العطا: لابد من دمج الدعم السريع في الجيش ومتحسبون لأي تفلتات غير مسؤولة
والي نهر النيل لأهل المنطقة: باب مكتبي فاتح للسماع لأي شكاوى ومعالجتها
بدر الدين حسن: نحن نتكاثر ونتناسل وغيرنا في مناطق أخرى يتقاتل
نهر النيل: أبو عبيدة عبد الله
منطقة ود حامد بمحلية المتمة بولاية نهر النيل، مثلها مثل كل المناطق التي لم يولِها المركز أدنى اهتمام، تعاني أبسط المقومات في الصحة والتعليم، يشكو أهلها شكاوى المناطق المهمشة في كردفان ودارفور والنيل الأزرق، بل حتى في الوسط في الجزيرة والنيل الأبيض.
رافقنا أمس الأول عضو المجلس السيادي الفريق أول ياسر العطا إلى منطقة ود حامد للاحتفال بزواج (100) شاب من أبناء المنطقة، كانت فرصة سانحة للعطا أن يخاطب الجموع التي حضرت الاحتفال ويرسل عدداً من الرسائل السياسية لديها علاقة بالوضع السياسي الراهن.
كانت لوحة رائعة بميدان ود حامد حيث وقف كل عريس خلف عروسته، بينما وكلاء العرسان جلسوا كل واحد في مقابلة الآخر وتشابكت أياديهم أثناء مراسم عقد القران.
تهميش ود حامد
ابتدر الحديث ممثل أهل المنطقة بدر الدين حسن علي والذي أرسل عدة رسائل تتعلق بالخدمات ومعاناة مواطني منطقة ود حامد من الخدمات.
وشكر كل الذين وقفوا لإنجاح برنامج الزواج الجماعي وقال: نحن في نهر النيل نتكاثر ونتناسل وغيرنا في مناطق أخرى يتقاتل، وأضاف: نحن أمام برلمان ود حامد الشعبي وشكا من عدم اهتمام حكومة الولاية والمركز بمنطقة ود حامد خاصة في مجال الزراعة، مشيراً إلى أن المنطقة زراعية وتعتمد على الري المحوري وقال إن 95% من المشاريع تعمل بالوقود، وأضاف أن البنك الزراعي في الولاية يمكن تسميته بالبنك الزراعي لتدمير الزراعة في السودان، كل المحاصيل لا تكفى المديونية على المزارعين
وقال: هناك مستشفى واحد فقط في المنطقة كسيح وخالي المعاني والمباني والمعدات، فيما وصف التعليم بأنه يقع على عاتق المواطنين.
رد حاسم
والي الولاية محمد البدوي عبد الماجد كان واضحاً مع الجموع التي احتشدت وهتفت أمامه للتهميش الذي تعانيه المنطقة، وقال في حديثه إن عدم المتابعة من أبناء المنطقة هو السبب، مشيراً إلى أن كل المحليات في الولاية نالت حظها من الخدمات سواء المياه أو الطاقة أو التعليم أو الصحة، لكنه قال لهم: (ناسكم ما متابعين) مؤكداً أن باب مكتبه فاتح للسماع لأي شكاوى ومعالجتها.
الدعم السريع
عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا خلع البزة العسكرية وارتدى جلباباً أبيضاً بصديري، بيد أن حديثه كان فيه كثير من الرسائل العسكرية، حيث أكد أنه لا بد من دمج قوات الدعم السريع في الرحم المبارك الذي ولدت منه وهو القوات المسلحة.
وقال العطا: ليس هناك دولة محترمة بها جيشان، وأضاف: لابد من دمج كل قوات الحركات في الجيش كما هو متفق عليه في سلام جوبا. وقال إن التهديد والتكسب الشخصي بفهم امتلاك جيش قد يؤدي لانهيار الدولة، وأضاف: الجيش قادر على بسط الأمن والسيطرة على أي أعمال تفلت غير مسؤولة لا قدر الله بحسب قوله.
وأوضح العطا أن الجيش هو الحامي لسيادة الوطن ولديار الشعب وكيان الدولة من الانهيار، وأكد أن الجيش مع الشعب ولن يخذله ولن يخاف أو يخشى المهددات الداخلية أو الخارجية. وأشار إلى أن أولى خطوات أهداف الثورة هو تشابك وتلاحم قوى الدولة الشاملة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعملية.
تواضع قوى الثورة
وأضاف: لابد من تواضع قوى الثورة المدنية والتوافق لتكوين حكومة قوية لتنفبذ أهداف الثورة، والنأي عن الأهداف الشخصية وترك المشاكسات الحزبية والكبرياء لتضميد جراح الوطن التي تنزف.
ودعا العطا كل القوى السياسية ومنظمة المجتمع المدني لضرورة العمل لتحقيق أهداف الثورة والانتقال لمدنية ديمقراطية ليس فيها إقصاء لأحد.
وحث العطا الحكومة القادمة لوضع برنامج لمعالجة الاختلالات في الميزان التجاري ووضع برنامج متكامل لبناء الدولة الحديثة وإحياء قيم الترابط والتصالح والقبول بالآخر والمساواة بين أبناء الوطن وعدم التمييز، فضلاً عن سن قوانين تجرم استغلال القببلة للوصول للسلطة.
لن نخذل الشعب
جدد العطا التزام المؤسسة العسكرية بمساندة ودعم التحول الديمقراطي، وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية، مؤكداً أن القوات المسلحة لن تخذل الشعب السوداني ولن تخشى أي مهددات داخلية وخارجية، وستظل بارة بقسمها في الذود عن حياض الوطن وحماية أمنه وسلامة أراضيه مشدداً على أن قوى الثورة هي التي لها الحق فقط، في تسيير دفة الحكم خلال الفترة الانتقالية. داعياً لتوافق قوى الثورة المدنية والعسكرية حول وثيقة لتسيير الفترة الانتقالية لتنفيذ أهداف الثورة وبناء الوطن، وأن تعلو أجندته على الأجندة الحزبية والشخصية.
خطة إسعافية
وفيما يتصل بالجانب الاقتصادي، دعا العطا إلى ضرورة وضع خطة اقتصادية إسعافية من قِبل الحكومة المتوافق عليها، لمعالجة قضايا الخدمات الأساسية ومعاش الناس، بجانب برنامج متوسط المدى لمعالجة الاختلال الاقتصادي في الإيرادات وحصائل الصادر، ومكافحة التهريب، ومعالجة الخلل في الميزان التجاري وزيادة الإنتاج، ومن ثم وضع برنامج طويل المدى لبناء دولة قوية.
وشدد العطا على ضرورة أحياء قيم التكافل والترابط والتصالح وقبول الآخر سياسياً واجتماعياً بين أبناء الوطن الواحد، دون تمييز أو عنصرية، لافتاً إلى ضرورة سن حكومة الثورة القادمة، لقوانين رادعة للحد من القبلية والعنصرية والجهوية.
وجدّد عضو مجلس السيادة، ثقته في الأجهزة الإعلامية، منادياً بضرورة مواكبة أهداف الثورة ومطلوباتها، داعياً الخبراء والعلماء في كافة التخصصات لبذل الجهد في مجال المناهج الدراسية والفنون الثقافية بكل أشكالها، لتعضيد قيم بناء الدولة الحديثة وقيم التاريخ.
وهنأ العطا في ختام كلمته، اللجنة المنظمة لزواج الخير والبركة بإدارية ود حامد، كما هنأ المتحفى بهم، متمنياً لهم حياة زوجية سعيدة، في وطن حر ديمقراطي آمن.
