( لو أنَّ ..هُم ) (أحدوثات العجائب في أيام المصائب)

( لو أنَّ ..هُم )(أحدوثات العجائب في أيام المصائب)

خالد فتح الرَّحمن

مارس ٢٠٢٣

 

*

لو أنَّ فيهم شاعرا

جازَ اللحونَ إلى الدماءِ النازفاتِ..

فأشرقت وطناً و أسرجتِ الحروفَ بشائرا .. !!

لو بينهم من خضَّبَ الآمالَ باللغةِ النجيبةِ

فاستطالت كالفناراتِ الوِضاءِ منائرا !!

لو أنَّ أُغنيةً تهزُّ مشاعرا !!

لو أنَّ أُغنيةً تهزُّ مشاعرا !!

لو أنَّ منهم مَن يُشيع التوقَ في بردِ الحكايا :

فكرةً ترنو إلى الغدِ أو صهيلاً عاطِرا !!

لو لَمْلموا شَعثَ الحيارى، مرَّةً ، أو لو أطلُّوا فى الدموعِ ببهجةٍ تثغو..

و لو وهماً على جُثَثِ الأماني عابرا !!

لو أثبتوا للحقِّ بعضَ حقوقِه..

في أنَّ يظلَّ السيدَ المتَجاسِرا !!

لو أدركوا – بالمُرتَجَى-

هذا الخواءَ الفاغِرا !!

 

لو أنَّ فكراً باصرا

لو أن فكراً باهِرا !!

لو مرَّةً أسِفوا فقالوا:

ربَّما غفلت أيادينا فخانتنا ، فهل نجدُ العفوَّ المُستَماحَ العاذِرا !!

لو أنَّهم ضمِنوا لطفلٍ في تلَفُّتهٍ حليباً أو كتابا

أو أنهم مسحوا عن العينينِ دمعَهما الذي أبكى الصباحَ الحائرا !!

لو أنهم ربَتوا على كتِفٍ هضيمٍ..أشعلوا فى العتمةِ الصَّمَّاءِ ضوءً..أنبتوا في كلِّ هذي الأرض سنبلةً تُناجي حُلمنَأ المتقاصرا !!

لو أنَّ غيرَ المكرِ كان غذاؤهم

و دواؤهم و كساؤهم.. !!

لو أنَّه مكرٌ حيِّيٌ، ليس مَكْراً سافِرا !!

لو وردةً ألْقَوْا بها في صدرِ هذا النيلِ..

أو شُكراً له يُسليهِ في رهَقِ المسيرِ..عساهُ يجبُرُ خاطرا !!

لو أنهم فى الأربعِ السُّودِ العجافِ

تقدَّموا خطواً

فأَجرَوْا جدولاً بينَ الهواجرِ طافِرا !!

فلرُبَّما آسَى الأديمَ الساهِمَ المنهوكَ

أو ألقى إلى عينَيهِ وعداً ماطرا !!

لو أنَّ مُضَّطرِبَ الضجيجِ

المستجيرِ من الحناجرِ بالمخافرِ

قالَ شيئاً واحداً متضافرا !!

لو غيرَ هذا البؤسِ فى اللفتات فى الشارات فى الكلمات في المجلَى..

فبعضُ مظاهرِ الإحسانِ – أحياناً- تُبرِّر ظاهرا

أو أنها – حيناً – تُقيلُ العاثِرا !!

لو غيرُ هذا الأرقطٍ الخزريِّ كان نصيرَهم..

أو غيرُ هذا العابثِ الهزَلىِّ كان الحاقرا !!

لو أنهم رهطٌ كثيرٌ يُحتَفَى بوجودِهِ !!

لكنهم سطرٌ ضئيلٌ فى الروايةِ عابرا

سطرٌ ضئيلٌ يستَمِدُّ الزعقةَ العرجاءَ من وكْرِ الخيانةِ..مُنتِناً مُتآمِرا !!

لو أدركوا السرَّ الذي يسقي اللسانَ الذَّاكرا !!

لو أنهم قَنِعوا بما نُذِروا له..

أو أنهم لَزِموا الذي تَهَبُ الحظوظُ.. !!

فما يُفيدُ توهُّمٌ بالحُسْنِ إن نَسِى القناعُ الحافٍرا !!

لو لحظةٌ من كبرياءٍ أهدَت الوطنَ الكسيرَ ، على أياديهم ، إباءً أو وفاءاً صموداً ناصرا !!

لو أنَّ منهم قامةً

لمُدَرَّع – فى الَّسمتِ – بالشَّرفِ الرَّفيع..

إذا سعى يسعى على قَدَرِ الرَّجاحةِ مُستَعِزَّاً ظافرا !!

لو أنَّ فيهم زاجرا

بالحكمةِ الوضحاءِ..

ينصاعُ الهواةُ التائهونَ لوَهجِها ..

فقد استفاضوا بالبلادِ مساخرا !!

 

لو أنَّ نهجَ حداثةٍ كانوا به يتشدَّقون !!!

لكنه نهجُ الحواسدِ يشتبكن ضرائرا !!

لو أنهم ثبَتوا على شيئٍ !!

أقول: لو أنَّ شيئاً واحداً ثبتوا عليه

لآبَ هذا الشَّارعُ المكلومُ ، منهم ، غافرا !!

لو أنَّ ذاكَ الناكِرا

حفِظَ الجميل !!

لو أنَّ ذاك الناكرا !!!

لو بعضُ أُحجيَّاتنا السَّمراءِ تركوه لأسمارِ العشيَّاتِ السُّهارى سامِرا !

لو أقنعوا القمرَ الضحوكَ بأن يُعيدَ حبورَهُ ،أو أن يدورَ على البُيوتِ مُسَامِرا !

لو نسمةٌ أسْدَوْا لها يوماً مجالاً آمنا..

كيما تُدثرَ في رشاقتِها براءةَ عاشقينْ !

أو ترتدي – كالهمسِ- حُلْمَهُما النديَّ الطَّاهرا !!

لكنَّما الأنسامُ و العشقُ المضمَّخَ بالبراءةِ لا يطيقون النباحَ الفاجرا !

لو أنهم كتبوا شعاراتِ الإباءْ

لساعدٍ عشقَ البناءْ !!

فإنَّ مَن يستعملونَ السَّيفَ في غيرِ الحقيقةِ

لن يرَوْا منه المضَاءَ الباتِرا

لو أنهم حفِظوا الذي وجدوه مِن خيرٍ كما وجدوه

ما كان ضائرهم ؟

و هل غيرُ الذي ابتدعوهُ

كان لهم عدوُّاً ضائرا !!

لو أنهم لم يخدِشوا

“ديسمبرَ” الثَّبتَ الصبوحَ الزاهرا !!

فهو المُبرَّأُ -كالشُّهورِ الأخرياتِ-

نصَاعةً

من كُلِّ عيبٍ يستريبُ الناظرا

لو أنهم خَلَّوهُ وعداً في ضميرِ الغيبْ

يسعى به استحقاقُه ، ليُحلَّ يوماً في ذُرى التاريخ: شهراًً ثائرا !!

لو أنَّ حُكماً جائرا

ثاروا عليه

– كما ادَّعَوا –

ترضَى به الأذهانُ حُكماً جائرا.. !!

لو أنَّهم ……

لو أنَّهم ……

لطَوَى الحَزَانَى حُزنَهم

و سلا التَّعابَى سُهدَهم

و استعذبوا – بالتَّوقِ – هذا الانتظارَ الصابرا..

لكنَّما (لو أنَّهم) تعِبَت

فغادرتِ الزمانَ الخاسرا !!!


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب