…… محمد هارون عمر…..
شذرات الفكر
الجنرال العطا: “لاتوجد دولة محترمة لديها جيشان” !
هذا ماقاله العطا أمس الأول، حينما استضافه تلفزيون السّودان.. حديث عقلاني وموضوعي.. وهو يعني الدعم السريع. بل أردف قائلاً : الدعم السريع متردد.. في عملية الدمج ( يعني خايف).. من الذي صنع الجيش الموازي للجيش السُّوداني.. أين كان الجنرال العطا ؟ لماذا لم يعترض عند التأسيس. ألم يساهم أو يساند أو يغض الطرف؟ البرهان هو الذي أسس الدعم السريع. كان هناك ثلاثة جيوش. الثالث هو الدفاع الشعبي. وبعد سلام جوبا برزت جيوش الجبهة الثورية الخمسة، إذن هناك سبعة جيوش. معظم طابعها إثني. هنا تكمن صعوبة الدمج والتذويب في جحفل واحد.. كلها تمثل خطرًا على الوحدة الوطنية ومهدد خطير للديمقراطية باستثناء الجيش السّوداني. من أكبر أخطاء الإنقاذ هو- إضعاف الجيش بتأسيس جيش موازٍ يقاتل أعداء الإنقاذ من جبهات التمرد، فتمرد عليها الدعم السريع فعقرها في عقر دارها وأسقطها، ( كالذي يسعى لحتفه بظلفه). انقلب السحر على الساحر.. دفعت الإنقاذ ثمن ذاك الخطأ.. لأنها توهمت بأن طموح قادة الدعم السريع رتب عسكرية فقط.. وذاك سوء تقدير وسذاجة وسطحية سياسية.. كيف تعدّ من يقضي عليها وهي قد جهزته وهيأته و أعدته لقصم ظهر عدوها فقصم ظهرها (بحجة الانحياز)، المكون العسكري ظل يعزف على وتر رفض حميدتي الدمج ورفض الإطاري. حميدتي.. أسقط في يد المكون العسكري؛ ناور بذكاء فأحرج العسكر.. إنّه يلتزم جانب الثورة في التحول الديمقراطي، هاهو ينفض يده عن الانقلاب رغم تورطه فيه سيحمّله لقائد الجيش الذي حنث. ونكص.. بعد أن أدّى القسم بالحفاظ على دستور الفترة الانتقالية. فانقضّ عليه.. وهو حائر ماذا يفعل؟ لم يتحرّك قيد أنملة. رغم القتل والفتك.. تورط العسكر في التوقيع على الإطاري بعد أن استخدمت معهم الآلية الثلاثية، سياسة العصا والجذرة..ثم ماذا بعد حديث البرهان والعطا وحميدتي( التراشق الخطير) .. عليهم أن يغادر وا ويتركوا للشعب أن يحكم نفسه دون قمع أو بطش أو إرهاب.. حكومة مدنية شريطة أن تبدأ بمحاسبة من فضوا الاعتصام ومن قتلوا ١٣٠ شابـاً و٥٠٠٠ معتقل. و مفقود أو معاق.. هذه هي العدالة الانتقالية التي يرفضها العسكر.. بعضهم يظن نفسه بأنه فوق القانون؛ لأنهم أوصياء على الشعب، كما قال الجنرال البرهان..