انقلاب أكتوبر كان انتقامياً والهدف منه تدمير الثورة
حديث البرهان وحميدتي غريب لأنهما حلفاء
الخلافات ستؤدي إلى صراع عسكري ونحن ضده
على الحرية والتغيير أن تراجع تجربتها مراجعة موضوعية
لا بد من وضع برنامج للفترة القادمة والتواصل مع المواطنين
هاجم نائب رئيس حزب الأمة القومي سابقاً إبراهيم الأمين نهج الحرية والتغيير في تسيير الحكم الانتقالي قائلاً: هذا النهج سيضر بالبلاد، ولا فرق بين هذه الفترة والفترة السابقة لأن الحرية والتغيير ما زالت ليس لديها برنامج وهدفها الكرسي والسلطة فقط، وهذا السبب هو الذي أضعفها، ورفض الأمين في حوار عن الراهن مع (اليوم التالي) الصدام العسكري الذي سينتج مع الخلافات التي أصبحت على العلن مناشداً الحرية والتغيير باحتواء العسكريين لأن المتضرر الشعب السوداني.. فإلى مضابط الحوار..
حوار: أمنية مكاوي
ما رأيك في الوضع الراهن؟
الآن في أسوأ الحالات لابد أن يكون تفكيرنا عقلانياً وذو مصداقية على أساس جمع الناس لإيجاد حلول للبلاد وهذا بإرادة الكل، الحالة السودانية يجب أن نعترف بأنها السبب المباشر في الصراع المدني العسكري يعني طيلة الفترة الحكم الوطني كان هناك نوع من التنافس وتحول إلى صراع بين المدين والعسكريين وإن الانقلابات العسكرية يجب أن نعترف لأنها صنيعة مدنية عبارة عن انقلاب مدني بصبغة عسكرية والنفوذ العسكري الأخير قلة بدرجة كبيرة وأن نعترف بالخطأ المدنيين في أنهم من يمهد الانقلابات العسكرية وتجد قوة سياسية وأحزاب سياسية أحد عضويتها داخل المكون العسكري، نقطة يجب الانتباه إليها، وأصبحت الإجراءات العسكرية منبوذة ولا توجد إلا في البلاد المتخلفة لكن البلاد ذات الحركة السياسية واعية وبها مهتمين بقضايا بلادهم لا تحدث بها انقلابات.
أنحاز إلى قضايا الشباب وقبل التغيير لدي كتابين بعنوان “إلى جيل نأمل أن لا يطول الانتظار”، وأفتكر هذا الجيل مميز وواضح جداً لأنه انتماء لبلادهم وتمسك بها وهناك من يقدم حياته في سبيلها، وحقيقة الثورة ثورة تستحق من أي مواطن سوداني الدفاع عنها ويعمل على ترسيخها ويساند الشباب وإن الثورة بدأت في الأقاليم هذا يدل على تحول كبير وله ما بعده.
العملية السياسية الجارية هل الإطاري الحل الأمثل لأزمة السودان؟
الانقلابات العسكرية في السودان للأسف الشديد أنها كانت تنال مدة زمنية طويلة، هذا يوضح كيف أن العسكريين استطاعوا بمهارة كبيرة أنهم في شراكة مع المدنيين يحدث انقلاب، والآن المدنيون في أسوأ حالاتهم وكانت الحركة السياسية في بدايتها كان للمدنيين دور كبير في إدارة البلاد الخدمات العامة في درجة عالية من الكفاءة من مستوى الأداء الآن حدث تراجع كبير، إذا تحدثنا عن الأحزاب السياسية الآن تشظت إلى مجمعات أكبر بالتأكيد أضعفها وظهرت في السنوات الأخيرة بصورة كبيرة القبلية والحالة العامة في البلاد كان هناك اهتمام بالقضايا العامة مثل التعليم في مراحله المختلفة.
والآن دخل السلاح في خلافات بين المدنيين واستخدام وسائل عنيفة للقضاء على المخالف هناك عناصر العسكرية والعناصر تريد أن تحكم بقوة وجدت الفرصة على أنها تسيطر على السودان.
هذا النظام مختلف عن كل النظم الشمولية منذ اللحظة الأولى بنى موارد يستفيد من مصادر حكم الإنقاذ بدأ ببنك فيصل وأن تكون له مصادر للمال من أعمال مختلفة ووجد سنداً من الحركات الإسلامية في العالم العربي، واستخدم أساليب التمويه واستطاع أن يموه على أحزاب الحكومة حتى على المصريين يعني على المصريين، وكانوا في الأيام الأولى يعتبرون أن الانقلاب مصالحهم كراهيتهم في الحكومة الديمقراطية وهذا بعدما تمكن من استخدام الأساليب العنيفة.
أافتكر أن المكون المدني في تعامله مع الثورة كان التسرع رغم وضوح القضية يجب أنه مع البداية التغيير ومع الحركة التي لعب فيها الشباب دوراً كبيراً، ال’ن العنصر الأساسي في مقاومة هذا النظام وعلى الأقل يكون من تجاربنا السابقة تكون اتفاقية الحد الأدنى كل القوى الوقفة مع الثورة والتي ضد الثورة.
يجب الاتفاق مع الثورة لأن الخلافات داخل القوى كبير لدرجة أنها تستخدم لنفي الآخر واستئصاله وهذا أدى إلى تلاعب العسكريين بالعنصر المدني، وأفتكر بدرجة كبيرة استطاع العسكر أن يغيب المكون المدني يحاول على أساس أنه يكسب كل فترة أنه يضعف المدنيين ويضعف دورهم إلى أن وصل إلى الانقلاب وهذا أسوأ انقلاب في التاريخ عبارة عن انقلاب انتقامي الهدف منه انتقام من الثورة منذ اللحظة الأولى وليس به أثر إيجابي على البلاد.
دكتور إبراهيم هل الإطاري ستكون له اليد العليا في إظهار الخلاف بين الدعم السريع والجيش خاصة وأنه كان مخفياً أو منكوراً تماماً؟
الخلاف كان متوقعاً ولديهم عدا واحد وهو الشباب لكن الآن أصبحوا على قناعة تامة بأنه لا بد من حدوث تغيير والتغيير لابد أن يلعب في مصالحهم وأن مواقفهم المتحركة، وأن تستمر الفترة إلى أطول من مقرر لها والقصد أن يمحو أثر الجرائم لأنهم إذا وصلوا لهذه المرحلة سيتعرضون إلى محاسبة مباشرة، لذلك يدعون إلى تطويل المدة لمحو الأثر وفي أثناء الحوارات يصلون إلى نوع من التنازل من الطرفين من المواقف يدخلون في مساومة مع من يشاركهم ويستمرون في الحكم العسكري وهنا كان الاختلاف بين القيادة سواء كان الدعم السريع أو الحكومة من ستكون له السيطرة على البلاد وكان هناك خطأ كبير.
ما الخطأ؟
قرار دمج الدعم السريع في الجيش كان الدعم السريع تابع إلى رئيس الجمهورية ورفع الجيش والحكومة من الدعم السريع وأصبح الدعم السريع له سلطات مطلقة وأصبح له حراك في الداخل والخارج، وتطلعات عالية جداً وليس من خلال العمل العسكري إمكانيات اقتصادية، لذلك إذا حصل أي اتفاق ستطرح قضية الدمج.
وفي رأيي استمرار تبعيته إلى الرئيس أو الجيش أو قيادة الأركان المشتركة، واضح أنها غير مقبولة من الدعم السريع لأن ولاءه لحميدتي وإذا حصل الدمج ستقل الإمكانيات والنتيجة ظهور الخلاف، الآن حديث حميدتي والبرهان غريب وأن القوة التي تحركهما هي قوة واحدة، لكن من الممكن في مرحلة من المراحل أن تحدث مفاضلة بينهما.
هل في اعتقادك هل حان وقت المفاضلة؟
دعنا من هذا، القوتان محركان من قوى خارجية وداخلية كانت في مرحلة من المراحل تتمنى أن يحصل خلاف بينهما.
ماذا تقصد بالقوى الداخلية والخارجية؟
الخارجية والداخلية هناك قوى خارج المكونين في الخارج من مصلحتهم الذي يدور الآن وأيضاً القوة المتحالفة معهم من الداخل، قبل الوصول إلى هذه المرحلة أن يفرق بينهم والدليل كل ما قاموا به كان شراكة، ووقفة الشباب شلت الحركة، والعسكريون يراوغون إلى أن حدث الخلاف بينهما.
إلى أين يجرنا الخلاف؟
حقيقة نرفض أي خلاف بين المكونين لأنه سيؤدي إلى صدام بنهاية البلاد والمتضرر الأول والأخير الشعب السوداني، فلابد من الوصول إلى معادلة توقف الصدام المسلح أيان كان.
ما الحل في رأيك؟
الحل أن تراجع الحرية والتغيير تجربة حكمها وأنا واحد من الناس لدي إلمام بكل ما دار في المرحلة، القضية ليست إدانة ولن نشك في وطنيتهم، لكن إذا لم يراجعوا المرحلة السابقة مراجعة نقدية والتعامل مع القوى الأخرى بأسلوب، لأن الثورة تفرض عليهم توجيه طاقاتهم لحل القضايا وليس هناك وقت للخلاف.
ما رؤيتك للمراجعة؟
أي ثورة لا تنجح إلا ببرنامج يحدد مداخلها ومخارجها وهذا الذي طعنهم به حميدتي لابد من اختيار برنامج ليكون الولاء للبرنامج وليس للأشخاص وهذه الطريقة الصحيحة لإدارة المرحلة الانتقالية، وترك صراع الكراسي الذي أصبح همهم الأول والأخير.
لذلك نجاح الإطاري يكون له برنامج مدروس وسند شعبي يخاطب قضايا الشعب، ومن السهل يستمر وتتشكل حكومة لكن لن تستطيع أن تقدم ولا تؤخر لأنها لا تملك برنامج وستفشل مثل السابقة.
لكن لم توقع كل تحالفات الحرية والتغيير على الإطاري؟
هذه نقطة ضعف رغم أنهم على درجة عالية من الوطنية واضح أن الأسلوب التي تسير به المركزية ناتج عن عدم الخبرة والدليل استغلال العساكر ضعف بعض الأشخاص كانوا في مواقع حساسة والتراجع عن قرارات كل لجنة إزالة التمكين وهذا لا يمكن أن يحصل في ثورة، وإذا ذهبوا على هذا النهج ولا يتحدثوا ولم يطرحوا قضية البرنامج قبل أي شيء يقعوا في نفس الخطأ والآن كل اجتماعاتهم في السلطة وانشغالهم الحقيقي.
ما هو المطلوب؟
مراجعة تجربتها السابقة وتتعامل مع من تأتي به في مواقع حساسة بالبرنامج، الثورة بدأت من الأقاليم عليهم أن يذهبوا الى الأطراف ويطرحون ما يعمل داخل الخرطوم.
هناك جولات؟
هذه (جولات ساي) في الفترة السابقة لفينا كل السودان للترويج عن ما يدور ونجلس لفترات طويلة لذلك لابد من تواصل أكثر يمكن عبر الكتابات وغيرها.
هل حرص المكون العسكري على الإطاري ليضعف المكون المدني؟
المكون العسكري كان موحداً في مرحلة مبكرة لأن قضيته كانت محاربة الحرية التغيير وبعد الانقلاب حصل اختلاف بينهما نفسهما.
تم سحب ملف السلام من النائب الأول إلى أين تقود الخطوة؟
الصراع موجود بينهم كأفراد لابد أن نكون واعين لذلك لأنه صراع سلطة ونكون حريصين على أن لا يتحول الصراع إلى مسلح لذلك على التغيير أن تحتوي الصراع.
هناك ثلاث كتل في الساحة ما أثر ذلك على المشهد؟
أعود للوراء في وقت سابق بالتحديات فترة حمدوك كان هناك عدم رضا بين الحركات المسلحة والحكومة، اقترح حزب الأمة دعوة كل القوى السياسية وخاصة الحرية والتغيير والحركات لأن المكون العسكري يعمل على إغراء الحركات المسلحة وتم الاجتماع بحضور الجميع الحرية والتغيير لم تمدرك حدوث كارثة وبدأ الهجوم وكان الطرف الآخر يعمل على شيء بعيد كل البعد عما هو متفق عليه لذلك توسعة الصلة مع حملة السلاح من قبل العسكر واستحوز على الحركات بأنه سيوفر لهم أي شيء فقط يقفون ضد الحرية والتغيير وبعد فترة تم تكوين الكتلة، لذلك على الأحزاب أن تكون نفسها ما بعد الانتقالية وأن كل المجهودات للمصلحة العامة ويجب أن نسعى لأن يكون انقلاب البرهان آخر الانقلابات العسكرية وهذه الخطوة لا تأتي إلا بوجود مشروع ولا بد أن يكون لدينا حكم مدني ديمقراطي يمثل الجميع، ولدينا عقبة طموح العسكريين ومن يتعامل معهم، ونوضح في المشروع ما يخص القوات المسلحة بعد خروجها من العملية السياسية وهذه فرصة توحيد المدنيين وإزالة العقبة، وإغلاق باب تجنيد عناصر الأحزاب داخل الجيش وأي تجنيد تكون عقوبته رادعة.
ثانياً: لابد من جمع كل حملة السلاح ويتم تصنيفهم وتوفير الحياة الكريمة لهم والبلاد واسعة وبها مشاريع زراعية، وبعد ذلك يكون حمل السلاح جريمة يعاقب عليها القانون لذلك نحتاج إلى قضاء عادل ولا بد أن يبدأ الحكم بالمحليات والولايات وليس الخرطوم لأنها مركز لنرتقي بمستوى الحكم المحلي.