لم ندخل في تحالف مع حزب البعث
مستمرين في الحوار مع عبدالواحد، وهناك خلافات مع الحلو ونسعى للتعاون
حوار : محجوب عيسي
قال الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي فتحي الفضل في حوار مع (اليوم التالي) إن اللقاء الذي تم بينهم وحزب البعث العربي الاشتراكي لا يعني التحالف، وأنهم يتحاورون مع عدد من القوى بقدر ما تسمح الظروف.
وحول اتصالاتهم مع القائد عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو، قال : هناك بعض الخلافات مع الحلو ويسعون للتعاون في ما بينهم، وفي الوقت ذاته أكد استمرارية الحوارات مع قاعد جيش تحرير السودان عبد الواحد.
وحذر الفضل من المضي قدماً في عملية التطبيق مع إسرائيل، وقال: إنه خط أحمر وسنقف بحزم ووضوح ونناضل مع كل القوى الحية لوقف أي تنازل من السلطة الحالية أمام التطبيع.
*في البدء حدثنا عن التحالف الجديد بينكم وحزب البعث؟
لم ندخل في تحالف مع حزب البعث، نعم تم لقاء لأول مرة منذ فترة طويلة بين قيادات حزب البعث والحزب الشيوعي في دار حزب البعث، وصدر البيان برتكولي؛ وهذا لا يعني أن هناك تحالفاً ولا يعني اللقاء أن سيأتي في تلك النقطة، نحن منفتحون للقاء كل القوى السياسية؛ خاصة القوى التي ترفض السير في طريق التسوية المطروحة من قبل المجتمع الدولي، والتي يسير فيها مجموعة من القوى السياسية والعسكرية، بالتالي علاقتنا سواء مع حزب البعث أو أي قوى أخرى مبنية على أساس أرضية اللاءات الثلاثة.
*الآن أصبح ليس هناك اختلاف بينكم والبعث في الدعوة للتغيير الجذري.. ما المانع من وجودكم في تحالف واحد؟
هناك اختلافات بيننا ولا زال الانفتاح والحوار في تلك الفترة مهم مع القوى التي لها موقف مبدئي من التسوية.
مشكلتنا ليست الكتل والأحزاب، المقابلات واللقاءات هو شرط مهم ولكن ليس كل شيء، هناك شروط أخرى متعلقة بالأجندة التي يمكن أن نتحاور حولها والمواضيع التي يمكن طرحها وتبادل وجهات النظر، بالتالي يمكن السير في طريق التنسيق وتدعيم علاقات نضالية مع هذا الحزب.
*هل التحالف يعني انضمام البعث للقوى الجذرية أم تحالف جديد؟
انضمام حزب البعث للقوى الجذرية ليست المسألة انضمام أو عدم انضمام؛ إنما تنسيق واقتناع من تلك القوى في السير في طريق التغيير الجذري، وهي عملية سياسية وليست تنظيماً ينضم أو لا ينضم، نحن في إطار التحالف وهذا لا يعني الاندماج بل كل حزب يحتفظ بمواقفه المستقلة وينسق في إطار ما يتفق عليه.
*البعض يقول إن التحالف الجذري انتهى مع ختام مؤتمره الصحفي؟
الذين يقولون إن التغيير الجذري انتهى مع انتهاء المؤتمر، مغرضين ونحن نسير في طريق صعب ونسير ببطء، وهذه حقيقة، لكن نسير في الطريق الصحيح، تجميع كل القوى الحية في إطار برنامج يتفق عليه يسير في اتجاه التغيير الجذري من أجل إسقاط السلطة الانقلابية وإقامة حكم مدني ديمقراطي كامل، وهناك عدد من القوى السياسية تملأ الشارع وهي تمثل الغالبية العظمى للشعب، وهي تسير في اتجاه الحوار الشفاف من أجل الوحدة النضالية والتحضير لإسقاط الحكم العسكري وحلفائه وإقامة حكم مدني ديمقراطي.
فالمسألة ليست مجرد زيادات عدد المنظمات أو نقصها، المسألة عملية سياسية تسير في طريق الحوار الجاد والوصول إلى نتائج ملموسة تخدم الشعارات السياسية لحركة الجماهير، وفي ذات الوقت تدفع ما يسير نحو اختراق جدار تقف عليه القوى السياسية ودفعها في اتجاه العمل المشترك.
وهناك العديد من القوى السياسية، سواء كانت سياسية محضة أو قوى مجتمع مدني نقابات لجان تسيير وقوى مطلبية تملأ الشوارع الآن سواء لجان مطلبية تتحدى مثل لجنة المعلمين والعديد من القوى المطلبية الأخرى، كذلك هناك ما يجري في دارفور في المعسكرات وموقفهم الواضح من السلطة الانقلابية وعبدالواحد ومجموعته.
وهناك عدد من القوى نتحاور معها بقدر ما تسمح الظروف ونتقدم بقدر الاتفاق في ما بيننا.
*ما تعليقك على تصريح فولكر؛ سيتم تشكيل حكومة قبل شهر رمضان؟
مسألة تشكيل الحكومة يتحدثون عنها منذ وقت طويل أكثر من شهر، حتى لو تم تشكيل حكومة ليست المسألة تكوين حكومة؛ لكن هناك خلاف واضح داخل هذا المعسكر أوضح من الشمس، ليس بين الجنرالات حتى بين القوى المدنية المنضوية تحت لواء التسوية وما أفرزته الرباعية وبشكل خاص السفارة الأمريكية وإدارتها.
*ما هي المعوقات التي حالت دون انضمام، عبد الواحد والحلو حتى الآن للتغيير الجذري؟
ليس هناك معوقات حالت دون انضمام عبدالواحد للتغيير الجذري، قد يكون هناك فرق كبير بين نظرة المناضل عبدالواحد الى الحزب، والتعاون معه ونظرة المناضل الحلو حول هذا.
*ما موقف اتصالاتكم مع عبد الواحد نور والحلو؟
في ما يخص عبدالواحد لنا علاقات ومستمرين في الحوارات بين مجموعته وحزبنا وهي اتصالات متقدمة وتسير في الطريق الصحيح.
وهناك بعض الخلافات مع المناضل الحلو ونحن نسعى للتعاون والتسيير في ما بيننا في النقاط المتفق عليها.
*كيف تجري الاستعدادات للمؤتمر العام؟
وصلت الاستعدادات للمؤتمر العام مرحلة متقدمة، واللجنة المركزية حددت موعده وهو نهاية مايو المقبل، وكل أعضاء اللجنة المركزية منغمسين في التحضير للمؤتمر، الآن هناك اجتماعات موسعة تتم بفروع الحزب، وهناك استعدادات قطعنا شوطاً طويلاً في المناقشات داخل الحزب حولها، كالوثائق الأساسية للمؤتمر العام والتقرير السياسي والبرنامج وتعديل المقترحات المطروحة حول الدستور وهذه مسائل إيجابية جداً والتحضير للمؤتمر هو الأساس في العملية السياسية التي تقود الى تقوية الحزب وتحالفاته ووجوده في الساحة السياسية.
* كيف يسهم المؤتمر العام المزمع انعقاده مايو المقبل في ترتيب المشهد؟
المؤتمر العام ليس المقصود به فقط تجديد الحياة الداخلية للحزب، لكن كذلك المساهمة في تصعيد النضال الجماهيري لإسقاط سلطة الانقلاب وإقامة الحكم المدني، بالتالي يسهم المؤتمر في هذا الاتجاه سواء بتقديم رؤية جديدة للحزب أو فيما يجري الآن، أو مقترحات حول نشاط الحزب أو نشاط الحركة الجماهيرية في الفترة ما بعد المؤتمر السابع للحزب في نهاية مايو القادم.
*كيف تقيم الحراك الجماهيري وسط تحليلات بأنه تراجع عن ذي قبل؟
في ما يخص الحراك الجماهيري فهو لا يسير في طريق واحد، الحراك الجماهيري يسير في تقدم وتراجع ، المسألة الأساسية في كيفية إبقاء الحراك الجماهيري على مستوى دائماً يتطلع إلى الأمام، وهذه مسؤولية كل القوى الحية التي تشارك في الحراك، والتنوع الذي حدث في الفترة الاخيرة حول الشعارات خطوة متقدمة جداً، ربط المواكب بأهداف محددة وليس فقط إسقاط النظام، حياة الناس، مجانية التعليم والصحة، والتضامن مع الحركة المطلبية جميعها خطوات تسير في الاتجاه الصحيح.
في تقديري.. هذا ما يفتح المجال والطريق أمام تصعيد العمل والحراك الجماهيري، القضية الأخرى من غير المقصود هو الحراك الجماهيري او المواكب هي التي ستقود حتما إلى إسقاط النظام .
هذا الحراك الجماهيري أحد الأسلحة والأدوات التي تستخدمها الحركة الجماهيرية في نشاطها ونضالها ضد الحاكمين ، لكن هناك مسائل أخرى تتعلق بتكوين النقابات وهذه أدوات مهمة، تنظيم المنتجين افتكر أنها مهمة جداً، وربط ذلك بالنشاط السياسي الذي تلعب فيه لجان المقاومة دوراً مقدماً، كذلك مهنيين وعمال والمزارعين وكل القوى المتضررة سواء في مجال الصناعة أو الزراعة من سياسة الحكومة الحالية.
ما رؤية الحزب لتأثيرات التقارب الإسرائيلي مع الحاكمين حالياً ؟
سنقف بحزم ووضوح ونناضل مع كل القوى الحية لوقف أي تنازل من السلطة الحالية أمام التطبيع مع الكيان الإسرائيلي خاصة في ظل الهجوم الوحشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على أيدي الفاشية الجديدة التي تحكم إسرائيل.
ليس هناك أي تفويض لا قانوني أو معنوي يعطي السلطة الانقلابية الحق في إقامة علاقات مع الدولة الصهيونية، بالتالي نحذر من السير في هذا الطريق وليس وحدنا في هذا الموقف، بل هناك العديد من القوى حتى المنضوية في إطار التسوية لها موقف من التطبيع مع إسرائيل، وهذا خط أحمر نحذر من السير فيه.
*ختاماً….ماذا عن علاقاتكم الدولية في ظل التهافت نحو تحالفات في الإقليم والمنطقة؟
موقفنا من العلاقات الدولية. ليس لنا علاقات مع الدول إنما مع أحزاب تقدمية ديمقراطية، ونسعى في المجالات التي نتشط بها سواء على مستوى حركة التحرر الأفريقية أو حركة التحرر الوطني العربية أو على مستوى الشرق الأوسط والعالم في توطيد علاقات دولية لجذب المزيد من التضامن مع شعبنا وكشف ما تقوم به السلطة الانقلابية، وما يحاك من مؤامرات من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول الرأسمالية مثل روسيا وغيرها.
السودان أصبح مجال صراع بين القوى الرأسمالية؛ بشكل خاص الولايات التي تحاول وقف المد الروسي والصيني في السودان، ومن الجهة الأخرى تحاول روسيا التأثير على ذلك وإقامة علاقات مع النظام وبشكل خاص النظام العسكري في السودان.
هذه أشياء نحاربها وهي مكشوفة، ونسعى في إطار المنابر لكشفها وإدانتها وتعريتها، وفي نفس الوقت نسعى لإقامة جبهة عريضة أفريقية عربية لدحر الهجوم على إفريقيا خاصة ما تقوم به عصابات فاغنر ومنظمة افركون التابعة للبنتاغون الأمريكي.
كذلك نسعى من أجل إيجاد سلام دائم في أفريقيا، كل هذه قضايا تربطنا مع قوى سياسية وديمقراطية على أساس النضال ضد الامبريالية والمخططات في المنطقة، هناك علاقتنا الأزلية مع الشعوب العربية مع نضالها ضد الأنظمة الرجعية وضد الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية وما تمارسه من هجمة شرسة ضد الشعب الفلسطيني، هذه قضايا تجمعنا مع قوة عريضة على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا وعلى مستوى العالم.