الخرطوم: فايزة أباهولو
كشفت أمس محكمة جنايات عمر المختار تفاصيل جديدة بمحاكمة رجل تم توقيفه على ذمة مقتل شاب دهساً بعربة إثر نزاع في أرض بين قبيلتين بمنطقة أبي دليق ريفي شرق النيل.
واستمعت المحكمة إلى أقوال شاهد الدفاع الأول وأفاد في أقواله بأنه من قبيلة المتهم وليس من أقربائه، مبيناً أنه بتاريخ الحادثة توجه إلى منطقة الحفير بغرض الإصلاح بين القبلتين، وشاهد أحد أعيان القبيلة الأخرى للمجني عليه يقود عربة لوري وبرفقته ابنه مما جعله يقوم بتغيير اتجاههما، مبيناً أنه وفي تلك الأثناء شاهد المجني عليه يتقلب على الأرض أسفل اللوري إلا أنه لم يراه يدهسه، مشيراً إلى أنه وقتها لم يكن ذووا المتهم يحملون أي عصاة أو سيوفاً أو يلقون بحجارة على جهة ذوي المجني عليه، منوهاً الى أنه وقتها حضرت قوة من الشرطة على متن ثلاث تاتشرات وقاموا بإطلاق عبوات البمبان وهدأت الأوضاع وسيطرت على الوضع، كما أفاد شاهد الدفاع الأول المحكمة أن المتهم كان موجوداً بمحل المشكلة يقود عربة بوكس إلا أنه ذهب لحاله ولم يدهس المجني عليه ولم تطارده العربة اللوري وقتها ولم يخبئ نفسه للحيلولة دون القبض عليه.
طعن
وطعن فيه ممثل الاتهام عن الحق الخاص عن أولياء دم المجني عليه في شهادة شاهد الدفاع الأول بالمحكمة بتهمة العداء والولاء والمصلحة لأنه غير محايد ومن أقرباء المتهم، مشيراً إلى أن الشاهد يرد على الأسئلة التي تخدم المتهم ويتحاشى الرد على الأسئلة التي تحقق العدالة بقوله: مضيفاً أن شهادته تحت القسم لا تكون حصانة مطلقة له لأنه يمكن أن تردها المحكمة حسب سلطاتها إلى جانب أن الشاهد لم يتخذ الإجراءات السليمة في إبلاغ الشرطة بالمشكلة سبب الحادثة لحقن الدماء بالرغم من أنه كان حاضراً لها منذ بدايتها.
اعتراض
من جهته اعترض ممثل دفاع المتهم على طلب الاتهام وأفاد بأن شاهد دفاعهم الأول شهد تحت القسم بما شاهده وحتى أن إفادته اطمأن لها الاتهام، ملتمساً من المحكمة قبول شهادته حسب سلطاتها.
في المقابل أرجأت المحكمة الفصل في طلب الاتهام لحين مرحلة وزن البينة.
خلاف
وقال ناظر عموم قبيلة المروماب عبدالحميد الزاكي الشيخ في تصريح له في العام قبل الماضي حدث خلاف حول قطعة أرض تخصهم بالمنطقة مع إحدى القبائل المتاخمة لهم انتهت بنشوب حادثة صراع بين القبيلتين مما تسبب في وفاة المجني عليه (عثمان طه الشيخ) محل الدعوى الجنائية والبالغ من العمر (28) عاماً، فضلاً عن إصابة والد المجني عليه فى رأسه مما تسبب في فقدان ذاكرته، وأكد الشيخ، أنه وفور وقوع الحادثة اتجهوا إلى المسلك القانوني وتحرير بلاغ بقسم الشرطة المختص بدلاً عن أخذ الحادثة في غير اتجاه القانون بالثأر واليد وذلك درءاً للفتن بين القبيلتين ونبذ الفرقة والشتات بحد قوله.
رفض
وأوضح رئيس مجلس شورى القبيلة عبدالمحمود الدسوقي الشيخ الزاكي، في تصريح أنه رفض لأبناء قبيلتهم قيامهم بأي محاولة اعتداء على قبيلة المتهم، مؤكداً أن هدفهم هو المتهم الذي ارتكب الجريمة فقط، وليس أبناء قبيلته الآخرين الذي تربطهم به الجيرة والنسب والتزواج، وأبدى الدسوقي عدم ممانعتهم في إجراءات صلح مع المتهم والعفو عنه حال اعترافه الجريمة أو إرشاده عمن ارتكبها وذلك حفاظاً من نشوب غبن بين قبيلتي المتهم والمجني عليه، لا سيما وأن المتهم ظل ينكر في التحري ومرحلة استجوابه بالمحكمة قيادته للعربة التي اصطدمت بالمتهم يوم الحادثة.
