تقارير إخبارية: فرانك هوغربيتس يتبع طريقة مختلفة في التنبؤ بالزلازل تعارض المنهج العلمي
بلسم سيف الدين: التنبؤات التي وردت على لسان الهولندي فرانك حقيقية
منى غبوش: بالسودان لا تنشط فيه الزلازل وإذا حدثت ستكون غير محسوسة
تعتبر الهزة الأرضية أو (الزلزال) التي أصابت الجنوب التركي وسوريا حتى اللحظة هي كارثة العام 2023 ما لم تحدث كارثة ومأساة أخرى تكون محصلتها من الموتى والجرحي والمفقودين تفوق إحصائيات زلزال سوريا وتركيا. ولم يجد العالم الذي حبس أنفاسه جراء تنبؤات عدد من العلماء بالمزيد من الضربات والزلازل اهتماماً ومتابعة غير هذا الحدث. وما بين الهزة والارتداد التي أصابت الجنوب التركي في مقتل لم يتردد بعض العلماء الذين بعثوا بمزيد من التحذير والهلع بوقوع المزيد من تلك الزلازل التي تفوق في قوتها زلزال تركيا ومن بين هؤلاء العالم الهولندي فرانك هوغربيتس الذي أصبح الاسم الأكثر تردداً ضمن وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية لما قام به من تنبؤات من حدوث المزيد من الزلازل الحرجة مطلع مارس المقبل فهل تصدق تنبؤات فرانك لما هو أسوأ أم يطمئن العالم ويمضي فيما هو عليه؟؟!
تحقيق: النذير دفع الله
يعد الهولندي فرانك هوغربيتس واحد من الشخصيات العلمية التي سطع نجمها في الفترة الأخيرة بعد الزلازل التي جرت في سوريا وتركيا قبل أسابيع حيث أنه أول من توقع هذه الزلازل عن علم ودراسات. فقبل أربعة أيام أطلق هوغربيتس تغريدة أثارت الكثير من الجدل محذراً من أنه قد تحدث بعض الأنشطة الزلزالية في الفترة ما بين 25 و26 من فبراير الجاري، وستكون الكارثة عند مطلع الأول من مارس سيما منطقة الشرق الأوسط والتي من المتوقع أن تحدث فيها هزات أرضية كبيرة فيها. ويقول غورييتس إن تنبؤاته تعتمد على حقائق علمية، فبعد وقوع الزلزال في تركيا بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر، تلته هزة أخرى على عمق عشرة كيلو مترات، سارع غوربيتس الذي ذاع صيته خلال الأيام الماضية ظهر في تغريدة أخرى محذراً: “هذه أحدث التوقعات، إذا كنتم لم تطلعوا عليها، حيث جاءت تحذيراته حول المناطق المحيطة بالصفيحة العربية من أنها ذات احتمالية أعلى لخطر الزلازل القوية منذ 6 فبراير 2023 (وهو تاريخ الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا). فمن هو فرانك هوغربيتس؟
هو فرانك هوغربيتس هولندي الجنسية ولد في مدينة أمستردام في العام 1968 ويقيم حالياً في مدينة أمستردام حاصل على عدد من الشهادات في علم جيولوجيا الأرض وله إسهامات في المستوى العلمي ودائماً ما يكثر الظهور على المستوى الإعلامي، كما أنه عمل في أكثر من هيئة رسمية في هولندا تتعلق بمجال تخصصه.
تقارير أمريكية..
وتشير التقارير الإعلامية أيضاً أن هوغربيتس لم يحصل على أي دراسة متخصصة في علم (الزلازل)، كما لا توجد دراسة علمية وحيدة تحمل اسمه (بل إنه لا يعرف نفسه أساساً بأنه عالم زلازل ويستخدم على حسابه بموقع (تويتر). وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأميركي في إجابة عن سؤال تلقته بشأن ما يتردد عن تصريحات الهولندي هوغربيتس وغيره ممن ادعوا أن تنبؤاتهم بشأن الزلازل وافقت الواقع إنه يجب أن يحدد التنبؤ بالزلازل عناصر التاريخ والوقت، ثم الموقع وأخيراً المقدار. وتوضح الهيئة الأمريكية دون أن تشير إلى اسم بعينه أنه من الممكن أن يقول شخص ما إن هناك زلزال بقوة أربع درجات سيقع في مكان ما في الولايات المتحدة في الأيام المائة القادمة وإذا حدث زلزال فإنه يزعم النجاح رغم أن ما قاله يفتقر إلى عنصر أو أكثر من عناصر التنبؤ.
أسلوب المتنبئين..
أما بخصوص أسلوب المتنبئين، فقد تحدثت العالمة في برنامج مخاطر الزلازل بهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية سوزان هوغ عن الأسلوب الذي يعتمده هوغربيتس وغيره من المتنبئين. حيث أشارت في تصريحات صحفية حول ورقة بحثية صدرت في عام 2002 تحدثت عن احتمال وقوع زلزال في جنوب هاييتي قبل 8 سنوات من الزلزال المدمر عام 2010م، لكن لم يخرج الباحثون عندنا للقول إنهم تنبأوا بحدوث زلزال، لم يحدث ذلك والآن يتحدث العلماء عن احتمال حدوث زالزال كبير على صدع سان إندرياس الجنوبي أو صدع هايوارد في كاليفورنيا وقد يكون على بعد يوم واحد أو 75 عاماً، فعلى المقاييس الزمنية البشرية لا توجد طريقة لعمل تنبؤات موثوقة على المدى القصير وفق تقاريرها. هذا مؤشر عام وليس محدداً زمنياً”. وأُرفقت التغريدة بخريطة للمنطقة. إلا أنه حذر من أن الأسبوع الأول من شهر مارس سيكون حرجاً .
تغريدات..
وقال مغردون إن توقعات غوربيتس وعلمه صحيحان، لكن هناك من سبقه إلى هذا العلم، فمن الإنصاف ذكر العالم البلغاري فيليب فيليبوڤ الذي سبقه بأكثر من ١٥ عاماً في هذا المجال بدراسات معمقة لتاريخ الزلازل لأكثر من ١٢٠ عاماً مضت وارتباطها بحركة الكواكب في الكون تنبؤاته بوقوع زلزال آخر هز طاجيكستان على عمق 10 كيلو مترات وهو الأقوى في الأيام الأخيرة.
الزلزال الكبير..
وذكرت تقارير إخبارية أن فرانك هوغربيتس يتبع طريقة مختلفة كلياً في التنبؤ بالزلازل تعارض المنهج العلمي المُتبع من قبل علماء “فيزياء الأرض” في تفسير الهزات الأرضية، والمنهجية المُتبعة من قبل هيئة المسح الجيولوجي الأميركية التي تضم الآلاف من الموظفين. وينطلق هوغربيتس في تنبؤه بالزلازل بزعم أن مواقع الكواكب والقمر تؤثر بشكل واضح على الزلازل الكبيرة وتحفزها، ويستند بذلك إلى “العلاقة المباشرة بين قشرة الأرض وتراكم الإجهاد فيها، وبين هندسة الأجرام السماوية المرتبطة بالزلازل الأكبر”. ويتحدث عن أن اقتران الكواكب يؤشر إلى حدوث الزلزال، ويقول إن التقاء كوكب الأرض في خط مستقيم مع أجرام سماوية أخرى بالمجموعة الشمسية يولّد مجالاً كهرومغناطيسيّاً.
تقارب وتباعد ..
وتقول الأستاذة في كلية علوم الجغرافيا قسم البيئة بلسم سيف الدين إن التنبؤات التي وردت على لسان الهولندي فرانك فيما يتعلق بالهزات الزلزالية حقيقية لارتباطها الوثيق بحركة القمر والكواكب وغيرها من العلامات التي تشير إلى حدوث زلزال من عدمه، وأوضحت بلسم أن حركة الصفائح التتونية التي تستند عليها كل القارات تعتبر جافة ونشطة لذلك غالباً ما تتعرض للزلازل والهزات وأضافت أن الصفائح الآسيوية نشطة لوقوعها على مجال البحار والمحيطات، ففي حالة التقارب تحدث ما يسمى بـ(تسونامي) وعندما تتباعد تحدث الزلازل والهزات.
العلامات القصيرة..
بروفيسور منى غبوش الضاوي الأستاذ المشارك بجامعة النيلين قسم الجيوفيزياء قالت لـ(اليوم التالي): توجد بعض التنبؤات على المدى القصير والمدي الطويل فيما يتعلق بالزلازل منها حركة بعض الحيوانات التي تتعلق بأجهزتها العصبية والتي لا يحس بها البشر بالإضافة لحركة الحيوانات الموجودة في باطن الأرض أيضاً، كما حدث في تركيا وهو ظهور بعض الأضواء من الأزرق والأصفر فظهورها يؤكد وجود أو احتمال حدوث لزلزال وكذلك التوترات التي تحدث في المجال الكهربي وبالتالي تأثيرها في الغلاف العلوي للأرض مما يؤكد وجود شيء غير طبيعي أو هي مؤشرات لوجود زلزال .
وأكدت منى أن التنبؤات التي أطلقها العالم الهولندي فرانك حقيقية حسب ما استند عليه من مؤشرات وقراءات علمية سيما وأن الكثير من الناس يعتبرون العلوم الجغرافية غير ذات جدوى ويتعاملون معها بغير اهتمام أو جدية، فالزلازل دائماً تحدث وفقاً لحركة الألواح والصفائح، فتركيا التي تقع بين صفيحتين الأوروبا والآسيوية تنشط فيها الزلازل .
وأوضحت منى أن السودان به لوحين النوبي العربي بالإضافة للجزيرة العربية في منطقة البحر الأحمر لذلك بالسودان لا تنشط فيه الزلازل وإذا حدثت فإنها تتعدى المدى الضعيف وغير محسوسة.
