ود الأشبه – ود أوبه.. “السيرة” تحاصر”القونات” وتبسط سيطرتها على الساحة .. 

 

الخرطوم / مي عزالدين

سيطرت أغاني السيرة والعرضة على الساحة في الآونة الأخيرة، وحطم إيقاع الحماس الرقم القياسي في الأعراس، والحفلات العامة، وهذا الوضع جعل طلب أغاني “القونات” يتراجع، وانعكس أثره على نشاطهم بصورة ملحوظة و(عدادهم رامي)..

 

والمعروف أن جمهور تلك الأغنيات لديهم شغف كبير وحماس في الرقص والإحساس بجمال الأغنيات التي يقدمها فنانون نالوا شهرة واسعة أمثال ود الأشبه وأبو القاسم ودوبه وعلي الشيخ، انتشار هذا النوع من أغاني السيرة والحماس قاد (اليوم التالي) لعمل استطلاع وسط عدد من المهتمين والمتابعين لهذا الشأن وماذا قالوا : –

 

فنانو السيرة مطلوبين

قالت حنان إبراهيم إن أغاني العرضة والسيرة أصبحت مسيطرة في الساحة أكثر من أغاني “القونات” لأنهم الطلب عليهم بات أكثر من ذي قبل، وذكرت في ذات السياق أنها كانت “حنان” في مناسبة في أحد بيوت الأعراس فكان جميع الذين غنوا في الحفل من فناني السيرة والحماس، وقد نجحوا في إحياء حفل المناسبة بطريقة مميزة زادت الأمسية ألقاً وجمالاً..

 

المغارز ونشر الغسيل

في ذات السياق.. أكدت “حفصة مالك” وهي إعلامية

أن الإنسان بطبعه ملول، لذلك يحب التغيير، وأضافت: أنه في الآونة الأخيرة أخذت أغاني “القونات”، كما تلقب في الوسط الفني منحى آخر غير مرغوب فيه، بالرغم من أن أغلب الجمهور كان يستمع إليهن ويرقص على نغماته أغنياتهم والتفاعل مع رفع ( البلاغات) إلا أن هذه الأغاني يغلب عليها (المغارز ونشر الغسيل ).. وقالت “حفصة” : الانبهار والترديد الذي وجدته هذه الأغاني في بداياتها لم يدم لأنه غث، وإن طال الزمن أو قصر فإن مصيره الاندثار ، لأن الرقص لا يعني القبول، وربما تمايل مع الموسيقى فحسب أو أراد تفريغ طاقة ما أو محاولة الاستمتاع بالفرح الذي لا بد منه ومشاركة أهله، فليس كل مايضحك فرح، فبعض الهم يضحك أحياناً.

وأشارت “حفصة” إلى أن أغاني الربابة لها واقعها الخاص، كما أنها مميزة وحنينة كأغاني الشايقية ، و نغماتها تجعلك ترقص على ردم واحد مهما كنت ماهراً في الرقص؛ لأنها تحرك المشاعر بنفس القدر عند الجميع ، إضافة لبساطة كلماتها ومعانيها العميقة، وزادت بالقول إن هناك لوناً آخر جديد مميز عند الجيل الحالي، بدأ الأمر بالضحك على صفحات التواصل ثم التقليد ثم التأثر قبل أن تجتاح بموجات الوسط حتى أصبحت هذه الأغاني بداية كل حفل أو الملجأ للفنانين ( لتسخين الحفل ) وجذب الحضور، إذاً هو ارتباط وجداني عميق الأثر ربما يأخذ زمناً حتى يأتي نوع آخر من الأغنياء، وربما أطاح هذا اللون بالأغاني الفارغة المحتوى كما أسميها، وتعرف عند الكثير بأغاني ( المغارز ورفع البلاغات ).

 

غياب تام للأغنية السودانية

من جانب آخر كشف الإعلامي “عبدالرحيم بشير” أن الربابة في حد ذاتها تعتبر من الآلات الموسيقية التقليدية التي شكلت وجدان الشعب السوداني، بالإضافة للمفردة الخاصة بالأغنية نفسها، فهي مزيج ما بين الدارجة والفصحى، زيادة لروعة الأغنية نفسها التي تخاطب مشاعر أهل السودان وتلامس آلامهم وأمنياتهم،

مؤكداً أن أغاني الربابة التي يتغنى بها أمثال الفنان بله ود الاشبه وغيره والذين أصبحت لهم شعبية طاغية، وأن تلك الأغنيات جاءت في وقت حدث فيه غياب تام للأغنية السودانية فمنذ عصر الراحل “محمود عبدالعزيز” اختفت المواهب المبدعة التي تشق طريقها لقلوب الجماهير، كما بات وليس هناك تفرد بهذا المعنى الدقيق..


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب