مطاري الخرطوم ومروي .. ما الذي يجري!!
سلطة طيران الولايات: الوجود المصري بمطار مروي تحت سيطرة السلطات السودانية
مهندس طيران: أفضل لشركات الطيران إلغاء رحلاتها بدلاً عن مروي
مصدر: وجود المخابرات المصرية بمطار مروي لحماية السد العالي
ما زالت الأسافير تتناقل منذ أيام بعض الأخبار التي تتساءل من تغيير وتحويل حركة الملاحة الجوية وحركة الطيران من مطار الخرطوم الدولي إلى مطار مروي، بل ذهب البعض لأكثر من ذلك عندما تحدثوا عن وجود بعض عناصر المخابرات المصرية في مطار مروي الدولي وإحكام السيطرة عليه، الأمر الذي خلق مزيد من التوترات والتساؤلات دون إجابة وظلت الشائعات تتبع حركة الملاحة الإسفيرية بين مطاري الخرطوم ومروي دون تكلف سلطات الطيران المدني من تمليك الحقائق وتوضحيها للجمهور سيما وأن لجنة الطيران المدني الدولية والتي تجري عمليات التفتيش الروتينية والتي كانت غائبة طيلة الفترات الماضية فقد توجست سلطات الطيران المدني السودانية من كشف الحقائق ومحاولة إخفاء مظاهر المخالفات والتشوهات والعوائق داخل مطار الخرطوم الذي يشهد فوضى لم تشهدها الموانئ البرية ومواقف المواصلات الداخلية من سرقة وتجاوزات وغيرها. عليه فإن اللجنة ستقوم اليوم الأحد بالتفتيش الميداني ومن ثم كتابة جميع الملاحظات حول مطار الخرطوم وحتى صدور تلك الملاحظات نتمنى أن تقوم سلطات الطيران المدني بكشفها ونشرها كاملة المواطنين لمزيد من المعالجات والشفافية على حد قول أصحاب الشركات والمختصين وعدد من المواطنين..
تحقيق: النذير دفع الله
بداية الحملة ..
يخضع مطار الخرطوم الدولي ابتداءً من 5 – 15 من الشهر الجاري لإجراءات التدقيق الدولي لأمن الطيران الذي تقوم به المنظمة للطيران المدني الدولية (الإيكاو) والتي تشمل كل الدول الأعضاء في المنظمة لأجل التطبيق الفعال للتشريعات الدولية والبرنامج الوطني لأمن الطيران في الفترة للتأكد من تطبيق المعايير الدولية لأمن الطيران بغرض التحسين المستمر. عليه فقد وجهت سلطات مطار الخرطوم وأمن الطيران جمهور المودعين والمستقبلين بالالتزام بنقاط الوداع والاستقبال الجديدة بمدخل المطار وإبراز المستندات للسلطات للركاب المغادرين والقادمين والمشغلين للحد من الخروقات والشواغل الأمنية التي لا يسمح بتجاوزها وعلى العاملين والمشغلين وأصحاب المركبات الالتزام بالضوابط الأمنية المحددة .
وأشار التعميم للجميع بالالتزام بالتوجيهات الصادرة من أمن المطار خلال الفترة المسموح بها، كما أشارت السلطات إلى أن عدم الالتزام بالضوابط يؤثر على التشغيل والأمن للمطار .
معايير دولية ..
وطالب مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بشركة مطارات السودان المحدودة زهير حمدنالله شندقاوي على تضافر الجهود حتى يجتاز السودان التدقيق الدولي وضمان التنفيذ الفعال للمعايير الأمنية الدولية القياسية لتكون مطارات السودان في
مصاف العالمية.
مطابقة وتفتيش..
وقال مهندس الطيران عبدالرازق محمد لـ(اليوم التالي) إن (الإيكادو) تعتبر وهي منظمة الطيران المدني العالمية والتي تقوم بأعمال التدقيق والتفتيش للمطارات وذلك لأجل التأكيد من مطابقة المواصفات والضوابط والاشتراطات المتعلقة بتشغيل وأمن وسلامة المطارات، مضيفاً أنه في السابق ونسبة للحصر المفروض على السودان لم يكن للجنة أي وجود أو مراقبة أو تفتيش، أما الآن فمطار الخرطوم يخضع لسلطة (الإيكادو) مما يتطلب القيام بهذا الإجراء الروتيني بحيث تقوم اللجنة بمراقبة حركة الركاب من الوصول بالتاكسي حتى داخل الطائرة والعكس كذلك من الطائرة وحتى التاكسي، ثم الخروج من المطار، وهي كل إجراءات تتعلق بالأمن والسلامة الدوليين في كل المطارات العالمية، وكشف عبدالرازق أن اللجنة لم تخلص من العملية الورقية وستقوم اليوم الأحد بعملية التفتيش الميداني والعملي والتي تتعلق بالاشتراطات المكتوبة وبين التطبيق على الواقع وهي ذات الاشتراطات الموجودة في كل العالم ومن ثم مقارنة تلك الاشتراطات مع الواقع والتطبيق العملي وبعدها يتبين للجنة ما إذا كانت الاشتراطات الورقية والمكتوبة تطابق الواقع أم لا، موضحاً أن اللجنة تقوم بالمراقبة داخل المكاتب وحركة الركاب والموظفين من الدخول والخروج وحركة الأمن عبر بوابات الدخول والخروج، وهل يمكن لأي شخص من خلالها الوصول إلى داخل المطار غير الموظفين. مشيراً الى أنه بعد التفتيش الميداني تقوم اللجنة بكتابة كل الملاحظات حول (حركة الركاب والبضاعة والسلامة والأمن).
ونبه عبدالرازق مهما كانت القرارات التي تؤكدها (الإيكادو) فإنه ليس بالإمكان إغلاق مطار الخرطوم بين يوم ليلة وهذا الإجراء يتعلق بالمستوي الذي تم تصنيف المطار عليه بحيث توجد ثلاثة مستويات للملاحظة والعقوبات. لذلك فإن عملية تحويل حركة الطائرات إلى مطار مروي أمر في غاية الصعوبة سيما وأن الأمر يتعلق بالمناولة الأرضية ومراكز الصيانة والهندسة والتي تحتاج إلى عقودات واشتراطات جديدة قد لا تتوفر في مطار مروي. لذلك فالأفضل لشركات الطيران إلغاء الرحلات بدلاً من التوجه إلى مطار مروي في ظل عدم وجود أي جهة تقوم باعتماد شركات المناولة الأرضية والصيانة والهندسة ..
سيطرة مصرية ..
ومن جانبه كشف مصدر متطلع (اليوم التالي) عن وجود لواء جديد من المخابرات المصرية بمطار مروي يتعلق وجوده في مهمة حماية السد العالي وبعض العمليات التدريبية بين الجانبين المصري والسوداني مضيفاً أنها إجراءات روتينية بين الدولتين.
موضحاً أن ما تم خلال الأيام الماضية من تهويل وتضخيم لما يحدث في مطار مروي، وأشار المصدر لوجود بعض الشكوك التي أثارت الجانب الرسمي، ولكنها لم تصل إلى حد ما وصفه البعض من أن مطار مروي أصبح تحت إمرة وسيطرة المصريين.
وشدد المصدر على ضرورة أن تعكس سلطات الطيران المدني كل القرارات والملاحظات التي أكدتها الإيكادو للشعب لأن الأمر طالما يتعلق بأمن وسلامة المسافرين حق لهم أن يعرفوا كل الملاحظات وسلامة الطيران والمطارات وعلى السلطات إلا تخفي هذه الملاحظات ..
بُعد استراتيجي..
فيما تم تداول بعض الأنباء التي تشير إلى حديث وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي مبرراً الوجود العسكري المصري داخل مدينة مروي منذ المناورات المشتركة ما بين سلاح الجو السوداني والمصري منذ العام السابق بأنه يتعلق بترفيع مطار مروي لمصاف الدولي تعظيماً لدور وموقع المطار من الحدود المصرية وفك أي ضائقه محتملة ..والتي تتعلق بالشروط الجزائية فضلاً عن أن مدينة مروي تعد بعداً أمنياً واستراتيجياً لمصر .
تململ شعبي..
بينما صاحب الإجراءات التي اتخذتها سلطات مطار الخرطوم مؤخراً من تقييد حركة المودعين والقادين استياء شعبياً كبيراً صاحبته بعض الأحاديث التي تشير إلى أن الحكومة السودانية تحاول من جعل مطار مروي بديلاً لمطار الخرطوم في حال تم إغلاق مطار الخرطوم من قبل سلطة الطيران المدني الدولية عبر لجنة التفتيش والرقابة حيث أشار المواطن النور الضي الذي كان ينوي المغادرة إلى مصر أمس الأول أن تقييد حركة المسافرين دون توضيح وإعلام مسبق يعد انتهاكاً لحقوق المسافرين وسياسة أخرى تتعلق بإخفاء الحقائق طالما الأمر يختص بالمسافرين وحركة الركاب، فعلى السلطات أن تضع ذلك قيد الاهتمام وعكسه للناس بطريقة حضارية إن لم يكن عبر وسائل الإعلام فعبر مناديب السلطات عبر البوابات وصالات الوصول والمغادرة لرفع الحرج كسب المزيد من التعاون الشعبي ..
ملاحظات المسافرين..
فيما شدد عدد من المسافرين من ضرورة العمل بشفافية ووضوح طالما الأمر يتعلق بالأمن والسلامة الدوليين الخاصة بالركاب والمسافرين نحن الركاب ونحن المسافرين الأمن والسلامة تتعبران شرطاً أساسياً لنا لذلك على السلطات التعامل بوضوح أكبر.
شركات الطيران..
كما أشادت بعض شركات الطيران المحلية من الخطوة التي تتعلق بعمليات التفتيش والرقابة لضرورة ضمان تقديم خدمة أفضل في إطار الجودة والحاكمية العالمية وأضافت: على سلطات الطيران المدني المحلية أن تسعى من خلال ملاحظات (الإيكاو) للاستفادة من تلك الملاحظات ومحاولة السعي لتغيير كل تلك الأخطاء للوصول لخدمة أفضل للمسافرين والشركات الطيران التي تسعي دائماً لتجويد خدماتها بما يتناسب مع الجودة العالمية ..
سيطرة سودانية ..
وقال مدير المطارات الولائية عبد المحمود عمر لـ(اليوم التالي) إن ما راج خلال الأيام الماضية فيما يتعلق بتحويل الرحلات الجوية إلى مطار مروي غير صحيح سيما وأن مطار مروي لم يتم تصديقه بصورة نهائية لاستقبال الطيران الدولي والتزود بالوقود، بل هذه الخدمة محصورة على مطاري بورتسودان والأبيض في حال حدث أي أمر، يستدعي تحويل الرحلات من مطار الخرطوم.
وأوضح عمر أنه حتى اللحظة لا توجد أي أخبار أو ملاحظات من السلطات بتغيير حركة الملاحة الجوية مشيراً إلى سعي إدارة المطارات الولائية من تكملة كل المواصفات والمطلوبات التي تتعلق بمطار ليكون مهيأً لاستقبال الطائرات العابرة وتقديم خدمة التزود بالوقود وإقامة البرادات وتشجيع الاستثمار وسد الثغرة التي قد تحدث في طريق شريان الشمال.
وأكد عمر أن الوجود العسكري المصري داخل مطار مروي منذ عام خلال عمليات التدريب التي تمت بين الجانبين، كاشفاً أن كل الطاقم المتعلق بالمراقبة والجوية غير سودانية كاملة على الرغم من وجود عنصر مصري في برج المراقبة، ولكنه يخضع لسطات وسيطرة القوات السودانية ..