معرض القضارف (للتقانات الزراعية).. نسخة (معبأة)
الخرطوم: اليوم التالي
اشتهرت الكثير من دول العالم، بعدد من المعارض السنوية المتخصصة، التي تقيمها على أرضها، حيث عرفت القاهرة وأبو ظبي بمعرض الكتاب، ودبي بمعرض الأغذية، وهانوفر بمعرض الإنترنيت والاتصالات، ونيويورك بالتقنيات وباريس بالصناعات، وفي السودان عندنا تميزت بورتسودان بمعرض السياحة الذي يقام سنوياً في (ديسمبر)، في أجواء شتوية رائعة بمناطق ساحل البحر الأحمر، أما القضارف مدينة “الزرع” و”الضرع” فقد تميزت بقيام معرض (القضارف للتقانات الزراعية)، وهو معرض تنظمه وزارة الزراعة بالولاية سنوياً في شهر (فبراير)، وقد حقق المعرض هذا العام في نسخته (التاسعة) نجاحاً كبيراً، من حيث مشاركة المزارعين وتفاعل المواطنين، وحرص الشركات على المشاركة فيه وإنجاحه.
لقد أثبت مفهوم قيام إنشاء المعارض للإنعاش الاقتصادي، نجاحاً منقطع النظير في عدد من دول العالم وعواصمها، ولذلك اتجهت الكثير منها إلى إنشاء مدينة معارض دائمة، ومعرض القضارف للتقانات الزراعية، التي تشتهر بها الولاية على غيرها من الولايات الزراعية، هذا المعرض أصبح الآن قبلة لمزارعين من ولايات مجاورة وحكامها، للوقوف على التجربة والاستفادة منها، فقد زار المعرض ولاة (الجزيرة، سنار، كسلا)، وتوافد إليه مزارعو ولاية القضارف من مختلف المحليات والأصقاع النائية للوقوف على التقانات الزراعية التي تعرض بالمعرض، وشهد المعرض بيعاً وإقبالاً معقولاً للشركات، التي دخلت بعضها في تفاهمات واتفاقات تفيد بالتوسع في التقانات الزراعية في أكبر ولايات القطاع المطري، وأكثرها إنتاجاً.
أحدث معرض القضارف للتقانات الزراعية في نسخته التاسعة، حراكاً كبيراً في الولاية، اقتصاديا واجتماعياً وثقافياً، فقد شهدت الليالي الترفيهية المصاحبة للمعرض إقبالاً كبيراً من مواطني القضارف وضواحيها، الذين عكسوا سلوكاً حضارياً راقياً في البرامج الثقافية، يعبر عن معدن إنسان القضارف، فبالرغم من العدد الكبير للجماهير التي شاركت في ليالي المعرض إلا أنها كانت جماهير مثالية فلم تشهد تلك الحفلات أي تفلتات أو مشاكل أو شكاوي أو سرقات، فمدينة القضارف التي تشكو شحاً في الأماكن الترفيهية والمنتديات مثل لها المعرض ملاذاً وبرنامجا للترفيه والتعلم والتلاقي.
وصفت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي أحلام مدني مهدي معرض القضارف للتقانات الزراعية بأنه “مميز”، وقالت خلال مشاركتها في ختام المعرض، إنه يسهم في الانتقال الزراعة التقليدية للحديثة، والسماهمة في اقتصاد البلاد ككل.
وأعلنت الوزيرة عن تعديلات في قانون الاستثمار الجديد، تتضمن حزمة ميزات للمزارعين والمستثمرين الأجانب والوطنيين، وقالت إن السيارات الإدارية، للمشروعات الاستثمارية في قانون الاستثمار لسنة 2021 كانت غير موجودة، ولكن تم إدخالها ضمن التعديلات التي قامت بها الوزارة للقانون الجديد، بمنح السيارات الإدارية وفقاً لضوابط محددة، وأضافت: “أيضاً هناك إعفاءات للخدمات الرأسمالية في القانون الجديد مثل الجملونات”، ونوهت إلى أن التعديلات التي تضمينها قيد الإجازة والاعتماد.
وقالت الوزيرة إن القانون الجديد للاستثمار، سيلبي رغبات المستثمرين، ويشجعهم على الإقبال، وأوضحت أن من بين أهم نقاطه رسم العلاقة بين المركز والولايات، وتحديد التراخيص التي تصدر من مفوض الاستثمار الولائي، والتي تمنح من المركز، بجانب النافذة الموحدة.
وفي السياق، أعلنت وزارة الزراعة الاتحادية إدخال آليات لتقليل تكلفة الإنتاج، تنفذ أكثر من عملية واحدة، بدلاً عن آلة العملية الواحدة، وقالت إن هذه التقنيات الجديدة سيبدأ تنفيذها بولاية القضارف.
من جانبه أعلن والي القضارف المكلف، محمد عبد الرحمن محجوب، عن توقيع عقد سفلتة طريق (القضارف عد الطين _ أم سنبيرة _ مطار العزازة)، متعهداً بتعويض المواطنين أصحاب الحيازات المتضررين من قيام المطار.
وقال الوالي إن العمل في الطريق سيبدأ الشهر المقبل، وأعلن الوالي عن قيام أول مصنع الأعلاف بالقضارف، لشركة صينية، ضمن الصناعات التحويلية والزراعية، التي قال إن حكومته تشجع قيامها، وأضاف أن التصديق لمصانع الأعلاف والزيوت والمحالج يتم استخراجه في يوم واحد للمزارعين والمستثمرين، معلناً عن قيام مشروع قريباً لصناعة الخيش محلياً.
شكر الوالي الشركات الراعية للمعرض، وأوضح أن معرض التقانات الزراعية جزء من عرض اقتصادي كبير لولاية القضارف، مبيناً أن المعرض لم يكن للعرض والبيع فقط، بل كان عبارة عن ملتقى علمي ومهني، وأشاد والي القضارف بجهود الشركات التي قامت بواجب المسؤولية المجتمعية، في مركز السرطان والإعاقة وغيرها من المشروعات.
وقال عبدالرحمن إن ولاية القضارف ستقوم بعمل تشبيك مع وزارات (المالية الزراعة الاستثمار التجارة)، والبنك الزراعي السوداني، والبنك المركزي، بالتنسيق مع مجلس السيادة لحل مشاكل وقضايا الزراعة على مستوى السودان كمبادرة ولائية.
في السياق قال ممثل الشركات المشاركة في المعرض، الطيب تاج الدين، إن الشركات حرصت على المشاركة لأهمية ولاية القضارف في الزراعة، مؤكداً حرصهم على تمليك المزارعين أفضل التقانات الزراعية، داعياً للتعاون بين القطاع العام والخاص للتوسع في التقانات، ونوه إلى أن المعرض وجد مشاركة واسعة من المزارعين وتفاعل من مواطني الولاية، من جهته شكر نائب رئيس اللجنة المفوضة للمزارعين أحمد عبدالرحيم العوض القائمين على أمر المعرض، وعلى رأسهم والي الولاية ووزاراته وإداراته المتخصصة، والشركات التي شاركت في المعرض، والعلماء والباحثين الذين أثروا جلسات وندوات المعرض المصاحبة، وقال العوض، إن ما تم طرحه يحل معظم مشاكل الزراعة في السودان، وليس القضارف فقط، ودعا لتبني هذه التوصيات والجلوس المشترك للخروج برؤية موحدة لتنفيذها.
وخرجت الندوات والورش التي انتظمت بمعرض القضارف للتقانات الزراعية بحزمة من التوصيات أبرزها حل مشكلة التمويل الزراعي، زيادة سقفه، وتكوين بورصة، وقيام ورش عمل لمعالجة قضايا (سعر السلم، التأمين الزراعي، القطن)، كما أشارت أوراق المعرض الى أهمية التدريب في مجال الإرشاد الزراعي، والوقاية، والبحث العلمي، واستصدار سياسات داعمة للصادر، والقطاع البستاني، وتنفيذ الطرق لتشجيع السياحة والإنتاج الزراعي.
وجد معرض القضارف إشادات واسعة من المشاركين والزوار والمراقبين، وعكس صورة طيبة عن القضارف وأهلها، وقد بذلت اللجنة العليا للمعرض بلجانها المتخصصة وبإشراف والي القضارف، جهوداً كبيرة لإنجاح المعرض، فهل يستمر هذا النجاح بقيام أرض دائمة لمعرض التقانات الزراعية، الذي تميزت به القضارف.
