قضية الشرق.. تدخل المنظمات هل يحل الأزمة؟

 

الفاتح عثمان: الورشة الفرنسية اختراق حقيقي لأزمة شرق السودان

الامين داؤود: صراع الشرق سياسي ونسعى لإنهائه

عبد الوهاب الجميل: بعض المنظمات تستطيع الحل

ابشار: ما وقع مساومة سياسية لا تمثلنا

 

 

 

الخرطوم : أمنية مكاوي

 

منذ التوقيع على مسار شرق السودان باتفاقية جوبا للسلام، الذي ناهز عمرها الثلاثة أعوام دون التقدم فى كل ملفاتها، وظلت قضية الشرق عائقاً، فضلاً عن تجميد المسار لأكثر من عامين بسبب الصراعات القبلية التي راح ضحيتها مواطن الشرق، كان هناك عدم توافق واضح بين مكونات الشرق وخاصة الإدارات الأهلية ونظارات القبائل، وطرح العديد من المبادرات في الساحة على رأسها اللجنة الاقتصادية برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، لكن كان تصدي أهل الشرق لها واسعاً ولم تفلح في حل القضية .

أمس الأول تم جمع بين الإدارات الأهلية وبعض كيانات الشرق على إعلان مبادئ، واعتمد الإعلان إقامة منبر تفاوضي شامل بين مكونات الإقليم برعاية وضمانات إقليمية ودولية، وأن تكون كل الاتفاقيات السابقة هي مرجع إعلان المبادئ؛ فهل يقود المنبر الجديد إلى فك طلاسم أزمة الشرق ام زيادة التصعيد؟

 

 

تدخل المنظمات :

تواثقت قيادات شرق السودان على تجريم خطاب الكراهية، واتفقت في الوقت ذاته على تكوين لجنة للمصالحات وجبر الضرر ومنع النازعات المستقبلية مع الجهات المختصة، واعتماد إعلان المبادئ الاجتماعية والسياسية بين مكونات الشرق الصادر في ختام الورشة التحضيرية لحل قضايا الشرق التي نظمتها منظمة بروميديشن الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي على إقامة منبر تفاوضي شامل بين مكونات الإقليم برعاية وضمانات إقليمية ودولية، وأكدت الورشة أن المرجعيات والمؤتمرات و الاتفاقيات السابقة استحقاق للشرق ومواطنيه، ودعت لترسيم الحدود بين النظارات والعموديات المستقلة بالاعتماد على المرجعيات التاريخية.

 

كيانات موقعة :

 

ونص إعلان المبادئ؛ الذي وقعت عليه كيانات منها المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة، تنسيقية شرق السودان، منبر البطانة الحر، تجمع أهل القضارف، تحالف منظمات المجتمع المدني والكيانات الشبابية، تيار الوحدة والبناء الوطني، تحالف أحزاب مؤتمر البجا، تجمع نساء البجا، التجمع المدني لشرق السودان ولجان المقاومة، ونص الإعلان على حق مواطني الإقليم في المشاركة المستحقة على المستوى القومي في الوظائف الدستورية والمدنية والعسكرية و العدلية والتمثيل الدبلوماسي عطفاً على الالتزام بحق الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة في المشاركة بكافة مستويات الحكم والإدارة.

 

صراع سياسي

فيما أكد رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة الأمين داؤود استمرار مساعي قيادات الإقليم ليل نهار من أجل إنهاء الصراع في الشرق ، ووصف داؤود الصراع في الإقليم بأنه سياسي بامتياز، ووصف كل رافض التوافق وتوحيد أهل الشرق بأنه (مركز)، وأكد عدم إغلاق أبواب العدالة، وزاد.. (ما عندنا دم بنبيعوا ونريد الوفاق ولن نعود للشكل).

و احتفى داؤود بالجهود التي بذلها شباب الشرق التي أفضت لتوافق القيادات وفي مقدمتها التنازلات التي قدمها شخصه والناظر ترك من أجل حل أزمة الشرق.

 

اهتمام بالشرق

ومن جهته؛ يقول الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير والعدالة، عبدالوهاب جميل، في تصريح لـ(اليوم التالي) إن الحقيقة ليس كل المنظمات تحقق نجاحاً في حل القضايا، خاصة قضية السودان، وبالمقابل ليس جميعها تفشل، وأضاف إن كان المقصود تحديداً المنظمات التي أقامت ورشاً في السابق فمعظمها لا تخلو عن أجندة تريد تنفيذها في السودان وشرق السودان.

وحول اهتمام المنظمات بالسودان قال إن السبب ساحل البحر الأحمر و ولاياتها الثلاث التي تحيط بدول الجوار، وتابع.. أما إن كان المقصود الورشة التحضير لحل أزمة الشرق برعاية منظمة “برومديشن” التي طرحت رؤية بحضور جمع قيادات الشرق بمختلف المكونات دون أن تدخل في من يحضر الورشة ومن لم يحضر، وقد استطاعت أن تجمع قيادات وكانت الشرق في طاولة واحدة، وهذا كان البعض ينظر له بعين المستحيل، المنظمة فلحت في التوقيع على إعلان مبادئ تسلية مرجعيات الاتفاقيات السابقة التي تعتبر هي أزمة الشرق.

وبحسب الجميل كل القيادات تريد أن يمثل وينفذ الاتفاق، واعتبر الاتفاق الذي وقع مع أكثر من سبعة مكونات وهي أكبر مكونات الشرق، بداية التحضير للمؤتمر الجامع لكل أهل الشرق، وفتحت الباب لكل من يريد أن يشارك في الاتفاق دون استثناء، وأردف.. ربما نصل الى نجاح كبير لا سيما وأن المنهج الذي تتبعه المنظمة في طريقة عملها الآن هي أخذت خبرات في مناطق شتى، وأضاف إلى الآن لم يتبين لنا أن لها عرض في التدخل وإنما تريد أن تحل صراع شرق السودان .

 

غير أن مقرر المجلس الأعلى للبجا و العموديات المستقلة عبدالله ابشار أعلن رفض إعلان المبادئ الذي وقع بين كيانات الشرق وأنه لن يمثلهم ، وأكد أبشار في تصريح لـ(اليوم التالي) أن ما تم هو مساومة سياسية والحديث عن أن الاتفاق هو مرجعية الاتفاقيات السابقة حديث وهم، على حد قوله “مساومة وإرضاء وخم” للمكونات التي وقعت، وشدد على رفضهم لمسار شرق السودان الذي جاءت به اتفاقية السلام، وقال لا يمكن أن يكون لهم مرجعية، وتساءل لماذا تم رفضه من الأول وأن المسار ليس لديه مخرجات، وأن ميزان المسار هو مختل؛ لجهة أن الاتفاقيات السابقة وقعت مع الشعب، أما المسار فوقع مع أشخاص ، عندما نوافق على أن يكون مرجعية جوبا داخل إعلان المبادئ يعتبر قبول الاتفاق وعلى كل ما نص عليه، وطالب أبشار بعملية سياسية منفصلة لحل قضية شرق السودان.

 

 

اختراق حقيقي

 

 

وبدوره اعتبر المحلل السياسي الفاتح عثمان في حديثه لـ(اليوم التالي) التوافق السياسي بين مكونات شرق السودان على تجريم خطاب الكراهية والتمسك بمنبر تفاوضي موحد لشرق السودان و بضمانات دولية والذي تم في ختام الورشة التحضيرية لحل قضايا الشرق التي نظمتها منظمة بروميديشن الفرنسية بمثابة اختراق حقيقي لأزمة شرق السودان لأنه جمعت لأول مرة بين الأمين داؤد راعي مسار الشرق وبين الناظر محمد الامين ترك أكبر رافض لهذا المسار وأضاف.. مع أن القائدين خالد جاويش واسامة سعيد لم يوقعا على مخرجات الورشة لكن ذلك لا يقلل من أهميتها وستجد غالبا التأييد الكبير من القوى السياسية السودانية التي حار بها الدليل لحل قضية شرق السودان في ظل الاختلاف والتخوين الذي ساد بين زعماء شرق السودان، وتوقع حل الأزمة نظريا وفق المعطيات ومن الممكن التوصل لحل لأزمة شرق السودان ويرى ذلك أمر ضروري لنجاح الحكومة الانتقالية الجديدة المتوقع إعلانها هذا الشهر وطالب عثمان قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بضرورة المسارعة الفورية بتبني مخرجات الورشة وحث كل من أسامة سعيد وخالد شاويش بالانضمام لهؤلاء والتوقيع معهم وبذلك فقط يمكن ان نضمن استقرار شرق السودان وبالتالي استقرار السودان وتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة للسودان عبر إنشاء الموانئ والمشروعات الزراعية والصناعية والسياحية مع ضمانات لعدم تضرر أبناء الشرق من هذه الاستثمارات.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب