ورش تقييم وتقويم اتفاقية جوبا … الدرس المستفاد

ورش تقييم وتقويم اتفاقية جوبا … الدرس المستفاد

محمد زكريا: ورش جوبا لبحث الأسباب وإيجاد الحلول

الفاتح محجوب: تقييم اتفاقية جوبا يعتمد على قبول مسارات الشرق والوسط والشمال

توت قلواك: الورشة تسعى لوضع جداول المصفوفة الزمنية وتفعيل آليات المتابعة

تقرير: الخواض عبدالفضيل

تشهد هذه الأيام عاصمة دولة جنوب السودان جوبا انعقاد ورش تقييم وتقويم اتفاق جوبا لسلام السودان وأن دولة جنوب السودان الوسيط والراعية لسلام السودان حيث شهدت الفترة الماضية تجاذبات كبيرة حول تقويم وتقييم الاتفاقية خاصة من مركزية الحرية والتغيير والقوى الموقعة على الاتفاق الإطاري التي أقامت ورشة بقاعة الصداقة بالخرطوم لتقييم وتقويم اتفاقية السلام والتي وجدت مقاطعة كبيرة من عدد كبير من الحركات الموقعة خاصة حركتي العدل والمساواة وجيش تحرير السودان معتبرين أن ما تم في قاعة الصداقة لا يعنيهم بشيء، وإنما هناك نص في الاتفاقية يشير الى أن تقييم وتقويم يتم بين الموقعين على الاتفاقية والوسيط والشهود وشركاء السلام واعتبر ما دون هؤلاء غير معنيين بالتقييم والتقويم للاتفاقية ويرى محللون أن كلتا الورشتين في الخرطوم وجوبا لا تقدمان ولا تأخران في استقرار البلاد.

إزالة عقبات

وأشاد عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن ياسر عبد الرحمن العطا بالجهد التاريخي، والدور المقدر الذي تضطلع به جمهورية جنوب السودان، لبسط الأمن وتحقيق الاستقرار فى السودان، ومتابعتها لتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان.

وقال العطا خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية لورشة تقييم تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان بعاصمة دولة الجنوب: “نلتقي اليوم في جوبا، لسنا فرقاء أو أطراف مختلفة، بل كفريق واحد يسعى لإزالة العقبات وتصحيح المسار في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقضايا السلام.

ودعا عضو مجلس السيادة رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، عبدالعزيز الحلو ورئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور، للانضمام لمسيرة السلام بالبلاد، وبناء الوطن الذي يحلم به الشعب السوداني.

وأوضح الفريق أول ركن ياسر العطا أن القيادة السودانية تعي تماماً تعقيدات المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، وتأثيرها على تنفيذ اتفاق جوبا للسلام، والتحديات التي تواجه العملية السلمية، والتي تعمل الحكومة وأطراف العملية السلمية على تجاوزها بالحكمة والرشد.

وفيما يلي المشهد السياسي قال: ”نعمل جميعا بروح وطنية واحدة للوصول إلى توافق سياسي، أصبح قريب المنال بعد الجهود الجبارة التي بذلت” وأكد أن الحكومة السودانية تبذل جهوداً كبيرة لتحسين الوضع المعيشي للشعب السوداني.

ولفت إلى أن الحكومة تخوض حرباً ضد الجهوية والقبلية والعنصرية وخطاب الكراهية والتكسب القبلي لأجل أجندات سياسية.

وأعرب عضو مجلس السيادة، عن أمله في أن تخرج الورشة بتوصيات فيما يلي صياغة المصفوفة الزمنية، وتفعيل آليات تنفيذ اتفاق جوبا واتخاذ القرارات ذات الصلة بالقضايا غير المرتبطة بالمال والزمن لاختصار المصفوفة.

ودعا الدول الصديقة والشقيقة والضامنة، والمجتمع الدولي، لتقديم الدعم والسند لإعادة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم َوتنفيذ الترتيبات الأمنية لتحقيق السلام على الأرض.

آليات متابعة

ومن جهته أكد مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية رئيس فريق الوساطة الجنوبية توت قلواك، حرص حكومة الجنوب، على استقرار السودان، خاصة وان البلدين تربطهما علاقات تاريخية متجذرة.

وقال إن دولة جنوب السودان تأمل في أن يتمكن السودانيون من الوصول الى حل سياسي يفضي إلى اتفاق يحقق السلام والاستقرار في السودان.

وأضاف أن الورشة تسعى لوضع تواريخ وجداول المصفوفة الزمنية وتفعيل آليات المتابعة، مؤكداً قدرة المشاركين في الورشة على تجاوز التحديات والعقبات التي تعترض مسيرة تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان.

من جهته أكد رئيس مفوضية السلام الدكتور سليمان الدبيلو، أهمية الورشة في الوصول للأسباب التي ساهمت في عدم تنفيذ بنود الاتفاق، داعياً المشاركين في الورشة، للتمسك بالوضوح والشفافية لإيجاد وسائل وآليات لتجاوز التحديات التي تواجه تنفيذ اتفاق جوبا.

وقال إن الالتزام التام ببنود اتفاق جوبا لسلام السودان، وتوفر الإرادة الكاملة، والقدرة المالية، والفهم الصحيح لنصوص الاتفاق يسهم إيجاباً في تسريع وتيرة تنفيذ الاتفاق.

أعداء السلام

وقال الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة محمد زكريا في حديثه لـ(اليوم التالي): جاءت زيارة القائد مني أركو مناوي الى دولة جنوب السودان قبل شهرين بصفته كحاكم لإقليم دارفور المتاخم لدولة الجنوب وبحث القضايا المشتركة وتعزيز التعاون بين الجانبين وزاد: من المؤكد أن مناوي مهموم بالسلام ودولة جنوب السودان تمثل الوساطة وكان أمر السلام حاضراً واتفق معهم على عقد ورش السلام وحدد لها هذه الأيام للتقييم والتقويم خاصة وأن هنالك تحديات جمة تعترض تنفيذه لذلك بحث أوجه تلك التحديات مع دولة جنوب السودان وهو أمر يتسق مع مضون نصوص اتفاق جوبا التي تجعل من الوساطة جزء أصيل في عملية المراقبة والمتابعة لتنفيذ الاتفاقية ونفى زكريا أن ليس لهم أي علاقة بورش تقييم اتفاق جوبا الناتجة عن الاتفاق الإطاري لأنهم ليسو طرفاً في هذا الاتفاق ومضى بالقول: إذا كانت هنالك دعوات لتقويم الاتفاق تلك الدعوات مردود عليها لأنها أتت من الذين وقفوا ضد السلام وأعدائه وأعداء الثورة السودانية التي شعاراتها (حرية، سلام، عدالة) مشدداً هلة أن اتفاق جوبا لسلام السودان وضح بجلاء آليات تقييم الاتفاق وهي واردة في نصوص الاتفاق وزاد: لذلك قطع الطريق أما أي قوى أخرى فليس لها علاقة بالاتفاق، بل كانت معادية في مواقفها مع كتلة السلام حتى قبل توقيعه لكي تخرج السناريوهات والمطالبات الداعية لهذه الورش التي في مداها البعيد لا تنتج إلا مزيداً من الاحتراب وقال زكريا إنهم أكثر تمسكاً بأن يتم تنفيذ هذا الاتفاق وإن كانت هنالك ضرورة للتقييم فلابد أن يكون وفق ما نصت عليه اتفاقية جوبا. وأضاف أن مسألة التقييم غير مربوطة بالدعوة الظرفية للتقييم والتقويم وإنما هو اتجاه أصيل من أطراف السلام بأن تسعى جميع الأطراف لبحث الأسباب التي حالت دون تنفيذ الاتفاق له الأولوية لإيجاد الحلول لها وليس لفتح الاتفاق أو تعديله مشيراً إلى أن هنالك عقبات متعلقة بالإرادة بعضها متعلق بعدم تشكيل الآليات المشرفة على عدم تنفيذ اتفاق السلام وبعض متعلق بالقضايا المالية وضعف الدعم الدولي وشيء آخر عدم الاستقرار السياسي الذي شاب مرحلة الانتقال كذلك هنالك أشياء مرتبطة بأطراف السلام أنفسهم لذلك الهدف بحث هذه الأمور ومحاولة إيجاد الحلول والمعالجات لها وأكد زكريا أن عملية تقويم وتقييم الاتفاقية الواردة في نص الاتفاق ليس له صلة بتلك الورش الخاصة بالاتفاق الإطاري لأنها دعوات ناتجة عن قوى كانت رافضة للسلام حين اختطفت مشهد الانتقال منذ 2019 وذهبت لوحدها التوقيع على الوثيقة المعيبة مع العسكريين وتنكبت لعملية اتفاق السلام عقب توقيعه ومحاولة تقييم وتقويم اتفاق السلام من تلك القوى يأتي محطة وحلقة إضافية لتلك الحلقات القائمة التي تبنتها القوى الرافضة للسلام الساعية فقط للسيطرة على الدولة في الاحتكار والإقصاء .

معضلة كبيرة

واعتبر الخبير الأمني المختص في فض النزاعات والتفاوض الدكتور أمين مجذوب في حديثه لـ(اليوم التالي) أن ورشة تقييم اتفاقية جوبا واحدة من الورش التي تم الاتفاق عليها لمناقشة الاتفاقية مع القوي السياسية ضمن الاتفاق النهائي وتابع أن هناك معضلة كبيرة لهذه المراجعة سواء كانت عقدت في الخرطوم وتعقد في جوبا وخاصة التي عقدت في الخرطوم بعدم حضور الحركتين المؤثرات في المشهد السياسي وهي حركة العدل والمساواة بقيادة دكتور جبريل إبراهيم وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي بحجة عدم المساس بالاتفاقية من خلال المكاسب التي حصلوا عليها لذلك الورش التي عقدت في الخرطوم لم تأتِ أي نتيجة أو جديد وتابع باعتبار الذين شاركوا حتى من الجبهة الثورية سواء أن كان الهادي إدريس أو مجموعة عقار أو الطاهر حجر مجموعات ليست لديها تأثير على الأرض مثل العدل والمساواة وجيش تحرير السودان لذلك اتجه الجميع إلى جوبا باعتبار أنها كانت راعية للمفاوضات خاصة وأن قيادة دولة جنوب السودان لها علاقات أفقية ورأسية مع الحركات المسلحة تستطيع أن تضغط وتتحفظ على بعض النقاط وتفتح أبواب جديدة لذلك جوبا هي من تتبنى الورش المنعقدة هذه الأيام.

البحث عن السلطة

وزاد مجذوب قائلاً: تبقى الإشكالية في وجود نفس وجوه وفد التفاوض وهي إشكالية تواجه الجميع لجهة أن ما تم الاتفاق عليه وتم التوقيع عليه لا يمكن أن ينقذه نفس الموقعين وتحدثت مراراً وتكراراً لابد أن يكون هناك تيم جديد للتقويم والتقييم وليس نفس الشخصيات التي كانت في التفاوض من الجانبين الحكومي وطرف الموقعين خاصة من الناحية النفسية لا ينجح التفاوض.

وأوضح أنها من جانب علم التفاوض طريقة غير صحيحة من جهة أخرى مسألة المكاسب والتهديد بالعودة الى الحرب تمثل اشكالية نفسية يبدو أن هؤلاء الزعماء أخطأوا الطريق إلى التفاوض بطريقة صحيحة للحصول على حقوق أهل المصلحة ولكن يبدو أنهم ذهبوا الى مصالحهم فقط طبقوا بروتكول اقتسام السلطة وتناسوا البروتكولات الخمسة الأخرى بما فيها التعويضات والحواكير والناجحين واللاجئين والأهم بروتكول الترتيبات الأمنية لذلك هنالك عوامل علمية أكاديمية نفسية ستؤثر على هذا البند تحديداً وذهب إلى أن هناك مساومة على العودة وتعديل الاتفاق مقابل الاحتفاظ على المكاسب في الوزارات وحكم إقليم دارفور كل هذه المكاسب يتم الاحتفاظ بها وستكون هذه الصفقة خاسرة لأن المهم ليس تلبية احتياجات مواطنين تحملون وزر الصراع بذلك نكون قد رجعنا إلى المربع الأول خاصة وأن النخب ما زالت تدمن الفشل وتكرر في الأخطاء، كما في نيفاشا ذهبت النخب للبحث عن السلطة ولم تذهب إلى التنمية.

تقييم ومشاركة

وقال الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور محجوب عثمان في حديثه لـ(اليوم التالي) إن أي تقييم لاتفاقية جوبا للسلام يعتمد على مدى القبول بإعادة النظر في مسارات الشرق والوسط والشمال إضافة لاستحقاقات السلام وكيفية تمويلها وبحضور ومشاركة كل المعنيين بالاتفاقية مع ترك مساحة لاستيعاب حركتي الحلو وعبد الواحد محمد نور إن وافقا على التفاوض والانضمام للسلام.

وعليه أي تقييم لا يشمل تلك القضايا لا قيمة له سواء انعقد في جوبا أو الخرطوم.