الدعم والإسناد.. متأثري السيول والفيضانات جهود حاضرة وأخرى غائبة

الخرطوم: علي وقيع الله
في السنوات الأخيرة تزايدت اجتياحات السيول والفيضانات عدداً من ولايات السودان، مخلفة أضراراً بالغة الصعوبة فشلت دونها محاولات درء الآثار عبر الجهود الحكومة والشعبية، مما أفقد مواطني المناطق المتأثرة بالسيول قديماً وحديثاً المأوى والغذاء والزرع الذي غمرته المياه وقتها، ومنذ بداية خريف هذا العام سرعان ما تكرر المشهد إزاء ضجة كبيرة أحدثتها السيول الجارفة في بعض الأرياف بالولايات من تأثيرات على المواطنين الذين أفقدتهم الممتلكات والمقتنيات، هذا دون أي تدخلات آنية تذكر على حساب الدولة عطفاً على رعاياها لدرء النكبة التي أحلت بهم، غير أن العديد من الدول سارعت إلى تقديم مساعدات للمتأثرين في المناطق المتضررة لتخفيف وطأة ما يعانون.
جمع التبرعات
يقول الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الناير، إن السيول والفيضانات أثرت سلباً على كثير من مناطق السودان المختلفة، وأكد أن دور الدولة رغم الجهود المبذولة ضعيف للغاية، ونوه إلى أن منظمات المجتمع المدني السودانية لم تكن بالمستوى أو بالإمكانية التي تمكنها من أن تقوم بعمل كبير في هذا المجال، وتابع قائلاً: هذا ناتج من تشوهات سابقة، وأوضح أن المنظمات التطوعية المسجلة في السودان آلاف المنظمات، وقال: للأسف أي شخص ليس لديه مهنة أو عمل يذهب لتسجيل منظمة طوعية دون أن يكون لديها أي إمكانيات، بل بهدف لجمع التبرعات باسم هذه المنظمة وأن يكون لديها سجل مروس وختم للأسف الشديد هذا هو ما يحدث في السودان، وأشار إلى أن حتى المنظمات التي لديها إمكانيات وقدرات كبيرة الآن لم تكن موجودة، مشيراً إلى منظمة الدعوة الإسلامية وبعض المنظمات الأخرى التي كانت لديها إمكانيات وكان أن تقوم بعمل وجهد كبير حيال المتأثرين.

غياب الدولة
وقال د. الناير لـ(اليوم التالي) إن المنظمات الدولية لم يكن لديها وجود بالشكل المطلوب ولم تقم بدورها سوى مساعدات من بعض الدول، ولكن دور الدولة غائب يفترض أن تفتح الدولة خزائنها لدعم المتأثرين من السيول والفيضانات وتوفير الإمكانات اللازمة لهم من خيام وغذاء وأدوية وجميع الاحتياجات الضرورية التي يحتاجها المتأثرون إلى حين ترتيب أوضاعهم بشكل أفضل ومستقر، وذكر أن ليس الدولة وحدها، وإنما دور القطاع الخاص أيضاً للقيام بدوره تجاه هؤلاء المتأثرين، ومضى بالقول: ينبغي على الدولة والقطاع الخاص وكل المجتمع وكل القادرين على المساهمات والمساعدات في مثل هذا المشروع، ويرى د. الناير أن هذه قضية مهمة جداً، ونحن في السودان لدينا تشوهات بصورة كبيرة لجهة وجود عدد ضخم من المنظمات الطوعية ليس لديها إمكانيات وقدرات.
كارثة صحية
بدأت الباحثة الاقتصادية والأكاديمية دكتورة، دلال عبدالعال حديثها بالأسف الشديد على المعاناة التي يعاني منها مواطنو الولايات التي اجتاحتها السيول والفيضانات مؤخراً، معبرة عن أسفها للذين تضرروا بشكل خاص في كل ربوع بلادنا الحبيبة الذين ما زالوا بصبر يتحملون تدهور أوضاعهم كل خريف، داعية الجهات المختصة في الدولة إلى توفير الغذاء والكساء والمسكن الآمن وأن تقوم الحكومة بتعويضهم جراء الأضرار التي أفقدتهم المأوى، وشددت على ضرورة توفير الأمصال والأدوية والناموسيات بجانب الإسراع في عمليات رش المبيدات الحشرية نسبة لتكاثر الباعوض والحشرات السامة تفادياً لحدوث أي كارثة صحية تنجم عن ذلك.
أوجاع المواطن
وقالت د. دلال إن الحكومة لم تنتبه إلا بعد تحرك الجهود الشعبية لدرء الآثار، وأكدت أن الوفود الحكومية لم تنفذ أي زيارة للمتأثرين إلا بعد سماعها خبر المساعدات الدولية، ونوهت إلى أن الحكومة ممثلة في مفوضية العون الإنساني أعاقت عمل مبادرات كثيرة خاصة من الجهود الشعبية حتى تحظى بإمكانية استغلالها كما فعلت سابقاً في اعتصام القصر حيث مدتهم بخيم الإيواء، وتابعت: ستظل حكومة الانقلابيين تستثمر في أوجاع المواطن حيث صرح حاكم دارفور عبر الجزيرة بأنهم يناشدون المجتمع الدولي بتقديم الدعم، وقللت من قدرة الحكومة الحالية التي قالت إنها أتت لتنفيذ أجندتها الخاصة وليس للعطف على جراحات الشعب.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب