نجاح الزيارة بكل المقاييس فيما يتعلق بتعجيل العملية السياسية وصولاً إلى حكومة انتقالية توافقية لاستكمال البناء المدني للدولة.

 

ضغط دولي

واتفق الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي فتحي الفضل مع الآراء السابقة وقال إن الملف الأساسي لزيارة البرهان إلى دولة الإمارات وجودها في البحر الأحمر، بعد موافقة المجلس السيادي منح روسيا قاعدة عسكرية في السودان، ما يتناقض مع مصالحها والإمارات اتفاقياتها السابقة مع السلطة الانقلابية حول وجودها في شواطئ السودان.

ووفق الفضل أن الوضع في السودان وصل إلى مراحل حرجة في ظل ضغط دولي وآخر من دول الجوار مثل مصر وبعض الدول العربية.

وأشار إلى وجود تناقضات بين القوى السياسية وأن البرهان يلعب عليها، وأضاف: لا أستبعد أن تكون زيارة البرهان للإمارات أن تقع في هذا الإطار، التنصل عن المواقف تجاه تنفيذ التسوية السياسية.

 

زيارة رسمية

وفي زيارة رسمية وصل رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، يرافقه وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق.

ومن المقرر أن يعقد البرهان خلال الزيارة جلسة مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تتناول مسيرة العلاقات الثنائية وأوجه التعاون المشترك بين الخرطوم وأبوظبي، وسبل تطويرها وترقيتها بما يخدم المصالح المشتركة لشعبي البلدين، إلى جانب بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

زيارات سابقة

وفي زيارة سابقة لوزارة الخارجية الإسرائيلي تناولت سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في عدة مجالات لا سيما الأمنية والعسكرية، قدمها وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين مسودة اتفاق سلام مع السودان سيوقع خلال هذا العام بعد تشكيل الحكومة المدنية هناك، وذلك بعد لقائه رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان.

عقب ذلك وصل ستة مبعوثين غربيين إلى البلاد (5 أوروبيين وأمريكي)، ويتضمن الوفد الغربي، الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في القرن الأفريقي أنيت ويبر والمبعوث الخاص للمملكة المتحدة للسودان وجنوب السودان روبرت فيرويذر، بالإضافة إلى المبعوث الفرنسي الخاص للقرن الأفريقي فريديريك كلافيه والمبعوث النرويجي الخاص للسودان وجنوب السودان أنطون جونسون ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق أفريقيا والسودان وجنوب السودان بيتر لورد ورئيس شعبة القرن الأفريقي في الخارجية الألماني تورستن هوتر.

وقال فيرويذر، في تغريدة على حسابه في «تويتر»، إن زيارتهم للخرطوم جاءت للتأكيد على أنهم متحدون وراء الاتفاق الإطاري، مشيراً إلى أنهم سيبحثون الجهود الجارية لتوسيع المشاركة في العملية السياسية وتأمين الوصول إلى اتفاق نهائي سريعاً لتشكيل حكومة بقيادة مدنية.

وحسب المتحدث باسم العملية السياسية خالد عمر التقى رؤساء وممثلو الأطراف المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، مع المبعوثين الغربيين، حيث ناقش الاجتماع التقدم في العملية السياسية، واستئناف برامج التعاون الاقتصادي، عقب تشكيل الحكومة المدنية، والتي تم تعليقها بسبب انقلاب 25 أكتوبر 2021.

وأشار، خلال مؤتمر صحافي، إلى أن المبعوثين أكدوا «إدراكهم للتحديات التي تواجه العملية السياسية في السودان واستعدادهم لمساعدة جميع الأطراف للوصول إلى حل سياسي».

وتوقع أن يكون للزيارة أثر إيجابي على مجمل العملية السياسية الجارية في البلاد»، مشيراً أن «إدراك الأطراف الدولية الداعمة للاتفاق الإطاري، هو الأكثر شمولاً، وأن أطرافه بذلت جهوداً حقيقية لتوسيع قاعدة المشاركة وأن هناك، المزيد من الجهد يجب أن يبذل في الصدد.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب