ترجمة : إنصاف العوض
اكد موقع بوليتكل الأمريكي أن السودان أبرم مراجعة لاتفاق مع روسيا لبناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر في الدولة الأفريقية. ولبت موسكو أحدث مطالب السودان، بما في ذلك توفير المزيد من الأسلحة والمعدات. وقال: بدأت المحادثات حول قاعدة بحرية محتملة في عام 2019 عندما سمحت السلطات السودانية للسفن الروسية بالرسو في الموانئ السودانية. وتم التوقيع على الاتفاقية سراً، ولم يتم الإعلان عنها حتى عام 2021.
نفوذ روسي
وأضاف الموقع: في فبراير 2022 ، أجرى الجنرال محمد حمدان دقلو ، قائد قوات الدعم السريع، محادثات مع كبار المسؤولين الروس في موسكو. ومن المثير للاهتمام أن المفاوضات لم تعرقل حتى بسبب انقلاب أكتوبر 2021 في السودان ، عندما أطاح الجيش بحكم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وينص الاتفاق على أنه مقابل الحصول على إذن لبناء قاعدة بحرية في بورتسودان، ستتلقى الدولة المزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية من روسيا. كما أن من المتوقع أيضًا أن يعد لافروف بأن روسيا ستدعم جهود السودان لرفع حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة ، على الرغم من أن نفوذ اللوبي الروسي في هذا الصدد قد يكون ضعيفًا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. ومن المتوقع أن يستمر التعاون الاقتصادي بين البلدين ويزداد بشكل أكبر، مما قد يدفع روسيا لبدء تعدين الذهب في السودان.
ووفقاً للموقع؛ يسمح الاتفاق لروسيا بإنشاء قاعدة بحرية يصل قوامها إلى 300 جندي روسي، والاحتفاظ في الوقت نفسه بما يصل إلى أربع سفن بحرية ، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية ، في ميناء بورتسودان الاستراتيجي على البحر الأحمر. وستضمن القاعدة تواجد البحرية الروسية في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وتجنيب سفنها الحاجة إلى رحلات طويلة للوصول إلى المنطقة.
ومن المقرر أن تستمر الاتفاقية لمدة 25 عامًا ، مع تمديد تلقائي لمدة 10 سنوات إذا لم يعترض أي من الجانبين.
ووفقاً للموقع يثير التواجد المتزايد للأسطول الروسي في البحر الأحمر وحول البحر الأبيض المتوسط مخاوف بشأن البنية الأمنية في الشرق الأوسط وجنوب أوروبا.
ووفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية مؤخرًا ، فإن “روسيا تنتهك معاهدة ستارت الجديدة بمنع الولايات المتحدة من تفتيش ترسانتها النووية إذ لم يتم إجراء عمليات التفتيش الأمريكية على الأسلحة النووية في قاعدة الغواصات التابعة للأسطول الشمالي الروسي منذ ثلاث سنوات. ومن ثم ، لا تستطيع الولايات المتحدة التصديق على امتثال الاتحاد الروسي لشروط المعاهدة.
حضور غربي
ووفقاً للموقع فإن الاتفاق جاء خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى السودان، التي تزامنت، مع وصول 6 مبعوثين من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ما يعد مؤشراً على مستوى التنافس المتصاعد بين الكرملين وخصومه الغربيين داخل القارة الإفريقية، وقالت الوكالة الأميركية إن زيارة لافروف إلى السودان، وهي ثاني جولة إفريقية له خلال العام الجاري، تأتي في وقت تسعى فيه موسكو إلى إيجاد حلفاء لها بالقارة.
وبحسب الموقع يعدُ السودان أحد الدول الإفريقية التي عززت روسيا علاقاتها معها في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ليبيا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى،
ولفت الموقع إلى أن وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق؛ قال – في تصريح لوكالة الأنباء السودانية – على أن الخرطوم وموسكو تربطهما علاقات قوية وراسخة ومتطورة تقوم على الاحترام المتبادل، لافتاً إلى أن البلدين تجمعهما الرغبة في تطوير هذه العلاقات،
وأكد الصادق أن هذه العلاقات تدعم آليات قائمة متفق عليها بين الطرفين تتمثل في اللجنة الوزارية المشتركة، ولجنة التشاور السياسي بين البلدين واللقاءات الثنائية على مستوى الرؤساء والوزراء وكبار المسؤولين والخبراء، إضافة إلى منبر المنتدى الروسي العربي الذي يهتم بتطوير علاقات روسيا مع الدول العربية
فيما كشف مسؤولون غربيون للموقع بأن زيارة المبعوثين كان مُخططاً لها منذ فترة طويلة، وأن تزامنها مع وصول لافروف كان أمراً مفاجئاً لجميع العواصم الغربية.
في الوقت الذي أبان فيه وزير الخارجية السوداني أن زيارة المبعوثين الـ6 تأتي بهدف الدفع بالعملية السياسية، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين، وحضهم على تقديم تنازلات لتحقيق الوفاق والانتقال الديمقراطي في البلاد،
ولفت الموقع إلى أن رئيسة مجلس إدارة اتحاد مبادرة الأعمال الإفريقية الروسية ناتاليا زايزر، قالت بإن روسيا تعمل على تعزيز تعاونها مع الدول الإفريقية، والأطراف الأخرى تحاول منع ذلك، وأضافت.. لدينا استراتيجية خاصة في إفريقيا وسنتمسك بها.
إخلاء قسري
وقريباً من ذلك قالت صحيفة
واشنطن بوست الأمريكية إنّ الولايات المتحدة صعّدت ضغوطها على حلفائها في الشرق الأوسط لإخراج مجموعة فاغنر من ليبيا والسودان، وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين ليبيين وسودانيين ومصريين، أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعمل منذ شهور مع القوى الإقليمية، مثل مصر والإمارات، للضغط على القادة العسكريين في السودان وليبيا لإنهاء علاقاتهم مع المجموعة
وقال مسؤول حكومي مصري رفيع المستوى، إن مجموعة فاغنر تستحوذ على اهتمام المسؤولين الأميركيين بيد إنّها على رأس كل اجتماع.
وأشارت الصحيفة ، إلى أنّ فاغنر كان لها دور محوري في ليبيا والسودان، تحديداً في المحادثات الأخيرة بين مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز ومسؤولين في مصر وليبيا يناير الماضي؛
وبعد أسابيع من الزيارات، اعترف بيرنز في خطاب ألقاه مؤخراً في جامعة جورج تاون في العاصمة، أنّه كان قلقاً بشأن حضور فاغنر المتزايد في أفريقيا، بعد سفره مؤخراً إلى هناك
وبحسب مسؤولين مصريين، فإنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكين ناقش أيضاً قضية المجموعة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة.
غير أن مراقبين أكدوا للصحيفة بأنه لايوجد دليل حتى الآن على أنّ ضغوط إدارة بايدن أسفرت عن نتائج؛ سواء في السودان أو ليبيا
صراع الكبار
فيما رأى موقع فوكس نيوز الأمريكي بأن السودان يتحول إلى ساحة، ينعكس فيها الصراع الروسي الأميركي المتأجج على الحدود الأوكرانية حالياً، حيث حذرت وكيلة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية ماري كاثرين في، من أن انتصار روسيا في السودان سيعني عواقب إنسانية وخيمة في شمال وشرق القارة الإفريقية.
ووفقاً للموقع الأمريكي تسعى واشنطن لإعادة ضبط سياستها في الخرطوم والتي ستبنى على أساس مواجهة موسكو، والتعامل بحذر مع الأطراف السودانية.
ووفقاً للموقع؛ تعتبر صفقات السلاح مع روسيا، مدخلاً لها إلى منطقة كانت قد غادرتها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، بعد أن كانت تؤمن لها الممر الآمن لأسلحتها باتجاه القارة الإفريقية.
ويمثل السودان أكبر مشترٍ للأسلحة الروسية في القارة السمراء، كما ارتفعت مبيعاته منها بنسبة 25% في السنوات الخمس الأخيرة.
وتتبارى واشنطن وموسكو في سباق محموم لإيجاد موطئ قدم لهما في ساحل البحر الأحمر، طمعاً في تعزيز نفوذهما بتلك المنطقة الاستراتيجية.
