تصريحات دقلو.. قربان للجان المقاومة أم رد على موضوع الدمج؟
لجان المقاومة: التصريح نفاق سياسي وتحايل على المجتمع الدولي
علاء الدين نقد: تصريح دقلو ليس تقرباً لقوى الثورة ولجان المقاومة
محمد محجوب: تصريح دقلو مجرد حديث سياسي
تقرير: الخواض عبدالفضيل
وجدت تصريحات نائب قوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو كثيراً من التباينات من القوى السياسية والآراء حولها، التي أكد من خلالها أنه لا بد من تسليم السلطة للمدنيين وعدم السماح بقتل المتظاهرين وعدم اعتقال السياسيين، واعتبر البعض أن هذه التصريحات كلمة حق وآخرون يرونها محاولة من الدعم السريع للتقرب من لجان المقاومة وقوى الثورة لكسب ودهم خاصة بعد التحول في المواقف بدعم قيادة الدعم السريع العملية السياسية الجارية وفقاً للاتفاق الإطاري، وتبدو كأنها صورة جديدة حتى تمحو الصورة الذهنية التي رسمتها لجان المقاومة والقوى الثورية لقوات الدعم السريع.
رسالة إلى السلطة
وفي وقت سابق قال القائد الثاني لقوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو، إنه لن يُسمح من اليوم فصاعداً بقتل الشباب المتظاهرين أو أي اعتقال للسياسيين.
وأضاف خلال المؤتمر العام لقبيلة المسيرية الذي انعقد وسط العاصمة الخرطوم: رسالتنا لمن في السلطة أن يسلموها للشعب دون لف ودوران، حسب تعبيره.
وتابع: في صدورنا كثير وكبير، لكننا لا نريد أن نكون سبباً في حدوث أي شيء.
وأكد دقلو أنهم لن يتزحزحوا ولن يتراجعوا عن المبادئ الأساسية التي تجمع الشعب السوداني وتخرج بخيارات يستفيد منها السودانيون.
يأتي ذلك بعد مقتل المتظاهر إبراهيم مجذوب قبل أيام بمنطقة شرق النيل خلال مظاهرات تطالب بمدنية الدولة ومحاسبة قتلة المتظاهرين.
فشل ومكابرة
وقال دكتور علاء الدين نقد عضو تجمع المهنيين السودانيين في حديثه لـ(اليوم التالي) إن تصريحات الدعم السريع منذ التوقيع على الاتفاق الإطاري من الظاهر أنه داعم له واعترف بخطأ الانقلاب الذي وقع في أكتوبر من العام قبل الماضي معتبراً التصريحات إيجابية ليست مكرمة من الدعم السريع ولا إحساناً منه، بل هو اعتراف واضح بفشل الانقلاب وتابع: أي إنسان له بصيرة من المفترض يقتنع بهذا الفشل دون مكابرة ومن أن تسلم السلطة إلى المدنيين الذين بقدرتهم قيادة البلاد بعد فشل العسكر منذ أكثر من عام من عمر الانقلاب وليس لديهم ما يقدمونه والآن البلاد ذاهبة من أسوأ الى أسوأ وآن الأوان لتسليم السلطة للمدنيين، وقال علاء الدين إن تصريح دقلو ليس تقرباً لقوى الثورة أو لجان المقاومة لأن هذين الجسمين لا يحتاجان من يتقرب لهما لجان وقوى الثورة على حق والحق ما يجبر الآخرين على الاعتراف به وفشل قول الحق يجبر الآخرين التنصل منه وتابع: الآخرون الذين يصرون على الخطأ ويغمضون أعينهم عن قول الحق لابد أن يقتنعوا في النهاية لأن الحق معروف. وشدد علاء الدين على أن الدعم السريع وكل المنظومة الأمنية متهمة بقتل الثوار لذلك إثبات أو نفي هذا الاتهام إلا عن طريق جهاز قضائي سليم وذهب الى أن وجود شكل الجهاز القضائي الحالي والأجهزة العدلية الحالية لا تثبت هذه الاتهامات والعكس صحيح الأجهزة العدلية الحالية أقرب لنفي الاتهامات من إثباتها، لذلك نحتاج الى جهاز قضائي سليم ومعافى وعلى حقيقة من أجل إثبات الحقوق ومن ثبتت عليه التهم يقدم كل من في الأجهزة النظامية أو مدنيين الذين ثبتت الجريمة عليهم الى محاكمة عادلة.
القضاء على الثورة
ومن جهته قال المتحدث الرسمي باسم لجان مقاومة مدينة الخرطوم فضيل عمر في حديثه لـ(اليوم التالي): نحن في لجان المقاومة ليست لدينا أي علاقة مع الدعم السريع أو القوات المسلحة بصورة مباشرة أو غير مباشرة وهذا التصريح الصادر متوقع من نائب قوات الدعم عبدالرحيم دقلو وغيره من العسكريين الانقلابيين وحتى المؤتمر الوطني أصبح يصرح بدعمه للانتقال وعدم قتل المتظاهرين وتابع: ولكن في حقيقة الأمر ما هذا إلا ممارسة للنفاق السياسي والتحايل على المجتمع الدولي ليس إلا، وزاد: لكن جميعنا يعلم أفعال هؤلاء القادة تتنافى مع منهج الانتقال الديمقراطي، فالدعم السريع وقيادة الجيش صرحوا بشكل مباشر بفضهم للاعتصام حول القيادة العامة للجيش في القنوات الرسمية وتصريح كباشي الشهير (خططنا لفض الاعتصام وحدث ما حدث يؤكد موقفهم السالب من الانتقال الديمقراطي المدني) وأردف: لذلك لا أعتقد عبد الرحيم حمدان دقلو يعي معنى خطابه ومآلاته وقد اعتدنا أيضاً يتناسي قادة الانقلاب عند عمد أنهم هم من قتل الثوار منذ مجزرة القيادة العامة حتى شهداء انقلاب 25 من أكتوبر 2021م ويريدون تصوير أنفسهم بأنهم مع الثورة، والثوار وشدد فضيل على أن موقفهم ثابت من قادة الانقلاب والانقلابيين واضح، ونحن لا نتعاطى مع ما يحدث داخل معسكر الانقلاب يختلفون فيما بينهم، لكنهم متفقون على إنهاء الثورة والقضاء عليها .
التوصل إلى حل
فيما اعتبر الباحث والمحلل السياسي محمد محجوب خلال حديثه لـ(اليوم التالي) حديث الفريق عبدالرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع عن أنهم لن يسمحوا بعد الآن بقتل المتظاهرين مجرد حديث سياسي خاصة وأنه تحدث وهو يرتدي زياً مدنياً وليس عسكرياً، تابع: والدليل على أنه مجرد كلام للاستهلاك السياسي فقط لا غير هو أنه أصلاً لا توجد رسمياً موجهات بقتل المتظاهرين، بل تخرج النيابة مع الشرطة عند تصديها لأي تظاهرة وفق التفاهمات التي تمت بين قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وبين العسكر وقد تم إلقاء القبض على الضابط الذي أطلق النار على الشهيد وتم رفع الحصانة عنه وسيتم تقديمه للمحاكمة.
وتساءل محجوب: هل يستطيع عبدالرحيم دقلو تولي مهمة مواجهة المتظاهرين بقوات الدعم السريع نيابة عن الشرطة؟ أم إنه سيدفع بقوات الدعم السريع لتتظاهر مع المتظاهرين؟ الإجابة لا في الحالتين وبالتالي لا تستطيع أي جهة أن تمنع وقوع أحداث فردية ولا قتل بالخطأ نتيجة وقوع علبة الغاز المسيل للدموع على منطقة حساسة من جسم متظاهر أو غير ذلك، وأردف: الحل الوحيد لإنهاء قتل المتظاهرين هو التوصل لحل سياسي تجمع عليه كل القوى السياسية السودانية ومعهم لجان المقاومة وهو أمر مستبعد تماماً حالياً.
وجزم قائلاً: لن يقدم حديث السيد الفريق عبدالرحيم دقلو ولن يؤخر ولن يكون سبباً للصراع بين العسكر.
تعبير عن التباينات
واعتقد الباحث والمحلل السياسي محمد محي الدين في حديثه لـ(اليوم التالي) أن التقارب بين لجان المقاومة وقوى الثورة أمر غير منظور خاصة وأن الدعاية التي حاولت بعض الجهات بثها خلال السنوات الأربع الماضية تعرقل أي تواصل مع لجان المقاومة أو مع قوى الثورة وتابع: هذا تعبير يوضح التباينات بين القوات المسلحة والدعم السريع تتصل بإدارة العملية السياسية في المرحلة الانتقالية لأن قائد الدعم السريع عبر عن موقف مؤيد للاتفاق الإطاري بشكل أحادي بيد أن القوات المسلحة أكدت في أكثر من مرة ضرورة أن هناك توسع في قاعدة المشاركة وأضاف: لذلك التصريح يقرأ في سياق التباينات والخلافات بين المكونين في ما يتصل بالتعاون في العملية السياسية وأن عدم السماح بقتل المتظاهرين يقرأ في سياق العمل مع الحكومة والأجهزة النظامية بمنع استخدام القوة المفرطة في التعامل مع التظاهرات وهذا مفهوم في سياق الغضب الشعبي الكبير على الطريقة التي تعمل بها أحد ضباط الشرطة مع الشهيد الذي سقط مؤخراً لذلك هذا يقرأ في هذا السياق بعيد عن الدلالات التي حاول البعض إلباسها بأن هناك تلويح أو تهديد الأجهزة النظامية وشدد محي الدين على ضرورة التعامل الأجهزة النظامية مع التظاهرات بالقول المعقول وقال: لجان المقاومة لها تحفظات تجاه الدعم السريع والقوى النظامية لذلك التقارب وموقف المقاومة لا يتماشى مع هذه الأجهزة .