شرطة كادقلي .. تحية واحتراماً

أما حكاية

شرطة كادقلي .. تحية واحتراماً

إيهاب مادبو

الخوف قد يصنع نظاماً قوياً محكمًا، لكن هل يصنع مواطنين أقوياء

 

توطئة

قصدت بعنوان المقال شرطة كادقلي ولكنه في الحقيقة إشارة معممة لكل الوحدات والأقسام الشرطية بمحليات الولاية المختلفة.

* تحتاج القوانين والأنظمة التي تضعها الدول لتسيير حياة مواطنيها، إلى من يقوم بفرض تنفيذ هذه القوانين وملاحقة من يخالفها، وهؤلاء هم رجال الشرطة، فمنذ تكرّس “العقد الاجتماعي” بين الجماعات البشرية التي تعيش في مجتمعات واسعة ومتشابكة كالمدن، كان لا بد من أدوات لهذه السلطات تساعدها في حسن سير هذه القوانين، فكانت الشرطة أهم المؤسسات التي تعبّر بواسطتها السلطات عن سيطرتها وسطوتها “لحماية المواطنين”.

* لكن ما تم الاتفاق على تسميتهم بجهاز الشرطة لم يوجدوا في المجتمعات البشرية دفعة واحدة أو بشكل مفاجئ، بل تطوروا عبر الأزمان والعصور وبأشكال مختلفة من بلد إلى آخر ومن مجتمع وثقافة إلى آخر، وتحوّلهم إلى مؤسسة رسمية وجزء من المنظومة السلطوية تطوّر بدوره مع تطوّر هذه السلطة، لتأخذ في النهاية شكل الدولة التي نعرفها الآن.

*ولطالما كان هم الشرطة حماية البشر من بعضهم البعض خلال تطوّرهم الثقافي والاجتماعي والاقتصادي أحد هموم الحكّام وأصحاب السلطة، فالبشر المنتقلون من حياة “الصراع من أجل البقاء” إلى الحياة المشتركة بحاجة إلى رادع يمنعهم من “تخريب” التوافق الاجتماعي لبناء مجتمعات موحدة ومتكاتفة تتمكّن من العيش في وئام وسلام وأمن وطمأنينة.

* خلال السنوات الأخيرة تنامت حدة الجريمة وتصاعدت وتيرة الجرائم المتعددة ضد المواطنين وتناسل المجرمون بشكل مخيف مما شكل ذلك هاجساً ظل يؤرق مضاجع إنسان الولاية، بل إن تقاعس الشرطة في القيام بواجبها تجاه حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم هز كثيراً من جدار الثقة بينها والشعب.

* وبناءً لذلك انهارت العلاقة التعاقدية لدرجة أن المجرمين بعد أن استباحوا دماء وأموال المواطنين اتجهوا نحو أقسام الشرطة والحراسات لإطلاق سراح بعض منهم بقوة السلاح ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل قاموا باعتراض عربة للشرطة كانت تقل محكومين بالإعدام كانوا في طريقهم الى الأبيض.

* فى ظل هكذا أوضاع عانى المواطن كثيراً من نعمة الأمن للدرجة التي ما عاد يثق كثيراً في الشرطة وأصبحت العديد من الجرائم تقيد ضد مجهول، بل والأمر من ذلك أن بعض القتلى والمجرمين بعد أن شعروا بأن لا رادع لإجرامهم أصبحوا يتجولون بالأسواق بحرية تامة يتصيدون فريستهم نهاراً ليعتدوا عليها بالقتل ليلاً

* وصل الأمر بكادقلي أن يستأجر شخص مجرماً بمبلغ زهيد ليتخلص له من شخص آخر له معه عداوة وبحسب الإتفاق المبرم بينهما على هذه الشاكلة:

_ نوديه الآخرة ولا نعوقو ليك؟

وبحسب نوعية العرض من جانب المجرم يكون الاتفاق على إزهاق روح أو إصابة مستديمة.

* وبعد زيارة الفريق الكباشي الأخيرة للولاية فقد كشرت الشرطة ومباحث الولاية عن أنيابهما واستطاعت الشرطة بمجهودات نوعية من القبض على عتاة المجرمين الذين شكلوا في السابق مصدراً للخوف والقلق لدى المواطنين الذين فقدوا الإحساس بالأمن والطمأنينة.

* وهذه العمليات النوعية التي تقوم بها الشرطة قد حققت هدفين في اعتقادي يستحقان الإشادة والتقدير، الأول إنها مدت من جسور الثقة بينها والمواطن وعززت كثيراً من العلاقة التي تشوهت كثيراً.

والأمر الثاني أنها بعثت برسالة للمجرمين على أن الشرطة قادرة على أن تصلهم في فجاج الأرض والدليل على ذلك أنها تمكنت من القبض على قاتل الأستاذة زبيدة عيسى وقد وجدته بمعسكر يقوم بتجنيد المجرمين.

* تحية واحتراماً وتقديراً للشرطة حتى تعيد لذلك الشعار (الشرطة في خدمة الشعب) بريقه ولمعانه ولقيم مجتمعاتنا المحافظة على أمنها وسلامتها في النفس والمال.

* بقي على مدير الشرطة بالولاية تحفيز أفراد الشرطة مادياً ومعنوياً ليقفوا على حجم التكليف والمسؤولية (شريط، شريطين) بإمكانهما تحقيق المعجزة وتصفير عداد الولاية من الجريمة.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب