عليكم بالمعلم، فهو مربط الفرس

عليكم بالمعلم، فهو مربط الفرس

نهى محمد الأمين أحمد

nuha25@yahoo.com

ما زلنا نواصل في (صبق الحمير)، وما زلنا كل يوم نؤكد على مقولة (الناس في شنو والحسانية في شنو)، والله لولا الإيمان بالله عز وجل وتمسك ببقية من أمل، لكان حري بنا أن نقيم سرادق العزاء، على هذا البلد الذي تم نحره من الحد إلى الحد بأيدي بنيه، نظل يومياً نتجرع المرارات ونتنفس الحسرات، ونبكي على ماض هو أفضل من حاضرنا، ومستقبل لا يبشر بخير، فبدلاً من أن نكون نحن بناة وطننا كما فعل العالم جميعه، كنا دوماً معول الهدم، تبارينا في التخاذل، الأنانية، والأجندات الذاتية، وبعد أن وارينا جثة هذا البلد الجميل التراب، جلسنا نتبادل الاتهامات، الكل متورط ويحاول أن ينفد بجلده ويرمي اللوم على الآخرين،،
ولا في أسوأ الكوابيس، لم يتخيل أحد أن ثورة ديسمبر المجيدة ستؤول إلى هذا المآل، وأن دم الشهداء البواسل سيتبعثر هكذا بين أجندات حزبية رخيصة، وأنه سيتم تقسيم الكعكة الملطخة بدم الأبرياء، وفي النهاية، لن يتفق أحد مع الآخر إلا في ندب سوء الحظ،
أي مهزلة هذه التي نعيشها الآن!!؟
أليس هناك من رجل رشيد،
مسيرات ومسيرات يقوم بها المعلمون الأجلاء، أولئك الجنود الأشاوس الذين ظلوا دوماً كبش الفداء في هذا البلد، تذيلوا دوماً قائمة المخصصات، وكان حري بهم أن يتصدروها، بلد أهان ساستها التعليم في إهانتهم لشخصية المعلم، الذي لم يأخذ حقه في يوم من الأيام، الأمر الذي جعل هذه المهنة النبيلة غير مرغوبة في سوق المهن في السودان، تناسى أولو الأمر عمداً ومع سبق الإصرار والترصد، أن الطبيب الناجح، المهندس البارع والعالم الفذ، ما كانوا ليصلوا إلى هذه المراتب لولا ذلك الجندي المرابط في المدرسة الابتدائية هو من صنعهم وكان وراءهم،
نهضت الأمم بالعلم والمعرفة، ولن تنهض بلد تهين المعلم بالحوجة والفاقة، تتجاهله وتضن عليه بما يؤهله ليحيا حياة كريمة، المعلم يقع عليه عبء تنشئة الأجيال أخلاقياً وعلمياً، فهذه الوزارة اسمها وزارة التربية والتعليم وقدمت التربية على التعليم لأنها أهم؛ ولأن المعلم هو المربي الذي يعين الأبوين على القيام بدورهما، فلا يعقل أن يكون راتبه لا يكفيه حتى لشراء رغيف الخبز فقط خلال الشهر، فكيف يتحصل على بقية احتياجاته من مسكن وملبس وتعليم وعلاج لأبنائه، نحن في بلد المفارقات، وغياب منطقية الأشياء.
وهذا الراتب المزعوم الذي يحتوي على بضعة جنيهات لا تبقي ولا تذر، قد يتأخر شهوراً؛ خاصة في الولايات والمناطق البعيدة،
يا ساستنا الأفاضل، عليكم بالمعلم، فهو مربط الفرس، هذا إن كنتم جادين في النهوض بهذا الوطن وشعبه.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب