بيت الشورة
عمر الكردفاني
البترول السوداني.. البيضة أولاً أم الدجاجة!!! (2من 3)
من المعروف عن شركات البترول حرصها الأساسي على صحة الإنسان وصحة البيئة لذا فأول قسم بدأت به زيارتي لحقل بليلة هو قسم الصحة المهنية حيث قابلت أحد الشباب النابهين والذي خرجت منه بحصيلة معرفية أفادتني لنفسي قبل أن تكون معلومات صحافية لأن هنالك بعض التقنيات التي لم أكن أدري أنها موجودة أصلاً، إذ أنني لم أكن أظن أن المياه أو التربة التي تتلوث بزيت البترول قد تعود مرة أخرى إلى دائرة الحياة، وتصبح صالحة للاستخدام الحيوي، فالمياه مثلاً أمرها ميسور مع أنه يكلف الشركة أموالاً طائلة إذ تتم معالجة المياه عبر نوع محدد من الأشجار الصنوبرية التي تعالج تلك المياه بطريقتها الخاصة التي منحها لها المولى وكذلك التربة تتم معالجتها عبر عزلها ومن ثم خلطها بنوع محدد من البكتريا الحميدة التي تعيدها مرة أخرى للاستخدام الحيوي بنسبة عالية جداً من الصلاحية، كل تلك المعلومات والتي قد تراها ميسورة وهينة عزيزي القارئ، ولكنها جد مرهقة مادياً ولوجستياً للشركة التي قد تصرف نسبة مقدرة من إيراداتها في هذه العملية التي لولاها لصارت مساحة واسعة من غرب كردفان غير صالحة للزراعة والرعي أو حتى السكن، وهنالك أمر الغاز المحترق والذي لحسن الحظ اتضح أنه (أي الغاز الخارج من آبار نفط غرب كردفان) لا يحتوي على الرصاص وهي المادة الوحيدة التي إذا تركزت في الهواء فإنها تلوثه بصورة تضر بصحة الإنسان والحيوان، الجانب المضيء في كل ما سبق أن شركة بترو إنرجي تعمل بأعلى معدل سلامة مهنية حتى أنها حازت على جوائز عالمية في هذا المجال، الجانب المظلم أن كافة عمليات انسكاب البترول على التربة لا تتم إلا بفعل فاعل وهنا تبرز أسئلة مهمة وهي ما دام مواطن المنطقة هو المستفيد الأول من بترول أرضه فكيف يقوم هو نفسه بتخريب الآبار والتسبب في ضرر يطاله أولاً، ومن ثم يطال الآخرين، كما أن توقف الإنتاج يعني أوتوماتيكياً توقف الدفعيات المباشرة التي تذهب إلى الخدمات الاجتماعية الموسمية منها والمستمرة لذا فإن من يخرب آبار البترول بالضرورة شخص لا علاقة له بالمنطقة ولا بإنسانها.
ثم ماذا بعد؟
كل ما سبق هي مشاهدات رصدتها عند زيارتي لحقل بليلة النفطي ما جعلني أفكر بصورة أوسع في الجانب الذي نستطيع نحن كإعلاميين أن نقدم به خدمة متميزة لشركات البترول حتى ترتقي بإنسان المنطقة وصاحب الأرض الذي تضر به بعض الجهات المغرضة فتقوم بتخريب الحقول باسمه وهو برئ من ذلك والدليل هو هذا الحشد الذي التقيته على بوابة الشركة من الشباب المستنيرين الذين ظلوا على تواصل معي حتى الآن والذين ظلوا ينادون بالسلمية والذين واصل بعضهم دراسته الجامعية وينتظر التعيين في الشركة التي يثقون في حسن إدارتها.