أبوبكر عبدالرازق: التوقيع دعاية سياسية
أحمد تقد: ما تم خطوة سياسية بامتياز
محمد محي الدين: اتفاق الكتلة مع الحلو شبيه باتفاق قرنق ـ الميرغني
الخرطوم: الخواض عبدالفضيل
وقع قائد الحركة الشعبية ــ شمال عبد العزيز الحلو ورئيس الحرية والتغيير ــ الكتلة الديمقراطية جعفر الميرغني، إعلاناً سياسياً، اعتبر فترة الانتقال منصة لإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة.
ووقعت الحركة الشعبية إعلانات سياسية مع معظم التحالفات والقوى السياسية، بما في ذلك الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتولى جعفر الميرغني منصب نائب رئيسه، تتركز جميعها على فصل الدين عن الدولة وقومية الجيش والمبادئ فوق الدستورية. وقال الطرفان في الإعلان، الذي جرى توقيعه في عاصمة جنوب السودان، إنهما اتفقا على “أن تكون فترة الانتقال منصة لإعادة هيكلة وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة وصياغة الدستور الدائم المرتكز على المبادئ فوق الدستورية” وأقرّ الإعلان، بأن يكون نظام الحكم لا مركزي في الشؤون السياسية والإدارية والقانونية والمالية والأمنية، على أن يرتكز على الوحدة الطوعية والإرادة الحرة لشعوب السودان، وظلت الحركة الشعبية تتحدث عن ضرورة وضع مبادئ فوق دستورية، لا تُعدل أو تُخالف، وهي تتعلق بالمساواة والمواطنة وحقوق الإنسان، ونص الإعلان على فصل الدين عن الدولة في الدستور لضمان العدالة والمساواة، مع التأكيد على عدم تنازل دور الدين في المجتمع، وطالب الطرفان الدولة بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع، على أن يكون دورها إيجابياً من جميع الأديان والهويات، حيث تؤمن حرية العبادة وحماية مؤسساتها.
توسع علاقات
وقال القيادي المؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق لـ(اليوم التالي): في تقديري إن الذين وقعوا مع عبدالعزيز الحلو هم يمارسون شيئاً من التوسع في العلاقات السياسية لتسجيل نقاط إيجابية، ولكن في نفس الوقت كل الذين وقعوا مع الحلو من أجل الفرقعة الإعلامية والاستهلاك السياسي أكثر من إنها خطوات عملية تنتهي بتوقيع سلام حقيقي وتابع: كأنما هؤلاء الموقعين يريدون إحراز نقاط سياسية وزاد: لا عبدالعزيز الحلو ولا الكتلة الديمقراطية مفوضين للتعبير عن الهوية السودانية ولا التعقيب عن الإرادة الشعبية مشدداً على أن قضية الدين والدولة هي قضية يحسمها الشعب السوداني عبر استفتاء عام أو انتخابات حرة ونزيهة وزاد عبدالرازق أن خطوة الكتلة الديمقراطية معزولة عن الضمير الشعبي الاجتماعي والثقافي الشعبي السوداني لأن الشعب السوداني إذا استفتي سيختار الشريعة الإسلامية خياراً والثقافة الإسلامية مكوناً والهوية الإسلامية حاكماً وأردف أن هذه الخطوة لا تؤدي إلى سلام، كما أن الكتلة الديمقراطية لا تستطيع أكثر من ما فعلت في سياق المرحلة الانتقالية ومضى إلى الانتخابات التي تحدد من الفائز وما هو البرامج المختار والمنتخب بالتالي الشعب السوداني لا يختار إلا خيار إسلامي وتابع: الاتفاق على هيكلة الجيش هو اسم الدلع لتفكيك القوات المسلحة وهي خطوة لا تجد القبول ولا النفاذ وزاد: ظلت المؤسسة العسكرية السودانية شاخة وبارزة وتمثل رمز للسيادة الوطنية وحماية تراب الوطن ولن يستطيع أحد أن يفككها جازماً أن المعاني التي وقعوا عليها هي نفس الشعارات التي وقعوا عليها منذ الفجر الجديد وظلت حبر على ورق وأعتقد عبدالرازق الذي ووقع بين الحلو والكتلة الديمقراطية دعاية سياسية إعلامية لن تؤدي إلى أكثر من ذلك لا الجيش السوداني سيتفكك ولا فصل الدين عن الدولة سيتحقق ولا أحد يستطيع أن يفرض على الشعب السوداني خيارات لا يرغب فيها وأحسب هي في الأصل محاولة لكسب نقاط سياسية.
خطوة سياسية
من جانبه قال القيادي بحركة العدل والمساواة السودانية وكبير مفاوضي اتفاقية جوبا لسلام السودان الدكتور أحمد نقد لسان لـ(اليوم التالي) أن الخطوة التي تمت في جوبا بين الكتلة الديمقراطية برئاسة جعفر الميرغني والحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو خطوة سياسية بامتياز وأرسلت رسائل واضحة في المشهد السياسي السوداني وتابع: الغرض من التوقيع على الإعلان السياسي من الجانبين خاصة في ظل الصراع القائم بين الكتلة الديمقراطية والحرية والتغيير المجلس المركزي لمزيد من الشمولية وزاد الحلو وقع مع اطراف كثيرة لكن الواضح من خلال هذه الاتفاقات والتفاهمات المختلفة استطاع أن يمرر كثير من أدبياته السياسية في كل هذه التفاهمات لكن العبرة ليست في في محتوى الاتفاق، ولكن العبرة في الرسالة السياسية المتوقعة وهي تعتبر خطوة مهمة بالنسبة للكتلة الديمقراطية تعزز في أوراق التفاوض المملوكة لدى الكتلة الديمقراطية وسنرى في الأيام القادمة ماذا سيسفر عن نتائج هذا التوقيع من خلال اللقاءات المتوقعة أن تكون مباشرة بين الطرفين الكتلة الديمقراطية والمجلس المركزي للاتفاق على الأطراف التي توقع على الاتفاق الإطاري.
ظاهرة طيبة
واعتقد الفريق صديق محمد إسماعيل في حديثه لـ(اليوم التالي) أن تواصل القوى السياسية السودانية مع بعضها البعض ظاهرة طيبة يشجع عليها وهي خطوات تساعد في توحيد الجبهة الداخلية وأمر مطلوب وطرح الملفات الكبيرة والمعقدة والمتشعبة لسنوات تحتاج إلى تفكر ورسم خارطة طريق ينتظم فيها الجميع حتى تحقق الأهداف الكلية المطلوبة وزاد: هناك كثير من القوى السياسية تسابقت إلى عبدالعزيز وأغلبها ذهب إلى الحلو دون رؤية محددة لذلك أصبحت القوى أثيرة لبرامجه وأردف كل الذين وقعوا مع الحركة الشعبية وقعوا على وثائق تتعارض تماماً مع كثير من الثوابت والتي حتى الآن ما زالت قيد البحث لتصبح ثوابت وطنية وقال الفريق صديق: بالرغم من ترحيبه بالتواصل لكنه في ذات الوقت يعتقد أن التسارع والتهافت نحو عبد العزيز الحلو يعقد المشهد السياسي في المستقبل مشدداً ضرورة اتباع الثوابت عند التوقيع مع الحركة الشعبية جناح الحول حتى لا ننزلق إلى منزلقات بدلاً من تحقيق الوحدة المتفق عليها وتفرق وتشتت البلاد وتابع: إذا افترضنا القوى السياسية السودانية لديها ثوابت فإن التهافت على عبدالعزيز الحلو يسبب تصدع في بنية الوحدة الداخلية القائمة خاصة وأن الذهاب إلى الحلو والتوقيع معه وهو يتبنى منفستو الحركة الشعبية والتعاطي مع بياناته الجاهزة كما يقال لمن يريد التوقيع عليها تصبح مسالة لها مخاطرها على المستقبل وينبغي على القوى السياسية أن تنتبه إلى ذلك والتعامل معه بحذر.
اتفاق حقيقي
من جانبه يرى مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي نور الدائم طه خلال حديثه لـ(اليوم التالي) اتفاق الكتلة الديمقراطية مع قائد الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز آدم الحلو اتفاق حقيقي تجمعهم مواثيق قديمة من أجل سودان عادل وديمقراطي وتم في اللقاء الاتفاق على أن تكون هناك سلطة حقيقية تجمع بين الذين ينظرون إلى قضايا السودان التي تتمثل في المواطنة وتحقيق التحول الديمقراطي والمشروع الوطني المنشود، وتابع قائلاً: تجمع الكتلة الديمقراطية يجمع كل الأطراف لذلك هذا يمثل أكبر تحالف موجود في الساحة السياسية يجمع غالبية الحركات المسلحة ولديه رؤية واضحة نحو الانتقال والتحول الديمقراطي دون عزل أي مجموعة أو إقصاء أي طرف من الأطراف منوهاً إلى أن الذين ينادون بإقصاء مجموعات من الساحة السياسية سيفشلون لذلك بالتوقيع مع الحلو الكتلة الديمقراطية كل يوم تكبر وتتوسع وزاد: هذا الاتفاق يؤمن على عدم مركزية الدولة ويمهد الطريق لسودان جديد يسع الجميع ومضى نور الدائم على أنهم متفائلون كثيراً بهذا الاتفاق وأشار الى أن كثيراً من القوى السياسية فقدت مصداقيتها ولقاءات المجموعات مع الحلو تعتبر لقاءات علاقات عامة لذلك اتفاق الكتلة الديمقراطية مع الحلو اتفاق حقيقي لأنه مبني على مبادئ وأسس واضحة ورؤية سياسية شاملة وإيمان بقضايا السودان وأكد نور الدائم أن لقاءات الحلو مع بعض القوى السياسية عبارة عن مزكرات تفاهم خاصة التي وقعت مع حزب الأمة وأحزاب أخرى، ولكن لا يوجد إعلان سياسي واضح غير الذي وقع مع الدكتور حمدوك وعبدالفتاح البرهان والإعلان السياسي الذي وقع مع الكتلة الديمقراطية هو شامل في محتواه ومضى أن هناك بعض من القوى حاولت أن تقلل من الاتفاق لجهة أن لديهم اتفاقات مع الحلو لكنها لم ترتقِ الى أن تكون في شكل إعلانات سياسية فقط عبارة عن لقاءات ومزكرات تفاهم تنتهي بإعلان انتهاء اللقاء بينهم لأن هنالك بعض القضايا لا تستطيع أي قوى سياسية أن تضع بها رؤية واضحة خاصة القضايا المتعلقة باللامركزية وقضايا علاقة الدين بالدولة والحقوق والتهميش التاريخي لا يوجد من يطرحها سوى الكتلة الديمقراطية.
تحسين مواقف
وبحسب حديث الباحث والمحلل السياسي محمد محي الدين لـ(اليوم التالي) أن التوقيع الذي تم بين الكتلة الديمقراطية والحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز آدم الحلو يعتبر تحسين للمواقف بين الطرفين خاصة في ظل المشهد المعقد في السياسية السودانية، وهنالك كثير من القوى السياسية وقعت الحرية والتغيير وكذلك وفد من حزب الأمة جميعاً وقعوا على مجموعة من الأوراق وتخرج في صيغة بيانات مشتركة.. كل الأوراق التي وقعت ما بين الحركة الشعبية قيادة الحلو متشابهة في النصوص وفي مضمونها كل طرف يضع مايريده في هذه الأوراق ويتم التوقيع عليها والكل يذهب إلى حال سبيله دون حوار ومفاوضات حقيقية نوقشت من خلالها بنود تمت فيها تفاهمات حولها تعبر عن مواقف مشتركة زاد من الواضح أن هذا التوقيع قد يحدث تغيير في توازنات في المشهد السياسي هكذا تنظر الأطراف التي وقعت مثل هذه الأوراق ومضى إلى أن كل الأحزاب والقوى السياسية التي ذهبت إلى الحلو تريد أن تقوي موقفها بمثل هذه التوقيعات وفي نفس الوقت الحركة الشعبية قطاع الشمال قيادة الحلو تناور بمثل هذه اللقاءات والتوقيعات وهي مشاهد شبيه للاتفاق الذي تم ما بين الحركة الشعبية والتجمع الديمقراطي وبعض القوى التي من خلالها تم تثبيت حق تقرير المصير الذي ووقعوا في شقدوم ورقة في العام 1994م ورقة وهذه الورقة أصبح يتم تمريرها حتى أتت نيفاشا وأصبحت ملزمة لذلك بذات الطريقة العلمانية في كل الأوراق التي وقعت بين القوى السياسية السودانية وحركة الحلو، واعتقد محي الدين أن المراد منه بناء مشهد تستند عليه الحركة الشعبية في المستقبل حتى إذا جاءت يوماً تقول كل القوى متفقة معنا على العلمانية لذلك هذه النقطة مركزية في أي حوار قادم. في ذات سياق يرى محي الدين أن الكتلة الديمقراطية أقدمت على الخطوة لتثبت وجودها في ظل ممانعة الحرية والتغيير المجلس المركزي بالتأكيد الاتفاق يصب في مصلحة الكتلة الديمقراطية في ظل الاستقطاب الحاد وإحداث توازن فيما يحدث في المشهد السياسي.