بيت الشورة
عمر الكردفاني
ولاية الخرطوم .. نظيفة ومستحيلة
أولاً أعتذر لمنسوبي جامعة الخرطوم الجميلة ومستحيلة على استعارة لقب جامعتهم الأم، ولكن ولاية الخرطوم هذه الولاية الدولة يجب أن نتحدث عنها خاصة هذه الأيام وهي تشهد كل أنواع الحراكات.. حراك سياسي اقتصادي أمني خدمي.. إلى آخره.. وقد استبدلت كلمة أزمة بكلمة حراك قاصداً لأني الوحيد الذي سيتحدث بإيجابية عن ولاية الخرطوم هذه الأيام ولي الحق، ليس لأنني أرغب في ذلك، ولكن لأن الظرف الذي عشته ينبئ عن ذلك، والبداية كانت مع هذا الرجل الهادئ محمد علي الشريف المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم الذي عندما تراه تظن أنك أمام أي شخص عادي يقضي يومه مثلنا في الجري وراء حاجاته الشخصية الا أن هذا الرجل يبدأ يومه منذ التاسعة صباحاً باجتماعات الولاية ولا ينتهي إلا بتفقد مكتبه بعد الخامسة مساء، ولكن مع ذلك يعطي كل من أراد مقابلته نصيبه من الزمن ويرد على هاتفه ويمشي في الشوارع، يمشي في الشوارع هذه مربط الفرس، فقد رأيت بأم عيني هذا المدير التنفيذي ومعه الوالي يتفقدون حملات النظافة وإزالة الظواهر السالبة من أركويت من جهة ومن شارع الحرية من جهة أخرى في ذات اليوم، وهذا لعمري حتى لو كان من أجل الـ(شو) أيضاً فسيؤتي أكله.
ولن أتحدث عن الوالي الذي تتحدث عنه حركته الدؤوب في أرجاء الولاية خاصة وإنني أجريت حواراً قبل شهرين مع مدير الصرف الصحي بالولاية فقال لي إن لدينا خطة إسعافية لمعالجة جميع المناطق المتضررة من الصرف الصحي، وهو ما حدث فالآن أي منطقة يحدث فيها طفح للصرف الصحي تتم معالجتها فوراً وهذا بالطبع جهد جماعي من السيد الوالي والمعتمد وإداراتهما، كما لا ننسى هذه الإصلاحات التي تقوم بها وزارة البنى التحتية على مستوى شوارع العاصمة التي كادت تنطمر جراء الحفر فقد رأيت في أماكن عديدة إصلاحات تطال الشوارع الرئيسية وهو أمر توقف منذ أمد بعيد ولا ننسى أخيراً دور الشرطة في القبض على عصابات المخدرات والكسر وتسعة طويلة وليتنا نرى حملات لشرطة المرور والجمارك ليلاً للقبض على السيارات غير المقننة (البوكو)..
ثم ماذا بعد؟
هذا الحديث ليس نفاقاً لأحد، فالوالي ليس بيني وبينه أي معرفه والمعتمد أخ عزيز أعرفه منذ مدة طويلة من الزمن وهو رجل عملي لا يحتاج مني إلى تزكية، ولكن هذا الحديث هو عصف ذهني بيني وبينك عزيزي القارئ لنحافظ على عاصمتنا نظيفة على الأقل في الحد الأدنى وهي رسالة للإخوة في لجان المقاومة، كما أن لهم أيام لتحدي السلطة فلتكن لهم أيام لتحدي القبح الذي اعترى هذه العاصمة المغلوبة على أمرها وهي رسالة لرجال الأعمال أن يقوموا بمبادرة لتحدي القبح وزراعة الجمال خاصة وأن موسم الأمطار على الأبواب..