التطبيع وعزل روسيا أهم سماتها … الانتقالية.. تماهٍ وطني بأمر غربي

 

ترجمة: إنصاف العوض

اشترطت صحيفة ناشونال انترست الأمريكية الانخراط الأمريكي الكامل مع جميع الجهات الفاعلة في العملية السياسية في السودان حال أرادت أن يصبح السودان أهم حلفائها في المنطقة وقالت: يجب على واشنطن زيادة مشاركتها مع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة في السودان الذين يدعمون أولويات السياسة الأمريكية وأضافت: ما يحدث الآن أمر بالغ الأهمية للتوجه الغربي في السودان. سيقوم القادة العسكريون في البلاد والجهات الفاعلة السياسية والمدنية بتطوير خريطة طريق لتنفيذ اتفاقية الإطارى والتي وقعوا عليها الشهر الماضي بعد أن تعهدوا بتنظيم الانتخابات في السودان بعد فترة انتقالية لمدة عامين من توقيع الاتفاقية.

رقابة أمريكية

ووفقاً للصحيفة رحبت الولايات المتحدة في بيان مشترك مع النرويج، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، على الاتفاق كونه “خطوة أولى أساسية نحو إنشاء حكومة مدنية بقيادة المدنيين وتحديد الترتيبات الدستورية ودعوا إلى حوار مستمر وشامل حول جميع القضايا المثيرة للقلق والتعاون لبناء مستقبل السودان.

وتعتبر مفاوضات هذا الأسبوع عنصراً مهماً في هذا الحوار، ويجب على الولايات المتحدة وشركائها أن ينظروا إليها على أنها فرصة لتقييم كيفية تنفيذ مختلف الجهات الفاعلة السودانية للاتفاق الإطارى، يجب على الولايات المتحدة أيضاً استخدام المفاوضات كفرصة لتقييم دور الجهات الفاعلة السودانية في بناء الدعم لاتفاقية الإطاري، مما يضمن وجود مشاركة مستمرة وفاعلة للأطراف المؤيدة لسياسات الغرب ومنع توسع النفوذ الروسي والصيني والتطرف في البلاد.

تتويج سياسي

ووفقاً للصحيفة كانت اتفاقية الإطاري التي وقعت في 5 ديسمبر، تتويجاً لأشهر من الاضطرابات السياسية بعد انقلاب أكتوبر 2021 من قبل الجنرال عبد الفتاح البرهان الذي أطاح بالحكومة برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدووك، وغوض الانقلاب العلاقات بين المجموعات العسكرية والأحزاب السياسية السودانية والمجتمع المدني، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والجيش، الأمر والذي أسفر عنه إعادة حمدروك بعد شهرين، ومع ذلك، استقال حمدوك في يناير 2022 وسط مظاهرات مستمرة ضد الحكومة.

بالنظر إلى بداية السودان الهشة في الحكم التعددي، الذي بدأ بعد الإطاحة في عام 2019، بالرئيس السابق عمر البشير يعتبر الاتفاق الإطاري الذي وقعه القادة العسكريون في البلاد وأربعون مجموعة سياسية ومدنية أفضل طريق نحو السلام في البلاد، والتي تعترف به الولايات المتحدة وشركاؤها. ومع ذلك، مع بدء المفاوضات هذا الأسبوع، لن يكون من السهل التوفيق بين القضايا المثيرة للجدل على جدول الأعمال، والتي تشمل العدالة الانتقالية والأمن والإصلاح العسكري، وتنفيذ اتفاق السلام جوبا الموقعة في العام 2020 بين الحكومة الانتقالية السودانية وممثلي مجموعات في دارفور المسلحة، وتفكيك هياكل السلطة المتبقية لنظام البشير.

يجب أن يكون الاعتراف بالصعوبات الماثلة مصحوباً بتقييم لما الأهم بالنسبة للولايات المتحدة في السودان والمتمثل في استمرار التعاون في مجال مكافحة الإرهاب واعتراف السودان بإسرائيل بعد توقيعها على اتفاقات إبراهيم، وجهود لزيادة العلاقات السودانية الإسرائيلية؛ والحاجة إلى مواجهة النفوذ الصيني والروسي في البلاد، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمرافق البحرية والموانئ السودانية على طول البحر الأحمر، المخاطر كبيرة بالفعل بالنسبة للمصالح الأمريكية، على هذا النحو، يجب على الولايات المتحدة العمل مع القادة السودانيين الذين أيدوا اتفاقية الإطاري لإنشاء هيكل محفز لنخبة السودان لتنفيذ الاتفاقية وإرساء مسار مؤيد الدور الأمريكي بالبلاد

تحالف استراتيجي

وترى الصحيفة أن أحد هؤلاء القائد السوداني الجنرال محمد حمدان دقلو الذي ندد علناً بانقلاب أكتوبر 2021 كفشل، ودعا للجيش للانضمام إلى اتفاقية الإطاري في 5 ديسمبر، من المهم أن ندرك أن الاتفاق وهو الخطوة الأولى نحو الانتخابات في السودان، لم يكن سيحدث دون دعم حميدتي الذي يمكن القول إنه صانع القرار الأكثر نفوذاً في السودان، علاوة على ذلك، دعا حميدتي إلى وجود أكبر في الولايات المتحدة في السودان وكان الزعيم السوداني الرئيس في توسيع نطاق العلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية في البلاد مع إسرائيل، في حين أن الجهات الفاعلة العسكرية في السودان وفي جميع أنحاء المنطقة لديها سجلات سيئة لحقوق الإنسان والحكم، فمن الأهمية بمكان أن تدرك الولايات المتحدة إذا ما قررت هذه الجهات الفاعلة الانحياز للسياسات المؤيدة للولايات المتحدة وأن واشنطن تزيد من التعاون معهم عندما يفعلون ذلك.

ترغب بعض قطاعات مؤسسة السياسة الخارجية في الولايات المتحدة في تجنب المشاركة العسكرية للمشاركة المدنية في السودان، هذا لن يعمل على زيادة تعزيز الأمن القومي الأمريكي، ولكنه بدلاً من ذلك سيؤدي إلى الحد من النفوذ الأمريكي في السودان والمنطقة، تأتي جميع الجهات الفاعلة غير المتشددة إلى الطاولة للتفاوض على شروط عملية انتخابية في السودان. سيعتمد نجاح هذه المفاوضات على الاتفاق من قبل جميع الأطراف – المدنية والعسكرية، إن محاولة العمل مع الجهات الفاعلة المدنية فقط سيكون نهجاً قصير النظر من قبل الولايات المتحدة، مما يضعف أول فرصة حقيقية للسودان في التقدم منذ الإطاحة بالشير في عام 2019.

تحجيم روسي

وفي سياق قريب من تعزيز النفوذ الأمريكي في السودان لعزل التمدد الروسي به قالت صحيفة ناشونال الأمريكية إن الولايات المتحدة تزيد من الضغط على حلفائها في الشرق الأوسط لإقناع كل من السودان وليبيا الغارقتين في الفوضى إلى طرد مجموعة فاغنر الروسية من أراضيهما بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على المجموعة في الأشهر الأخيرة بسبب دورها المتسع في حرب روسيا على أوكرانيا.

وأضافت الصحيفة أنه ووفقاً لأكثر من عشرة من المسؤولين ليبيين وسودانيين ومصريين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم تعمل إدارة بايدن منذ شهور مع القوى الإقليمية مصر والإمارات العربية المتحدة للضغط على القادة العسكريين في السودان وليبيا لإنهاء علاقاتهم مع المجموعة.

وقال مسؤول حكومي مصري كبير للصحيفة له معرفة مباشرة بالمحادثات إن مجموعة فاغنر تذكر في قمة كل اجتماع، وأضاف: كان دور المجموعة في ليبيا والسودان أساسياً في المحادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز والمسؤولين في مصر وليبيا في يناير، وقال مسؤولون مصريون إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ناقش المجموعة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في رحلته أواخر يناير إلى القاهرة، بعد أسابيع من الزيارات، واعترف بيرنز في خطاب ألقاه بجامعة جورج تاون في واشنطن أنه بعد سفره مؤخراً إلى إفريقيا، كان قلقاً بشأن تأثير فاغنر المتزايد في القارة.

وقال: هذا تطور غير صحي للغاية ونحن نعمل بجد لمواجهته، وقال مسؤول مصري لصيق بالمحادثات إن بيرنز وبلينكن دعيا حكومة السيسي إلى المساعدة في إقناع جنرالات السودان الحاكمين وليبيا بإنهاء تعاملاتهم مع فاغنر لافتاً إلى أن رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ناقش المخاوف الغربية تجاه المجموعة مع رئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان خلال زيارته للخرطوم الشهر الماضي.

فيما أرجعت صحيفة بلومبيرج الأمريكية زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف للسودان ضمن جولة أفريقية ثانية لرغبة روسيا في تخفيف العزلة الدبلوماسية المفروضة عليها من الغرب وتحجيم الضغوط الأمريكية الرامية لعزلها من الشرق الأوسط وأفريقيا وتحجيم دورها في السودان.

فيما أكد، رئيس مجلس السياسة الأجنبية والدفاعية فيودور لوكيانوف وجود معركة كبيرة لمحاولة منع روسيا من تطوير نفوذها في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ووفقاً للصحيفة فإن الولايات المتحدة تضغط على الإمارات العربية المتحدة وتركيا للحد من العلاقات التجارية مع روسيا، وتسعى إلى إقناع حلفاء الشرق الأوسط بالمساعدة في دفع ليبيا والسودان لطرد مجموعة المرتزقة الروسية المعروفة بفاغنر.

ضوء أخضر

وكشفت صحيفة المونتير الأمريكية عن منح واشنطن الضوء الأخضر لإسرائيل للمضي قدماً في التطبيع بعد طلب الأخيرة منها تخفيف المطالب الديمقراطية على الخرطوم، وقالت الصحيفة إن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن في يناير إلى إسرائيل هدفت لنقل موافقة إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن على التقدم المستمر مع نظام الخرطوم للمضي قدماً في التطبيع وعزت الصحيفة الاهتمام الأمريكي من بين أشياء أخرى الى رغبتها في إبعاد السودان عن المحور الروسي الإيراني، وإغلاق ميناء البحر الأحمر السوداني الكبير أمام البحرية الروسية وتعزيز التحالف العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد المحور الروسي الإيراني الصيني.

وألمحت الصحيفة إلى طلب إسرائيل من واشنطن تخفيف المطالب الديمقراطية على السودان من أجل تعزيز التطبيع وقالت: كما هو الحال دائماً، تواجه إسرائيل مشكلة في إقناع الإدارة الأمريكية بأنها يمكن أن تخفف من مطالب الديمقراطية على السودان من أجل المصالح والفوائد الاستراتيجية التي تنطوي عليها.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب